سيبقى عمود المقاومة ثابتا وراسخا
منذ الوهلة الاولى التي تحولت فيه التظاهرات السلمية المطالبة بحقوقها في سوريا الى حالة من المواجهة المسلحة مع القوات السورية، والذي رافقها دعوة ابناء القوات المسلحة الى التخلي عن مواقعهم والالتحاق بما يسمى "بالجيش الحر" الذي اتخذ من تركيا مقرا له، ادركت اغلب الاوساط الاعلامية والسياسية من ان هناك مؤامرة كبيرة قد حيكت ضد سوريا محاولة من السعودية وحليفاتها لسحبها من محور المقاومة لتكون جزء من محور دول الاعتلال التي دعت اليه هيلاري كلينتون انذاك.
ولما فشلت كل المحاولات قد وبقيت سوريا في صف المقاومة، صدر القرار بمعاقبتها على موقفها هذا، وذلك من خلال زج الارهابيين المرتزقة ودعمهم من اجل اسقاطها، الا انه قد غاب عن اذهان اولئك المتامرين والحاقدين انهم وبهذه الاساليب الهمجية لايمكنهم ان يكسروا ضلعا من اضلاع هذه المقاومة خاصة بعد الفشل الذريع الذي واجهوه في كسر الاضلاع الاخرى الا وهي ايران الاسلامية والمقاومة اللبنانية.
واليوم وبعد مرور اكثر من اربع سنوات قد تغيرت المعادلة وبصورة لم يكن يتوقعها الاعداء بحيث ان سوريا قد اصبحت اكثر صمودا ورسوخا وان كل المعاول الهدامة التي توالت عليها لم تستطع ان تنال منها اوثثني من عزمها بل اثبتت انها ركيزة اساسية وحجرة صلدة وقوية كالعمود الثابت والراسخ الذي لم تزعزعه العواصف.
واللافت وخلال الاسابيع القليلة الماضية ان الجيش السوري وبمساعدة حلفائه من ابناء المقاومة الاسلامية تمكنوا من تحقيق الانتصارات الكبيرة التي اسفرت عن تحرير المدن الواحدة بعد الاخرى وطرد التنظيمات الارهابية المدعومة سعوديا وتركيا بحيث شكلت انكسارا كبيرا لمشروعهما مما اوجدت حالة من القلق الكبير لديهما والذي برز من خلال اتصال اردوغان بملك بني سعود لتدارك حالة الانهيار التي منيت بها مجاميع المرتزقة الارهابيين.
اذن فان واشنطن وحليفاتها السعودية وتركيا وقطر الذي ارادوا لصمود المقاومة ان ينكسر من اجل ان تسقط سارية هذه المقاومة بحيث يتوالى سقوط كل الدول الداعمة لها خاصة ايران، والذي التحق بهم اخيرا العراق، ولكن خاب ظنهم وبطل سعيهم لان بقي هذا الصمود شامخا وعاليا بحيث لم يتبق لهؤلاء المجرمون والحاقدون الا ان يطاطأوا رؤوسهم اذلاء امام هذا الموقف الرائع، وان يخضعوا للصوت العالمي الذي أخذ يرتفع عاليا اليوم والذي يرى ان حالة الحرب لايمكن ان تستمر وان الحل الاساس هو الذهاب الى الحوار السوري ـ السوري ومن دون شروط مسبقة من اجل ايقاف نزف الدم وازهاق الا رواح وتدمير البنى التحتية وغيرها من الممارسات التي خرجت من الاعراف الانسانية والاخلاقية. وبذلك يمكن القول ان لغة العقل والمنطق قد تغلبت على لغة التحجر والجهل وفرض الهيمنة.
وقد اكد ذلك بالامس سيد المقاومة السيد حسن نصر الله من ان سوريا ستبقى صامدة وشامخة ورافعة الرأس عاليا لانها تمثل عمود المقاومة لتسقط التوجه الاميركي القائم والمدعوم من قبل السعودية وتركيا والذيول الاخرى الداعي الى تفتيت وتشتيت المنطقة الى دويلات او كيانات ضعيفة.