kayhan.ir

رمز الخبر: 39777
تأريخ النشر : 2016June07 - 20:28

واشنطن قلقة على "الارهاب" وليس على "السنة"


مهدي منصوري

بات من الواضح للعالم أجمع ان واشنطن وحليفتها الاستراتيجية الرياض قد بذلا جهدا كبيرا من اجل ان يترعرع ويكبر الوليد الجديد "داعش" البديل للقاعدة في احضانهم ويتلقى رعايتهم لتأتي الساعة التي يستفيدوا منه، وبعد ان يشتد ساعده ليكون سيفا مسلطا على رقاب الشعوب ليحققوا اهدافهم المشؤومة والتي خطط لها في الظلام ضد المنطقة وشعوبها.

ولكن غاب عن اذهانهم انه سيأتي اليوم الذي تصل فيه الامور الى ان يصل فيه هذا الوليد الى حالة من الخناق او الموت بسبب رفضه وعدم مقبوليته لدى الشعوب لانه مثل صورة بشعة من هدر الدماء وتخريب وتدمير النسل والحرث.

وما نشاهده اليوم من اندحار وانهيار كبيرين لتنظيم داعش الارهابي في كل من العراق وسوريا وبالصورة التي لم يتوقعها من ساهم وبذل الجهد لتقويته واستمرار وجوده بحيث ذهبت كل جهودهم ادراج الرياح واسقط ما في ايديهم.

والملاحظ ايضا ان اميركا والسعودية اليوم تعيشان حالة من الارباك خاصة وانهم متهمون دوليا بدعمهم للارهاب من خلال الكثير من الوثائق الدامغة التي تثبت ذلك من خلال الدعم المباشر وغير المباشر وبمختلف انواعه من السياسيين والاعلامي واللوجستي الى الارهابيين بحيث لايمكن ان يغطى بغربال كما يقولون. ولما تلبست بهم التهمة فلابد ان يبحثوا عن ذريعة او اسلوب آخر يدفع عنهم هذه التهم.

فلذلك وبعد ان قرر الشعب والحكومة العراقية طرد الارهابيين من ارضهم واعدوا لهم العدة الكاملة لذلك رغم كل المحاولات اليائسة التي بذلتها كل من واشنطن والرياض لان لا يصل الامر الى الهجوم على الفلوجة لتحريرها من دنس الارهابيين وذلك من خلال التحذيرات الزائفة اولا والاعمال الارهابية التي قامت بها الخلايا النائمة للارهابيين في العاصمة بغداد لعرقلة الهجوم، ولكن رغم كل ذلك فان العراقيين أبوا الا ان يقتلعوا هذا التنظيم الارهابي ويرموا به الى الجحيم، ولذا جاءت عمليات تحرير الفلوجة وبهذه الصورة التي تمت بها والتي حققت انجازات كبيرة في مراحلها الاولى والثانية والثالثة بحيث وضع الارهابيين وداعميهم في مواجهة الخطر الكبير. وامام هذا الوضع اخذت تصدر التصريحات من قادة اميركيين وسعوديين وسياسيين دواعش عراقيين ومن اجل تشويه صورة العمليات ولوضع العراقيل امام استمرارها، وذلك بالقول ان تحرير الفلوجة يستهدف "السنة" وليس "داعش" من اجل خلق اجواء ضاغطة على الحكومة العراقية لان توقف العمليات وبنفس المنوال التي قوبلت به عمليات تحرير صلاح الدين ، مما يعتقد ان واشنطن هي التي زرعت هذا التنظيم في هذه المناطق الحساسة وقد وضعت هذا الامر في حسبانها من قبل ومن اجل دفاعها عن الوليد المدلل داعش الارهابي فلابد ان تذهب الى تغيير الصورة وبالشكل التي تريد.

والسؤال المهم الان وبعد ما افرزته عمليات تحرير الفلوجة من معلومات خطيرة جدا تضع اميركا قبل غيرها وبالدرجة في مظان الاتهام خاصة حالات الدعم المصورة والموثقة التي تقدمها لتنظيم داعش الارهابي وكان آخرها وكما اوردت الانباء انزال الطائرات الاميركية مساعدات ومعدات للارهابيين خلف جبال مخمور...

لذلك فان الادعاء الكاذب بان معركة تحرير تستهدفت "السنة" يراد منها في الواقع خلط الاوراق اولا والدفاع عن داعش ثانيا ولعدم الحاق الهزيمة به، خاصة بعد الانهيار التام الذي مني به والذي لم يسبق له مثيل. ولكن هذه الفذلكة الكاذبة ينبغي ان لا تنطلي على الحكومة العراقية والشعب العراقي خاصة ابناء الظائفة السنية الذين تحملوا المعاناة والالام من الارهابيين المستوردين من الخارج وكذلك ابناء القوات المسلحة بكافة فصائلهم، وان لا تكون هذه الافتراءات الكاذبة حائلا دون الاستمرار في العمليات وتحرير هذه المدينة لكي لاتظهر الامور على حقيقتها بحيث تضع واشنطن وحلفاءها في قفص الاتهام الدولي بدعمهما للارهاب.