kayhan.ir

رمز الخبر: 38565
تأريخ النشر : 2016May15 - 18:25

مصادر فرنسية: أوباما يعمل بجدٍّ لإسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

نضال حمادة

شهد شهر نيسان الماضي ثلاثة حوادث بين القوات الامريكية والروسية، ما ساهم في ظهور توتر ملحوظ بين الطرفين . الحوادث حصلت عند الحدود الروسية، اثنتان حصلتا عندما اعترضت طائرات روسية طائرة تجسس امريكية كانت تحلق بالقرب من الحدود الروسية ، وكانت هذه الطائرة مجهزة بجهاز استشعار موجه نحو الاسفل حتى تتمكن من الإفلات من الرادارات ، أما الثالثة، فحصلت عندما اعترضت طائرات روسية طائرة امريكية من طراز (دونالد كوك) مجهزة بصواريخ جو بحر ، وكانت الطائرة الامريكية تحلق على مسافة سبعين كلم من القاعدة البحرية الروسية في كالينغراد على بحر البلطيق.

ما يثير الاستغراب ان الولايات المتحدة قدمت احتجاجات بذريعة ان روسيا تشوش على الطائرات الامريكية، وهذه عادة كانت تتبعها واشنطن أيام الحرب الباردة عندما كان التوتر يتصاعد بين البلدين، حسب ما ذكر مصدر فرنسي.

المصدر الفرنسي الخبير الذي يرفض الكشف عن إسمه قال ان هناك اكثر من تفسير لهذا الاستفزاز الامريكي لروسيا. ابرز هذه التفسيرات ان الرئيس الامريكي باراك اوباما، يريد، اثناء ما بقي من ولايته ، ان يوصد الابواب في وجه اي تفاهم مهم مع روسيا وهذا تقليد يتبعه كل رئيس اميركي على وشك الانتهاء من ولايته الرئاسية. اما الهدف فهو تثبيت حالة ما مع روسيا يصعب على الرئيس الامريكي القادم تغييرها .

واشنطن وموسكو : خطوط المواجهة المفتوحة

من بديهات القول ان الولايات المتحدة فتحت خطوط مواجهة جديدة مع روسيا، يقول المصدر الفرنسي. زيارة أوباما الاخيرة الى المانيا، هدفت الى الحصول قبول الماني لخطة امريكية بوضع قوات من حلف شمال الاطلسي في وسط اوروبا. اراد الرئيس الاميركي ما يضع المانيا في مواجهة روسيا ـ لان حصول مثل هذا الامر سوف يشكل انقلابا على تفاهمات أطلسية حصلت بين واشنطن وبرلين عام 1997، قضت بعدم نشر قوات لحلف شمال الاطلسي في دول وسط اوروبا مع العلم ان المانيا كانت قد تعهدت للاتحاد السوفياتي السابق، خلال مفاوضات سرية دارت بين الطرفين قبل انهيار جدار برلين، برفض اي نشر لقوات أطلسية في دول حلف وارسو في حال وافق الاتحاد السوفياتي على انهيار جدار برلين وتوحيد المانيا.

يضيف المصدر الفرنسي ان هذه المساعي الامريكية تسبق بشكل لافت قمة حلف شمال الاطلسي التي سوف تعقد في شهر تموز القادم في وارسو في إشارة واضحة الى نية الاطلسي الاقتراب من حدود الاتحاد السوفياتي الذي كان يقود حلفا يسمى حلف وارسو ومقره في المدينة نفسها في مواجهة الاطلسي أيام الحرب الباردة.كما ان موسكو تنظر بريبة وقلق من محاولات واشنطن ادخال السويد وفنلندا الى الحلف الاطلسي وهما دولتان كانتا على الحياد اثناء الحرب الباردة .

تفسير اخر تشير اليه المصادر الفرنسية، وهو معارضة بعض الدول الاوروبية لاي تجديد للعقوبات ضد روسيا مع اقتراب موعد البحث في هذا الامر خلال شهر ايار الحالي، ايطاليا مثلا شهدت انخفاضا كبيرا في مستوى التبادل التجاري بينها وبين روسيا بسبب هذه العقوبات،وهي تسعى لإعادة تطبيع العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. فرنسا أيضا تظهر مقاومة للرغبة الامريكية وقد اتخذ البرلمان الفرنسي في شهر نيسان الماضي قرار دعا من خلاله الحكومة الفرنسية لإعادة تقييم نظام العقوبات المفروض على روسيا ، ويمكن اعتبار هذا القرار نوع من الرفض للعقوبات التي تصيب الاقتصاد الاوروبي بأضرار كبيرة .

ازاء هذا الوضع عملت امريكا على استفزاز روسيا مرات عدة خلال شهر نيسان، في محاولة لاستجلاب رد فعل روسي، يلغي رفض إيطاليا وفرنسا، ما يساهم في اعادة تكوين اجماع اوروبي يجدد العقوبات لفترة ستة أشهر قادمة.

هذا المسعى مع اوروبا استكملته إدارة اوباما بالكشف عن قرار قيد الاعداد في واشنطن، سوف يقدم امام الكونغرس الامريكي قريبا، يمنع الرئيس الامريكي القادم من رفع العقوبات عن روسيا اذا لم توافق الاخيرة على إعادة إقليم القرم الى اوكرانيا.

في الواقع، ان حسابات ادارة اوباما تشير الى ان التوتر في العلاقات بين الغرب وروسيا، سوف يتصاعد خلال الصيف القادم مع انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في وارسو وهي تتزامن مع موعد الانتخابات التشريعية في روسيا والتي سوف تحصل في شهر ايلول القادم. تريد واشنطن ان تشكل هذه الانتخابات نقطة ضعف للرئيس الروسي فلاديمير بويتن. تقول المصادر الفرنسية ان الحسابات الامريكية تريد تحقيق هدفين. توجيه ضربة للتأييد الشعبي الروسي لبوتين من خلال تكثيف الضغوط الخارجية على سيد الكرملين ما يشغله عن الاهتمام الكافي بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي الذي يحظى بالاولوية لدى الرأي العام الروسي؛ فاميركا تدرك ان العامل الاقتصادي هو الاساس في العلاقة بين بوتين والرأي العام الروسي، وتضيف المصادر الفرنسية أن هناك مسعى في واشنطن للدفع بعملية تغيير النظام في روسيا، على امل ان تأتي هيلاري كلينتون الى البيت الابيض وتعمل على استكمال هذه السياسة التي تثير حماستها.