kayhan.ir

رمز الخبر: 39666
تأريخ النشر : 2016June05 - 21:36

اردوغان وبعد فوات الاوان

مهدي منصوري

يعيش اردوغان اليوم في حالة من الدوار وعلى مفترق طرق بسبب سياسته الهوجاء التي اتبعها في المنطقة ظنا منه انه يستطيع ان يعيد الامبراطورية العثمانية من جديد ليكون هو السلطان ليقود هذه الامبراطورية. ولكنه وجد نفسه اليوم انه كان يركض وراء السراب بحيث لم يستطع ان يحتفظ بما كان عليه من العلاقات مع الدول ولم يتحقق حلمه التاريخي.

والذي ينظر لاردوغان وهو يغوص في المشاكل التي توالت عليه بحيث اصبح بما يشبه الذي تحطمت سفينته في البحر ويبحث عن قشة لتنقذه من الغرق وأخذ يتشبث ولم يجد من يقدم له يد العون.

واليوم وفي تصريح لاردوغان اثار استغراب المراقبين والمتابعين للشأن التركي وخلال السنوات الخمس الماضية الذي قال فيه "انه يمهد لانقلاب جذري في سياسته ويخطط لاعادة العلاقات مع روسيا وسوريا ومصر واسرائيل".

وقد علقت اوساط اعلامية وسياسية على هذا التصريح بالقول ان اردوغان اليوم والذي يتلقى الضربات المتتالية التي توالت عليه والتي اوجعته كثيرا خاصة استقالة مهندس سياسته رئيس وزرائه السابق اوغلو والتي كانت لها تأثيرها الكبير،بالاضافة الى الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعيشه تركيا، وايضا وفي الوقت الذي يندفع لفتح ابواب جديدة لدعم اقتصاده بسبب المقاطعة الروسية يتبنى البرلمان الاوروبي بالاجماع الاعتراف بالابادة الجماعة التركية للارض قبل مائة عام لتشكل له صدمة جديدة .

وعلى نفس المنوال فان دعمه للارهابيين وارسالهم الى العراق وسوريا والمساهمة الفعالة في الحرب السورية قد وصلت اليوم الى وضع لم ولن يتصوره ليس فقط اردوغان الذي وضع كل ما لديه من امكانيات في الحرب، بل كل الذين شجعوه او دعموا بهذا التوجه بان تنتهي الامور الى اندحار الارهاب وبهذه الصورة المخزية ، وعدم تحقق الهدف الاساس الذي عملوا عليه وهو اسقاط الاسد والذي بات من المستحيل، مما يعكس ان الخسائر الكبيرة التي مني بها الاقتصاد التركي بسبب هذه السياسة اللوجاء وغير المتزنة.

واللافت في الامر ان رئيس الوزراء التركي الجديد وفي تصريح له وصف الحرب في سوريا (بالعبثية) مما اعدته بعض الاوساط الضربة القوية القاصمة للسياسة السعودية.

اذن فان اردوغان اليوم ومن اين يلتفت تأتيه الصفعات الواحدة بعد الاخرى بحيث فرضت عليه اطلاق تصريحه الذي جاء بعد فوات الاوان، وبعد ان اخذت الاوضاع مسرى آخر يختلف في كل توجهاته عما يفكر به اردوغان والداعمين للارهاب ، والا كيف يمكن ان يقنع كل من سوريا وروسيا باعادة العلاقات ، وهو الشريك الاساس في دعم الارهاب، وارتكاب كل الجرائم وعمليات التدمير والهدم حصلت وتحصل في سوريا اليوم؟، وهل يملك اردوغان الجرأة على ان يقطع الدعم التسليحي واللوجستي عن الارهابيين لتجفيف منابع الارهاب والارهابيين.؟ وهل يملك القدرة ان يقول كلمة (لا) لواشنطن والرياض والدول الداعمة من عدم استخدام اراضيه قاعدة لامداد الارهابيين؟.

وفي نهاية المطاف فاننا نرى ان على اردوغان واذا كان صادق في دعواه بتغيير سياسته، او كما يقول بانه يمهد الى احداث انقلاب لهذه السياسة، عليه ان يضع النقاط على الحروف وامام العالم ويعترف بارتكابه الخطأ الكبير عندما وضع يده بيد واشنطن والرياض ومن دون تفكير بالنتائج المترتبة على بلاده، وصم اذنيه عن سماع تحذيرات المعارضة التركية المستمرة له بالكف عن دعم الارهاب في سوريا والعراق لكي لا يذهب بتركيا الى المجهول. ولذا وكما اشارت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية ان الصفعات التي تلقاها وكما اوضحناها يمكن اعادت اليه الوعي من جديد ليسلك سياسة معتدلة ومتزنة قد تنقذ بلاده من المأزق الذي تعيشه اليوم.