kayhan.ir

رمز الخبر: 40330
تأريخ النشر : 2016June17 - 20:36

عندما تتباكى "اسرائيل" على داعش..

بعد قمة طهران العسكرية والتطورات السريعة في الميدان سواء في العراق بتحرير الفلوجة العاصمة المعنوية للدواعش وتقدم الجيش السوري والحلفاء في ريف اللاذقية حتى الحدود التركية والتحرك صوب الرقة، احدث هزة من العيار الثقيل على المستويين الاقليمي والدولي خاصة في صفوف داعمي داعش بدءا من اميركا التي باتت محاصرة تحت الضغط الروسي لتبنيها لجبهة النصرة الارهابية ومرورا بتركيا والسعودية الاكثر خسارة وفشلا في هذه اللعبة المدمرة وهما اليوم في وضع لا يحسدان عليهما خاصة تركيا الغارقة في بحر الازمات والمشاكل والمهددة في نفس الوقت بالحرب الاهلية، ونهاية بالكيان الصهيوني صاحب العزاء الاكبر في دفن داعش وهذا ليس اتهاما بل هو ما اعترف به رئيس الاستخبارات الصهيونية هرتسي هليفي الذي يتباكى على مصير داعش اثناء كلمته في مؤتمر هرتسيليا الـ 16 بالقول "ان الاشهر الثلاث الاخيرة كانت الاكثر صعوبة على داعش منذ انشائه". لكن الكلام الاخطر والمفاجئ الذي قاله رئيس الاستخبارات الصهيونية في هذا المؤتمر والذي لم يتوقف عنده المراقبون كثيرا ويحمل في طياته المستقبل المظلم للكيان الصهيوني بعد القضاء على داعش، يدلل على خشية هذا الكيان وهواجسه العميقة من الاوضاع الجديدة في المنطقة لدرجة يقولها بصراحة وبالفم الملأن انه "يخشى ان تترك اسرائيل" وحيدة في نهاية المطاف منفرده في مواجهة حزب الله".

ان يستشرف خبير امني صهيوني رفيع المستوى المستقبل بهذا الوضوح فهو دلالة اكيدة على ان نهاية داعش باتت وشيكة وهزائمه المتلاحقة على الساحتين العراقية والسورية باتت واضحة للعيان وان ما يفهم من فحوى كلامه بان كيانه بعد داعش سيبقى وحيدا في مواجهة حزب الله وانه ليس من حليف في المنطقة من يعاضده في هذا المجال وبكلمة ادق ان حلفاءهم كاردوغان والنظام العربي الرسمي وعلى راسه السعودية هم ايضا سيذهبون حيث تذهب داعش الى جهنم وهذه نبوءة مبكرة لخبير امني صهيوني بهذا المستوى بعد مرحلة داعش.

وما شهدناه في الايام الاخيرة من تكالب محموم من النظام العربي الرسمي الذي تقوده حكومة (خادم الحرمين الشريفين!!) سواء في مغازلة العدو الصهيوني ودعم انتخاب ممثله رئيسا للجنة القانونية في الامم المتحدة او مشاركتها في مؤتمر هرتسيليا الـ 16، لدليل على هشاشة هذه الدول وسقوطها الاخلاقي الفظيع واستشعارها بخطر السقوط لكن هذا لم يغير من الواقع شيئا فوضع كل طرف اسوأ من صاحبه اذ "يتشبث كل غريق بقشة".