الصحف الاجنبية: لفرض عقوبات مالية على السعودية لدعمها الارهابيين
دعا صحفيون اميركيون معروفون الى فرض عقوبات مالية على السعودية، باعتبار انها تدعم الحركات الارهابية مثل القاعدة وداعش. ورأى هؤلاء ان هذه الحركات المتطرفة تعمل لمصلحة السعودية و”اسرائيل”، إضافة إلى معسكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، رأى خبير اميركي في مجال الحركات المتطرفة ان نشر السعودية الفكر الوهابي في بلدان عدة ساهم في نمو ظاهرة التطرف والارهاب، وشدد على ضرورة ان تتوقف السعودية ودول اخرى كقطر عن دعم المتطرفين.
من جهة أخرى، أفادت تقارير غربية أن ادارة اوباما بصدد انشاء عملية لمنع روسيا من لعب الدور القيادي في محاربة الارهاب، خاصة في ظل الاستعداد الروسي لمساندة فرنسا بهذا المجال، في وقت استبعد باحثون اميركيون اجراء أي تعاون حقيقي بين موسكو وواشنطن في سوريا.
تنافس اميركي روسي في سوريا
نشر موقع "McClatchy dc” تقريرا تحدث فيه عن مساعي ادارة اوباما اعادة تولي الدور القيادي في المعركة ضد داعش، وذلك على ضوء الضغوط التي تتعرض لها من قبل السياسيين الاميركيين في الداخل وكذلك النشاط الروسي في الخارج.
واشار الموقع الى ان اوباما سيلتقي نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في واشنطن اليوم الثلاثاء في اول اجتماع يجمع بين الرئيسين منذ هجمات باريس الاخيرة التي اودت بحياة 130 شخصاً. كما لفت التقرير الى ان هذا الاجتماع يأتي عقب اجتماعين هامين: الاول كان لقاء مغلقا بين نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع سفراء الدول الاعضاء فيما يسمى التحالف الدولي ضد داعش، البالغ عددهم 65 دولة، والثاني كان لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع وزراء خارجية السعودية ودولة الامارات، وهما من كبار داعمي المعارضة السورية.
وكشف التقرير ان هذه اللقاءات تناولت الدور الروسي، بينما بحث المشاركون كيفية توسيع المعركة ضد داعش "دون التضحية بهدف الاطاحة بالرئيس بشار الاسد في النهاية”.
بكذلك نقل التقرير عن محللين بان ادارة اوباما ترد بذلك على تعميق الرئيس الروسي فلادمير بوتين دور بلاده العسكري في سوريا بينما يحاول فرض انشاء "تحالف كبير”، يفترض ان تلعب فيه روسيا دورا ريادياً.
غير ان التقرير نقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية، اشترط عدم كشف اسمه، قوله "باننا بدأنا نراهم (الروس) يشنون بعض الضربات ضد داعش، وهو ما نرحب به، كما انهم يلعبون دوراً ايجابياً على الجبهة الدبلوماسية”. الا انه اضاف بالوقت نفسه بحسب التقرير انه ليس متاكداً بعد ما هي نوايا الروس.
من جهته، موقع "LobeLog” نشر مقالة للكاتب الاميركي "Mark Katz” اشار فيها الى ان هجمات باريس ادت الى تعزيز التعاون بين روسيا من جهة واميركا والغرب من جهة اخرى، وذلك لناحية التهديد المشترك. وفي هذا الاطار تحدث الكاتب عن تعزيز التأييد للموقف الروسي الذي يعتبر داعش المشلكة الاكبر في سوريا، لافتاً الى ما قالته مؤخراً المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلنتون بانها ستضع اولوية على محاربة داعش بدلاً من الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقال الكاتب ان هجمات باريس وما تلاها من احداث تشير الى امكانية وضع روسيا والغرب الخلافات جانباً بغية محاربة تهديد مشترك، الا أن الكاتب رأى ان هناك عقبات حقيقية تقف عائقاً امام التعاون الروسي الغربي في سوريا ناهيك عن التعاون بشكل اوسع.
