القدس ستنتصر
السنة الحسنة التي سنها قائد الثورة الاسلامية الكبير الامام الراحل الخميني الكبير (قدس سره الشريف) وهو تحديد يوما في السنة وحدده ان يكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك وقد تركزت وبصورة يمكن القول انها اصبحت كالشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء. وفعلا والملاحظ ان الكثير من الرؤى والافكار التي يطرحها القادة وغيرهم فانها تأخذ وقتا ثم تندثر وتذوي ولم يعد لها اي ذكر، الا ان يوم القدس العالمي الذي يختص بالدفاع عن القدس الشريف والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يرزح تحت نيران جرائم الكيان الغاصب للقدس، ليس فقط بقي متلالأ وهاجا، بل انه قد تجذر وبصورة لم يقتصر احياء ذكراه يتعلق في ايران الاسلام فحسب، بل ان المسلمون في جميع انحاء العالم يتلهفون شوقا الى وصول هذا اليوم لكي يعلنوا موقفهم الرافض لكل انواع الظلم والقهر الذي يمارسه الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين، وبنفس الوقت فانه يمنح ابناء فلسطين خاصة ابطال المقاومة حالة من الاعتزاز والافتخار والقدر والقوة على استمرار المواجهة مع العدو لما يرونه من الدعم اللامحدود ومن مختلف شعوب العالم لقضيتهم العادلة.
واليوم وفي الوضع المزري الذي يعيشه الكيان الغاصب للقدس من خلال الممارسات الضاغطة اليومية التي يتلقاها من قبل شباب انتفاضة القدس الذين لا يقر لهم قرارمن خلال عملياتهم التعرضية اليومية ضد جنود وجيش الاحتلال والتي اصبحت تقض مضاجع الصهاينة بحيث ان القلق والارباك قد اخذ يدب في جميع اركان الادارة الصهيونية سواء كانت السياسية منها او العسكرية.
وفي ظل هذا الانهيار الصهيوني نجد وفي الطرف الاخر بعض دول الارتجاع والاستسلام سواء كانت في منطقة الخليج الفارسي او غيرها ومحاولة منها للحفاظ على هذا الكيان الغاصب من الانهيار اخذت تلهث لتطبيع العلاقات معه لتمنحه جرعة مقوية لكي يقف على رجليه وان لا يصل الى حالة الانهيار والتصدع.
ولكن فان كل هذه المحاولات البائسة من قبل دول الارتجاع العربي واخيرا تركيا لايمكن ان تحقق للكيان الغاصب حالة من الاستقرار لان انتفاضة القدس التي خرجت من رحم الشعب الفلسطيني والتي يقودها الجيل الثالث الذي عاش في ظل القهر والاستعباد قد عقد العزم على الاستمرار حتى النهاية رغم كل التضحيات الكبيرة التي يقدمها على طريق تحرير مقدساته وارضه من دنس الصهاينة المجرمين.
اذن وفي نهاية المطاف فان احياء يوم القدس العالمي الذي سيكون صرخة قوية ومدوية ورافضة وفي كل انحاء العالم لكل الاجراءات التعسفية التي يمارسها الكيان الغاصب للقدس بحيث يشكل اندفاعة قوية للشباب الفلسطيني المرابط في القدس الشريف وعلى الارض الفلسطينية الذي يتحين الفرصة لالتقاط الصهاينة ليطعنهم بسكين او يدهسهم بالسيارة او اي نشاط مقاوم يمكن ان يزرع الرعب والقلق المستديم في نفوسهم. وبنفس الوقت تهيئ الاجواء الى تصدع وانهيار هذا الكيان الغاصب على يد ابناء المقاومة الباسلة الذين آلوا على انفسهم الاستمرار والصمود حتى تحرير الارض والانسان الفلسطيني من دنس الصهاينة رغم كل الاجراءات التعسفية لكي يصل الامر الى ان يقال في يوم ما انه كان هناك كيان يقال له "اسرائيل".