kayhan.ir

رمز الخبر: 44429
تأريخ النشر : 2016September02 - 20:01

هيلاري كلينتون وسياسة الذهاب الى الحرب


نضال حمادة

من مفارقات النظام الانتخابي الداخلي الامريكي، تداخل المصالح واختلاط المفاهيم، وعدم وجود خط فاصل محدد المعالم بين الجمهوريين والديمقراطيين. ويبدو ان وضع هيلاري كلينتون ومواقفها دليل على هذا الامر. فالمرشحة الديمقراطية تحظى بتأييد كبير من لوبي صناعة السلاح ولوبي النفط المرتبطين ارتباطا وثيقا بـ"إسرائيل" والسعودية، ورغم انها مرشحة الحزب الديمقراطي فإن كلينتون تنتهج سياسة خارجية عدوانية قريبة من سياسات الجمهوريين، امثال جورج بوش الابن وهي تختلف اختلافا كبيرا عن باراك اوباما في مقارباتها للامور وفي نظرتها للعلاقة مع روسيا، او للحرب في سوريا ويكفي القاء نظرة على اسماء المرشحين لتشكيل فريق عملها في البيت الابيض لنرى انها شخص يعتمد مبدأ القوة وسياسة الذهاب الى الحرب في المسائل الدولية خصوصا مع روسيا وفي الشرق الاوسط.

فريق كلينتون الذي سوف يساعدها في ادارة شؤون البيت الابيض، يتألف بداية من زوجها بيل كلينتون الذي سوف تناط به مسألة ادارة السياسة الخارجية، وفي الفريق جاك سوليفان وهو مساعد سابق لجو بايدن، اضافة الى روبيرت كاغان من المحافظين الجدد ومن المعروفين بافكارهم التدخلية في العالم، وسيدني بلومانثال مساعدة بيل كلينتون، وستروب تالبوت من دعاة الحرب المستمرة، ومارتين انديك الصديق القديم والدائم لاسرائيل.

الفارق بين كلينتون واوباما يمكن شرحه عمليا في بعض المسائل التي هزت العالم في السنوات الاخيرة، فكلينتون لا تأسف لكونها دفعت اوباما للتدخل العسكري في ليبيا، بل تعتبر ما جرى عملاً بدأ ويجب على امريكا ان تنهيه، كما انها تعتقد ان الولايات المتحدة يجب ان لا تخاف من تدخل عسكري مستقبلي حول العالم.

هيلاري :خيار الحرب

اما في سوريا فتعتقد كلينتون بوجوب اقامة المناطق العازلة المحمية جوا، كما أنها على استعداد لزيادة المساعدات العسكرية للمسلحين وإعطائهم صاروخ (مانبادس) المضاد للطائرات والذي يستخدم بحمله على الكتف، على غرار ما حصل في ثمانينات القرن الماضي عندما اعطت امريكا صاروخ ستينغر لتنظيم "القاعدة" في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. وتختلف نظرة كلينتون عن نظرة أوباما للمصالح الاستراتيجية والمصالح المحيطة والتي لا يمكن اعتبارها استراتيجية، مثال على هذا الاختلاف في الرؤية نجده واضحا في أوكرانيا حيث تدعم كلينتون تزويد الجيش الاوكراني بأسلحة امريكية فعالة، بينما رفض اوباما طلبات اوكرانية متعددة في هذا الصدد.

كلينتون أكثر عداء للروس من دونالد ترامب، الذي يعتبر صدى لاوباما في مقاربته للعلاقة مع روسيا، غير ان هذا العداء لا ينطبق على العلاقة مع الصين حيث يسيطر الغموض على سياسة كلينتون مع بكين، مع العلم ان بيل كلينتون اثناء حكمه أعطى العلاقات التجارية الاهمية الاولى قبل المقاربات الانسانية او مواضيع حقوق الانسان، هذا الامر ليس من ثوابت هيلاري التي تريد توازنا للقوى في أسيا وهي كانت قبل أشهر ضد اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي يعتبر نظام توازن في هذا المجال.

الشرق الاوسط:

لا شك ان الشرق الاوسط سوف يحتل دور المركز لدى الرئاسة الامريكية القادمة أياً كان لونها السياسي، هنا يجب النظر الى الواقع على الارض، حيث الحرب السورية والاتفاق النووي مع ايران اللذان سيكونان في اولوية اهتمامات الرئاسة الامريكية القادمة.

تجدر الاشارة الى ان هيلاري كلينتون لو كانت الرئيس الامريكي المنتخب عام 2008 بدلا من باراك أوباما لما حصل الاتفاق النووي مع ايران وهي يمكن ان تعمل وكأن الاتفاق لم يحصل بحسب نشرة انتلنتيكا الاسبوعية.

نختم بمقطع من مقالة لنعوم تشومسكي تحدث فيها عن كلينتون في حال وصولها للرئاسة قائلا: ما يمكن ملاحظته ان امريكا كانت مثل الشركة التي لديها فرعان ديمقراطي وجمهوري، وقد أصبح الاثنان حاليا فرعًا واحدًا للجمهوريين المعتدلين مع بعض الديمقراطيين الذين تحولوا الى اليمين المتطرف ..

كان الله بعون البشرية من تطرف امريكا..