الصحف الأجنبية: على الرئيس الأميركي المقبل أن يقرر ما إذا كانت الوهابية هي المصدِّر الأساس للإرهاب
شدّد باحثون غربيون على أنّ مرشحي الرئاسة الاميركية الإثنين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب يجمعان على تحميل السعودية وقطر بعض المسؤولية في نشر الإرهاب.
وتحدثت الصحف الأجنبية عن تعاون الرياض مع تنظيم "القاعدة" الإرهابي ضد إيران وحلفائها، كما تحدثت عن ضرورة أن يحدِّد الرئيس الاميركي المقبل موقفه حيال السعودية والوهابية لجهة علاقتها بالارهاب.
دور الوهابية في انتشار الارهاب
كتب الباحثان المختصان في منطقة الخليج "Joseph Cozza" و"Giorgio Cafiero" مقالة نشرها موقع "Lobelog" بتاريخ الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، أشارا فيها الى المقالة التي كتبها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في صحيفة "نيويورك تايمز" حول الوهابية، حيث لفتا الى أن حلفاء أميركا الاوروبيين يظهر انهم توصلوا قبل ثلاثة أعوام الى هذا الاستنتاج حيث اعتبر البرلمان الاوروبي الوهابية المصدر الاساس للارهاب الدولي.
كما أضاف الكاتبان "إنّ حزبين سياسيين رئيسيين في هولندا سألا مؤخراً عن قانونية حظر الانظمة الوهابية، ما دفع امستردام أن تطلب إلى الرياض سحب الملحق السعودي للشؤون الدينية من لاهاي".
كذلك قال الكاتبان "ان الملفات المرتطبة بالسعودية قد تكون موضع توافق بين مرشحي الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب" على حدٍّ سواء، وتابعا "ان كلًّا من كلينتون وترامب أعربا عن اعتقادهما بأن السعودية وقطر تتحملان بعض المسؤولية جراء نمو الإرهاب".
وشدّد الكاتبان على "أنّ الرئيس الأميركي المقبل سيكون عليه معالجة قضية التهديد الذي تشكله الجماعات "الإرهابية" لأميركا وحلفائها حول العالم"، سائلاً عما اذا كان أيًّا من كلينتون او ترامب سينظر الى السعودية وقطر على اساس انهما "ملتزمتان باخماد نيران الإرهاب" ام على اساس انهما من اشعل النيران في البداية".
الكاتبان أكدا كذلك بأنّ "الخلايا الارهابية استغلت الوهابية لتجنيد السعوديين وغيرهم من المسلمين"، ولفتا الى أن السعودية أنفقت ما يزيد عن 10 مليارات دولار بغية نشر الوهابية منذ السبعينيات، كما أشارا الى أن المسؤولين الاستخباراتيين الاوروبيين قدروا بأن خمس الاموال هذه وصلت الى جماعات إرهابية مثل "القاعدة"، وتحدثا عن وجود اجماع بأن "سعوديين وقطريين أثرياء قدموا الدعم المالي للفصائل الإرهابية في سوريا التي تحولت فيما بعد الى "داعش"".
ورأى الكاتبان ايضاً "ان عدم الاستقرار الجيوسياسي والنزاعات التي تدور في المنطقة تزيد من تعقيد العلاقة بين الوهابية والجماعات الإرهابية، وأكدا أن السعودية تعاونت مع "القاعدة" "ولو ضمنياً" ضد ايران وحلفائها في المنطقة.
كذلك أكد الكاتبان "أنّ خليفة اوباما سيكون عليه ليس فقط معالجة الحرب السعودية في اليمن وانما معالجة القضايا التي تسببت بالتوتر في العلاقات الأميركية السعودية"، وسألا عن مقاربة أي من كلنتون او ترامب حيال السعودية اذا ما كان يعتبر كل منهما ان الدولتين الوهابيتين (السعودية وقطر) تقفان وراء التهديد الذي تشكله "داعش"".
