بصمتٍ وهدوء .. هذا ما تقوم به الدول الخليجية والأردنّ ومصر مع “إسرائيل”
ذكرت صحيفة "معاريف” العبريّة أن مسؤولين إسرائيليين بارزين يقومون بجولات سياحية في العالم العربي على نحو غير مسبوق، في إطار مساعي تل أبيب لتعزيز علاقاتها الإقليمية.
وقالت الصحيفة إن "يتسحاق مولخو” المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام مؤخرا بعدة زيارات إلى القاهرة.
وأشارت في تقرير إخباري إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتمع مع عدد من الزعماء اليهود على رأسهم "مالكولم هونلاين” المقرب من نتنياهو، وأبلغهم أنه يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بصورة دورية.
تأتي هذه التحركات ضمن جهود إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع عدد من دول الشرق الأوسط "في أجواء من الهدوء والصمت”، ولا سيما مع مصر والأردن وغيرها من دول الخليج الفارسي.
وعزت "سارة ليفوفيتش دار” التي أعدت التقرير للصحيفة- هذا التطور إلى ما وصفته بشعور أغلبية الدول الخليجية بالقلق من إيران.
وذهبت "معاريف” إلى حد القول إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنقل معلومات أمنية استخبارية إلى نظيراتها في مصر والأردن "لمساعدتهما في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتابعت قائلة إن الجانبين الأردني والإسرائيلي اتفقا على الترتيبات الخاصة بالحرم القدسي في مدينة القدس، حتى أن مساعد الوزير الإسرائيلي للشؤون الإقليمية أيوب قرا التقى مؤخرا مع مسؤولين أردنيين بارزين في العقبة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة بن غوريون الإسرائيلية البروفيسور "يورام ميتال” أن مثل هذه اللقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين والعرب لو تواصلت على هذا النحو فإنها كفيلة بتصميم خريطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط.
وقال "ميتال” إن وزير الاستيعاب والهجرة الإسرائيلي "زئيف ألكين” أخبره بأن أحد أسباب التقارب بين العرب وإسرائيل تكمن في نظرتهم إلى إيران على أنها عدوة مشتركة وتشكل تهديدا لهما، ولذلك فإن إسرائيل ودولا عربية تواجه أعداء مشتركين.
ومع ذلك، فقد أقر الباحث بأن مثل هذه المواجهات المشتركة لا تؤدي بالضرورة إلى تعاون كامل في شتى المجالات، وإنما التنسيق في بعض القطاعات المحددة.
غير أن "أليران مالول” المسؤول في شركة "ماركتوس” الإسرائيلية -التي تعمل في مجال مساعدة رجال الأعمال الإسرائيليين على الانخراط في الأسواق العربية- قال للصحيفة إن نشر اللقاءات بين الإسرائيليين والعرب في وسائل الإعلام يسبب أضرارا للشركات الإسرائيلية "لأننا نعمل بصعوبة بالغة حتى نخفي العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول العربية”.