واعتبر الكاتب ان استعداد واشنطن للتركيز على محاربة داعش كأولوية تفوق أهمية الاطاحة بالرئيس الاسد لا يعني ن اميركا والغرب سيقبلون بالموقف الروسي الذي يسمح للاسد بالبقاء في الحكم. وقال ان مجرد اعتبار روسيا والغرب داعش العدو الاساس لا يعني ان الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي، ناهيك عن تركيا والسعودية، سيقبلون ببقاء الاسد – خاصة في ظل وجود قناعة لدى الغرب بان ما قام به الاسد "دفع الكثير من السنة في سوريا الى دعم داعش و جماعات جهادية اخرى”، وفق تعبيره.
وبالتالي، فقد رجح الكاتب ان لا تتحقق الآمال بالتعاون الروسي الغربي في سوريا.
دعم السعودية للتطرف
موقع "Consortium News” نشر مقالة كتبها الصحفي الاميركي "Robert Parry” اعتبر فيها الاخير ان السعوديين والقطريين والكويتيين، اضافة الى أن الاتراك هم جزء كبير من المشكلة المتمثلة بالجماعات الارهابية المتطرفة. وقال الكاتب ان هذه الدول استخدمت ثرواتها من اجل تمويل وتسليح القاعدة وحلفائها والجماعات التي انبثقت عنها، بما في ذلك داعش.
كما رأى الكاتب ان قيام المتطرفين بقتل الشيعة على وجه الخصوص، جعلهم ليسوا فقط "محببين لدى المتبرعين السعوديين والقطريين والكويتيين”، وانما كذلك لدى إسرائيل التي تعتبر "ايران الشيعية” بانها تشكل التهديد الاستراتيجي الاكبر لها. وانطلاقا من ذلك اشار الى ان المحافظين الجدد في اميركا، الذين قال انهم يتعاونون عن كثب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يملكون مواقف متباينة تجاه المتطرفين ايضاً.
ولفت الكاتب الى ان تنظيمي القاعدة وداعش لا يروجان لاجندة المحافظين الجدد والاسرائيليين والسعوديين عبر شن هجمات ارهابية في سوريا ضد حكومة الرئيس الاسد في سوريا وضد حزب الله في لبنان فحسب، وانما يشنون ضربات على اهداف اميركية واوروبية من تلقاء انفسهم، حتى في افريقيا، حيث اعنلت القاعدة مسؤوليتها عن عملية احتجاز الرهائن في احدى الفنادق في مالي.
الكاتب حذر من ان هذه الهجمات الارهابية تهدد التماسك السياسي والاقتصادي في اوروبا وتعزز الضغوط لانشاء دولة مراقبة قوية بالداخل الاميركي، الامر الذي يضع الحريات الفردية بخطر.
ودعا الكاتب الى فرض عقوبات مالية صارمة على السعودية بسبب دعمها المتواصل للقاعدة وداعش، حيث اعتبر ان تجميد او مصادرة الحسابات المصرفية السعودية حول العالم قد يجعل الامراء الخليجيين يدركون ان هناك ثمناً حقيقياً يدفعونه جراء التورط بالارهاب. واضاف ان مثل هكذا اجراء ضد السعودية قد يوجه رسالة مشابهة لدول خليجية اخرى بانها قد تكون التالية، متحدثاً بالوقت نفسه عن اخذ اجراءات ضد تركيا، مثل طردها من حلف الناتو.
هذا واعتبر الكاتب ان العقبة الكبرى امام اي اتفاق سياسي يبدو انه الاصرار الاميركي على منع الاسد من المشاركة بالانتخابات عندما تحقق سوريا بعض الاستقرار.
كما رأى ان التفسير الوحيد لهذا "العناد الاميركي” هو ان الصقور من المحافظين الجدد والليبراليين قد جعلوا من "تغيير النظام في سوريا” جزءا اساسياً من اجندتهم بحيث سيفقدون ماء الوجه في حال عدم التفويض برحيل الاسد. واعتبر ذلك سلوكاً متهوراً في ظل المخاطر التي تواجهه الحضارة الغربية من المتطرفين.
