الاصطفاف السعودي الصهيوني ضد المسلمين
لقاء تركي الفيصل مع مستشار نتنياهو لم يكن الاول وليس الاخير بل ان بعض الامراء والمتنفذين في السعودية لهم لقاءات كثيرة ومتعددة مع الصهاينة والتي خرجت من السرية الى حالة العلن ومن دون استحياء .
ولكن الذي يثير التساؤل هنا هو ماذا تهدف السعودية من هذه اللقاءات مع عدو للاسلام والمسلمين والذي ارتكب من الجرائم التي تندى لها جبين الانسانية ليس بحق الشعب الفلسطيني الاعزل بل حتى ضد شعوب المنطقة وهي التي تدعي حماية المسلمين و الحرمين الشريفين؟ .
والمغالطة الكبرى والتي لايمكن ان تنطلي على احد والتي خرجت على لسان تركي الفيصل من انه يمكن السلام والتعاون مع اسرائيل وهي التي سلبت السلام والامن من الفلسطينيين وعلى مدى ستة عقود من الزمن من خلال ماارتكبته ولازالت ترتكبه من جرائم لاانسانية بحقهم، وبنفس الوقت مساهمتها الفعالة في اقلاق الوضع في المنطقة لانها تدرك انه يصب في صالح استمرار دوام بقائها خنجرا في خاصرة العالم الاسلامي.
وعن اي سلام يتحدث به تركي الفيصل وهو يعلم علم اليقين ان الارهاب الذي يقلق ويربك وضع المنطقة برمتها قد نال الدعم من قبل حكومته بالدرجة الاولى ومن ثم من الصهاينة المجرمين الذين يتغنى بالسلام معهم وباوامر من سيدهم الشيطان الاكبر اميركا.
ولاندري لماذا اختارت الرياض معاداة الشعوب الاسلامية بالاصطفاف مع الصهاينة الذين وصفهم الباري تعالى في قرانه المجيد من انهم "اشد عداوة للذين امنوا"، مما يعني ان هذا الاصطفاف هو مخالفة صريحة لارادة الباري تعالي. ولذا فان الادعاء بحماية الحرمين الشريفين والدفاع عن المسلمين قد اصبحت ومن خلال هذا الاصطفاف اكذوبة كبرى يراد بها خداع المسلمين لاغير.
والواضح ايضا وكما هو معلوم ان الكيان الغاصب للقدس لايريد السلام ولايرغب به لانه قد سلبه من عيون الشعوب من خلال عدوانه المستمر على الفلسطينيين واللبنانيين واليوم على ابناء اليمن وسوريا والعراق من خلال دعم المجاميع الارهابية وتقديم الدعم اللازم لهم، ومن الطبيعي ان تركي الفيصل وحكومة بني سعود يعلمون ذلك جيدا ولايمكن لهم ان ينكروه الا ان وكما هو معلوم للجميع ان سياسة بني سعود القائمة على الحقد والكراهية لجميع المسلمين والتي انسجمت بكل تفاصيلها مع التوجه الصهيوني دفعتهم للارتماء في احضان الصهاينة وبهذا الشكل المخزي والعمل على التنسيق بينهما في مواجهة اي شعب او دولة تسير بالاتجاه المعاكس لهذا الارتماء.
وقد لانستغرب ايضا من ان يعرج كل من تركي الفيصل ومستشار نتنياهو الصهيوني بالاشارة الى التدخل الايراني والذي اصبح شبه الاهزوجة التي لابد من تكرارها من اجل تبرير هذا التقارب الصهيوني السعودي، وذلك للتغطية على الجرائم اليومية التي ترتكب بحق شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من خلال ارسال سيل المرتزقة والقتلة من الارهابيين الذين يعبثون بارواح ومقدرات هذين الشعبين والذي راح ضحيتها الالاف لالسبب سوى انهما لم ينسجما مع توجهاتهما التي ترمي الى الخضوع والارتماء في احضان اسرائيل والتي اصبحت ربيبة لبني سعود اليوم.
السعودية اليوم وكما تواردت التقارير الاخبارية تعيش حالة من العزلة بين المسلمين لانها اصبحت مصدرا رئيسيا للارهاب العالمي وهو ما كشفته الوقائع على الارض ومااعلنه وفي اكثر من مناسبة الكثير من المسؤولين الاميركيين ووكالات الاستخبارات العالمية وقد يضعها هذا الامر في يوم من الايام في قفص الاتهام امام المحاكم الدولية، وبنفس الوقت فان السعودية وكما هو معلوم للجميع تتجه نحو الانهيار التدريجي بسبب الازمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها.
اذن فان العزف على اسطوانة الخطر الايراني المشروخة لن تلقى اذنا صاغية ولم تجد لها من يسمعها لانه ثبتت اكذوبتها وعدم مصداقيتها من خلال مواقف طهران الواضحة للجميع والتي تقوم على ارساء السلام في المنطقة وذلك بدعمها لكل الجهود التي تقاوم وتحارب الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا وسعوديا والذي بدأت تؤتي ثماره من خلال الانهزام والانحسار الذريع للمجاميع الارهابية في كل من العراق وسوريا والذي سيشكل بالطبع فشلا كبيرا لمشروعهم الاجرامي للمنطقة والقائم على تفتيتها وتشتيتها وتقسيمها لدويلات لكي يبقى الكيان الصهيوني امنا مستقرا ، ولذلك فلا غرابة اذن من اتفاق الرؤى الصهيونية والسعودية ضد ايران الاسلامية.