وبينما استبعد الكاتبان أن تغير كلينتون بشكل كبير من الاستراتيجيات التي اتبعها أوباما على صعيد السياسة الخارجية، أشارا الى أن الامور تبقى مبهمة مع ترامب، ولفتا الى ان احد مستشاري ترامب للسياسة الخارجية وهو اللبناني وليد فارس قد اتهم الوهابيين باختراق الحكومة الاميركية، وعليه سألا عما اذا كان موقف فارس هذا هو الموقف الذي قد تتبناه ادارة ترامب في المستقبل (اذا ما اصبح ترامب رئيساً).
واذ استبعد الكاتبان "أن ينتهي التحالف الأميركي السعودي في وقت قريب"، شددا في الوقت نفسه على "أن الرئيس الأميركي المقبل سيكون عليه أن يقرر ما اذا كان البرلمان الاوروبي محقاً باعتبار الوهابية السبب الاساس للارهاب العالمي".
مطالبة أوباما باستخدام الفيتو ضد القرار الذي يسمح بمقاضاة السعودية بالمحاكم الاميركية
مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" كتب مقالة نشرت في الخامس عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، تناول فيها موافقة الكونغرس على مشروع قانون يسمح لعائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول بمقاضاة السعودية.
ورأت الصحيفة "ان تصويت الكونغرس هذا يتنافى مع مبدأ القانون الدولي الذي يقضي بعدم محاكمة مسؤولين حكوميين في محاكم مدنية تابعة لبلد آخر".
وتابعت "ان القانون الاميركي الحالي يسمح فقط بمقاضاة دول سبق ان صنفتها وزارة الخارجية الاميركية بالارهابية، وهي ايران وسوريا والسودان" وفق اعتبارات واشنطن.
الصحيفة قالت "ان مشروع القانون الموافق عليه في الكونغرس سيثير المشاكل"، واضافت "ان مثل هذه الخطوة قد تنقلب بسهولة ضد الولايات المتحدة وذلك لأن واشنطن تستخدم العملاء الاستخباراتيين والطائرات المسيرة وغيرها من الاساليب حول العالم".
وبينما أشارت الصحيفة الى ان الكونغرس قد يمتلك نسبة ثلثي الاصوات المطلوبة لتخطي "فيتو" اوباما، شددت على ضرورة ان يستخدم اوباما الفيتو بأية حال.
الولايات المتحدة غير جاهزة للحرب مع الصين أو روسيا
من جهته، كتب "Dave Majumdar" وهو محرر الشؤون العسكرية لدى موقع "National Interest" مقالة نشرها الموقع بتاريخ الخامس عشر من ايلول/سبتمبر الجاري أشار فيها الى الشهادات الاخيرة التي قدمها القادة العسكريون الاميركيون الى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الاميركي بتاريخ الخامس عشر من ايلول/سبتمبر ايضاً.
ولفت الكاتب الى أن القادة العسكريين الاميركيين أكدوا في شهاداتهم أن الجيش الاميركي غير جاهز لخوض حرب مع روسيا او الصين، وبأن واشنطن ستدفع ثمنًا باهظًا في الارواح والاموال في حال اندلاع الحرب مع اي من بيكن او موسكو.
واستشهد الكاتب بما قاله رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال "Mark Milley" امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حيث أعرب عن اعتقاده بأن قواته لا تتمتع بالموارد والتدريب المطلوب لتنفيذ استراتيجية الامن القومي الاميركي دون وجود ما اسماه "الخطر العسكري الكبير".
كذلك استشهد بما صرح به قائد العمليات البحرية الادميرال "John Richardson" بان القوات البحرية الاميركية تواجه المشلكة ذاتها، وبينما اعتبر الاخير ان الولايات المتحدة ستنتصر في اي حرب مع الصين او روسيا، شدد في الوقت نفسه على أن النصر سيستغرق وقتا أطول مما تريده واشنطن ما يكلفها ثمنا اكبر بكثير في الأموال والارواح.
كما أشار الكاتب الى شهادة قائد قوات المارينز الجنرال "Robert Neller" الذي أكد أنّ "خصوم اميركا المحتملين قد بنوا قوة تتمتع بقدرات كبيرة تتعزز يوما بعد يوم، مضيفاً "ان واشنطن تعمل على تعزيز قدراتها الذاتية كي تصل الى مستوى قدرات الخصوم".