الوهابية رأس الارهاب
بدوره، نشر الباحث الاميركي المعروف المختص بالجماعات المتطرفة "بروس ريدل” مقالة نشرت على موقع معهد بروكنغز تحت عنوان: "السعودية جزء من المشكلة وجزء من الحل للجهاد العالمي”. و اشار الكاتب الى ان بلجيكا هي مكان مناسب لفهم الدور السعودي المعقد في مجال الجهاد العالمي.
واستشهد الكاتب بحادثة عام 1967، عندما قام الملك البلجيكي "Baudoin” بتقديم مبنى المسجد الكبير في بروكسل هدية للملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي كان يقوم بزيارة الى اوروبا. وأشار الى ان رجال الدين الوهابيين لعبوا دوراً محورياً باستيلاء فيصل على السلطة، بالتالي اراد الاخير الحفاظ على دعم الوهابيين من خلال اظهار اخلاصه للاسلام الوهابي.
واضاف الكاتب انه وخلال العقد الذي اعقب هذا الحدث، قام الملك فيصل و خليفته الملك خالد بتوفير التمويل من اجل اعادة اعمار مبنى المسجد و تحويله الى مركز ديني كبير في بروكسل، تحت اسم "Centre Islamique et Culturel de Belgique”. و قال ان هذا المركز بات الاكبر و الاكثر تأثيراً في عاصمة الاتحاد الاوروبي، والذي يبعد مئات الامتار فقط عن مقر الاتحاد الاوروبي.
كما تحدث الكاتب عن اعطاء الملك فيصل تفويضاً ببناء المساجد الكبيرة في بلدان عدة، من بلجيكا الى باكستان، بغية نشر الدين كما يمارس في السعودية.(الفكر الوهابي) و اضاف ان ارباح النفط دفعت تكلفة تصدير هذا الفكر حول العالم، و ان فيصل يعتبر مهندس الدبلوماسية السعودية المعاصرة المبنية على "ارث القيم الاسلامية القوية الصارمة التي يتمسك بها احفاد الاصلاحيين الوهابيين من عائلة آل شيخ”.
وبينما اشار الكاتب الى ان سياسات الملك فيصل قد غذت العناصر الاكثر تطرفاً في الامة. قال ان هناك من استغل هذا الفكر لاغراض سياسية من اجل تبرير "الجهاد العالمي” و الارهاب، معتبراً ان نشر فيصل لهذا الفكر يتحمل بعض المسؤولية للمشاكل التي تحيق بالاسلام اليوم.
عليه لفت الكاتب الى ان بلجيكا اصبحت مرتعاً للتطرف والتشدد، فقد ازداد نمو المجتمع الاسلامي في بلجيكا بشكل هائل منذ العام 1967 مع وصول المهاجرين من المغرب. واشار الى ان نسبة المواطنين البلجيكيين الذين انضموا الى جماعات مثل القاعدة وداعش يفوق نسبة المواطنين من اي بلد آخر في الاتحاد الاوروبي.
وتطرق الى تصريحات هيلاري كلنتون الاخيرة، التي دعت فيها كلا من السعودية وقطر الى القيام بعمل افضل من اجل منع مواطنيهم من تمويل الجماعات مثل القاعدة وداعش. واعتبر ان ذلك يشكل تحذيرا علنيا غير عادي من ان المملكة تشكل جزءا من المشكلة والحل للجهاد العالمي. وأعرب عن تأييده لدعوة كلنتون من اجل حوار اكثر شفافية مع الرياض حول هذا الموضوع.
كما اعتبر ان كلام كلنتون يدل على ضرورة قيام السعودية ودول خليجية اخرى بالمزيد في محاربة التطرف، حيث لفت الى ان مصادر سعودية تبقى من كبار ممولي جماعات مثل حركة طالبان في افغانستان ولشكر طيبة في باكستان، مشيراً بالوقت نفسه الى بعض الروايات التي تفيد بان المال السعودي قد وصل الى ايدي جبهة النصرة، الجماعة التابعة للقاعدة في سوريا.