kayhan.ir

رمز الخبر: 34184
تأريخ النشر : 2016February12 - 20:13

صحيفة ألمانية: المواطنون الألمان على استعداد متزايد لحمل الأسلحة النارية بسبب الخوف من العنف

وكالات:- "الشعور بعدم الأمان" يلخّص حالة المواطنين الألمان، الذين اندفعوا الى شراء الأسلحة النارية من أجل الدفاع عن أنفسهم مقابل العنف. وتشهد محلات السلاح في ألمانيا اقبالاً شديداّ من المواطنين.

وتأتي هذه الزيادة بعد حوادث التحرش الجنسي التي شهدتها مدينة كولونيا في رأس السنة، إلا أن الشرطة ترى أن الوضع ما زال لا يدعو إلى القلق. يقول أحد تجار السلاح في ولاية شمال الراين ويستفاليا أن " لو كان المواطنون يشعرون بالأمان لما أتوا و اشتروا السلاح"، و يحمّل المواطنون الألمان الحكومة واللاجئين انعدام الأمن في ألمانيا ما تسبب في زيادة كبيرة في مبيعات الأسلحة وفق بيانات جمعية تجار السلاح في ألمانيا.

وقد عنونت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه" الألمانية في عددها الصادر اليوم أنّ " المواطنين الألمان على استعداد متزايد لحمل الأسلحة النارية بسبب الخوف من العنف"، ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين أن المواطنين يخشون العنف و لذلك يذهبون لشراء الأسلحة النارية من أجل وقاية أنفسهم من الخطر المحدق بهم.

وقامت الصحيفة بنشر ما قالته وزارة الداخلية للنائب عن الكتلة الخضراء "ايرنه مهاليك" أنه "ومنذ نوفمبر الماضي وحتى نهاية يناير، ارتفع عدد تراخيص حمل الأسلحة في ألمانيا الى أكثر من 21 ألف حالة" وأضافة "أنه بمجموع عدد الذين أخذو تراخيص السلاح في ألمانيا حتى نهاية يناير أصبح أكثر من 301 ألفاً. و انتقد مهاليك أداء وزارة الداخلية باعطاء رخص السلاح عشوائياً و قال " تصوروا أنه في الحفلات الكبرى كالكرنيفال، قد يسارع الناس في حالات خاصة الى حمل السلاح واطلاق النار عشوائياً، ويذهب الضحايا، وهذا قد يؤدي إلى المزيد من الفوضى والعنف".

واعتبر مهاليك أن "للناس الحق في حمل السلاح، لأنهم لا يشعرون بالأمان و ذلك بعد تقاعس الشرطة بعد حادثة اغتصاب النساء في حفل رأس السنة في مدينة كولونيا"، ولكنه أيضاً انتقد الفكرة كلياً لأنها لا تجلب الا الهرج والمرج الى ألمانيا و على الحكومة تحمل مسؤليتها اتجاه هذه القضية المهمة".

وأكد أنه "في هذه المرحلة لا يجب علينا حمل السلاح بل الى اعادة النظر في قدرة الشرطة وجاهزيتها في مواجهة هجمات ارهابية قد تتعرض لها بعض المناطق الألمانية".

ووفقا "لفيليكس بايهارتس" خبير وسائل الإعلام الاجتماعي، فإن المواطنون الألمان يبدؤن إجراءات البحث عن الأسلحة من الإنترنت، ويقول "بايهارتس" أن عدد الذين اشتروا السلاح من الانترنت كبير جداً، قدّره ب"ألف بالمئة فيما يتعلق بالبحث عن الأسلحة في الإنترنت"، وهذا الأمر منذ بداية يناير من هذا العام فقط. مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وغيره ساهمت في التطرف والذعر، لأن عمليات البحث والإظهار فيها تقوم على مبدأ تقديم ما يهم المستخدم، وما يعزز رأيه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى "موجة من الذعر والإقبال يشكل أكبر على شراء الأسلحة"، وفقا لأقوال بايهارتس.

وقال "بايهارتس" أن تجار السلاح ومقدمي دورات الدفاع عن النفس و غيرهم يستفدون من مشاعر الخوف والقلق لدى الألمان، حيث العديد من هذه الدورات محجوزة لأسابيع بالكامل، وهو ما لم يكن عليه الحال في السنوات السابقة.

وتفضل الشرطة الألمانية الانتظار، قبل الحكم على عدم ثقة المواطنين بهم وبالسلطات الحكومية. ويقول "راينر فاندت" من نقابة الشرطة الألمانية "بطبيعة الحال، نحن قلقون من الأرقام الكبيرة التي ترد إلينا، ولكن من ناحية أخرى فإن أعداد مقدمي الطلبات للتسلح بأسلحة خفيفة لم يتعدّ 0.2 بالمئة من المواطنين في برلين". ويقول فاندت ب"أن الشرطة لن تتدخل في مسألة تشديد الإجراءات بالنسبة لتسلح المواطنين. فهو شيء مسموح به قانونيا، كما أن تشديد القوانين طريقة خاطئة" ، وتابع أنه "الأفضل هو الشرح المستفيض للناس عن طبيعة هذا السلاح، وترك الخيار للمواطنين". إلا أن العديد من دوائر الشرطة، تحذر أيضا من المسدسات الصوتية، فهي تبدوا وكأنها حقيقية، وقد تثير بشكلها استفزاز الآخرين، وقد تسهم في تصاعد المشكلة، وهو ما لا ينصح به من أجل سلامة المواطنين.