kayhan.ir

رمز الخبر: 38913
تأريخ النشر : 2016May22 - 20:30

عن المناورات المشتركة في تركيا


حميدي العبدالله

تجري مناورات عسكرية في تركيا تشارك فيها إلى جانب القوات التركية وقوات من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ودول المنطقة، قوات سعودية، وقد وصلت إلى تركيا قوات برية سعودية للمشاركة في هذه المناورة.

أضفت مشاركة السعودية في هذه المناورات في هذا التوقيت بالذات بعداً خاصاً لهذه المناورات دفع بالكثيرين للتساؤل عن أهدافها، لا سيما أنها تحدث إلى جانب مناورات مثيلة تجري دورياً في الأردن وتحمل اسم «الأسد المتأهب».

إذا ما أخذنا بعين الاعتبار غياب أيّ تهديد عسكري هجومي للدول المشاركة في هذه المناورات من قبل أيّ دولة من دول المنطقة، يمكن القول إنّ هذه المناورات، إضافة إلى التدريب على كيفية استخدام الأسلحة والتوليف بين جيوش تعتبر دولها حليفة لبعضها البعض، فإنها ربما تكون استعداداً عسكرياً لحدث ما.

ما هو هذا الحدث العسكري؟ درجت العادة عند الحديث عن الخطة ب التي تحدّث عنها المسؤولون الأميركيون أكثر من مرة، أحياناً صراحة عبر تصريحات شخصيات بارزة في الإدارة الأميركية، مثل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأحياناً أخرى عن طريق تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام عن هذه الخطة التي تتمحور حول تسليح المعارضة، وزيادة وجود الوحدات الخاصة الأميركية، ورفع مستوى التنسيق والتعاون مع الجماعات المسلحة، إلا انه من الواضح أنّ هذه العناصر لا تمثل مضمون الخطة ب . فالولايات المتحدة وحلفاؤها لم يتوقفوا لحظة واحدة عن تقديم السلاح بكلّ أنواعه إلى الجماعات المسلحة، حتى في فترة «وقف العمليات»، كما أنّ الولايات المتحدة تعلن تباعاً عن زيادة قواتها الخاصة في سورية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجماعات المسلحة، سواء بشكل مباشر عبر ضباط الاستخبارات الأميركية الذين يتواجدون في غرف العمليات في تركيا والأردن، أو من خلال الوحدات الخاصة التي باتت تتواجد في المنطقة الشرقية من سورية، وفي ريف حلب الشمالي، وتحديداً في عين العرب.

الأرجح أنّ الخطة ب هي غزو بري للمناطق الشرقية في سورية، وفي ريف حلب الشمالي والشرقي بذريعة محاربة تنظيم «داعش». وربما هدفت الولايات المتحدة من الهدنة الحصول على الوقت الكافي لتشكيل القوة البرية القادرة على ذلك، وبالتأكيد فإنّ هذه القوة البرية ليست من السوريين، بل من جيوش في المنطقة تابعة للدول التي شاركت بشكل غير مباشر في الحرب على سورية، وهذه الجيوش هي التي تجري المناورات الآن في تركيا والتي أجرت مناورات مماثلة في الأردن، والأرجح أنّ هدف هذه المناورات الاستعداد للقيام بعملية برية داخل الأراضي السورية بذريعة محاربة «داعش» لتعديل موازين القوى، وخلق وضع يصعب تجاهله في أيّ تسوية سياسية للأزمة السورية، بما يساعد على تقاسم السلطة بين المؤيدين للدولة وبين الجماعات المرتبطة بالدول التي سوف تقوم بغزو بعض المناطق السورية.