ميكافيلية اميركا تعني افعل ما شئت
مهما حاولت الولايات المتحدة وباساليبها النفاقية والملتوية التهرب من مسؤوليتها و دورها في نشر الارهاب واستخدامه كاداة قذرة لتنفيذ سياساتها وتأمين مصالحها في المنطقة لكنها في النهاية تفضح نفسها بنفسها ولا تدع مجالا للشك بانها هي من تسير وتبرمج لهذا الارهاب من خلال دفاعها غير المباشر عن الارهاب وعبر رفع يافطة مزيفة للفصل بين المجموعات المعتدلة والارهابية لكنها في النهاية وقعت في الفخ الروسي الذي حاصرها للقبول بتسمية "جبهة النصرة" بانها مجموعة ارهابية لكن ذلك كان في الاعلام فقط دون ان يترجم على الارض وهذا ما اثبتته الوقائع ومنها اعترافات احد قادة "جبهة النصرة" في حديثه لمجلة "فوكوس" الالمانية حيث ابدي امتعاضه من تراجع تدفق الاسلحة الاميركية لهم.
هذا الاعتراف الصريح فضح واشنطن ووضعها في الزاوية الحرجة وثبت للقاصي والداني ان المراوغة الاميركية وتهربها المستمر من وضع "جبهة النصرة" على لائحة الارهاب لم تكن اعتباطية بل سياسة مدروسة ونهج ثابت في الستراتيجية الاميركية باستخدام الارهاب كاداة لتمرير مصالحها.
وبالامس وفي محاولة عبثية من واشنطن للتنصل عن مسؤوليتها مستقبلا عن وصول اسلحة نوعية لـ"جبهة النصرة" روجت وعبر وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين اميركيين بان هناك دولا خليجية تحاول تزويد "جبهة النصرة" بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، وكأنها في نفس الوقت رسالة لهذه الدول للقيام بهذه الخطوة لدعم "النصرة" ومنعها من الانهيار لانها لم تنجز بعد مهمتها التي اُكلت اليها في سوريا.
وبالطبع فان هذا الموقف لم ينحصر بالولايات المتحدة الاميركية فقط بل ان السعودية وقطر وتركيا هم من داعموا جبهة النصرة اضافة الى الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وهذا ما اعترفت به زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسية "مارين لوبان" بالقول "فبدل ان تقوم الحكومة الفرنسية بدعم المفاوضات حول سوريا تقوم بما يخالف الطبيعة حيث تدعم "جبهة النصرة" المنتمية للقاعدة بدل ان تقاتلها.
هذه الاعترافات الصريحة ومن داخل البيت الغربي لم تدع اي مجالا للشك بان الغرب يستخدم الارهاب كوسيلة لتمرير مشاريعه وتأمين مصالحه الآنية دون ان يفكر بعواقبه الوخيمة عليه وما لحق ببعض المدن الفرنسية ومنها باريس التي اكتوت بنيران الارهاب شاهد حي على ما نسوقه من دلائل لخطر الارهاب الذي لم يستثنى منه احد.
ولتعلم واشنطن وغيرها من العواصم الغربية ان سياستها النفاقية والملتوية لاستخدام الارهاب كاداة ضاربة لها سيرتد اولا عليها بالتاكيد وتفقد اعتبارها ومصداقيتها في الوسطين الاقليمي والدولي وستتحمل لاحقا تبعاته وتدفع ثمن استحقاقاته ثانيا وهذه سنة الحياة التي لايمكن التهرب منها.