kayhan.ir

رمز الخبر: 29745
تأريخ النشر : 2015November21 - 20:16

امريكا تستفيد...... و العرب يدفعون الثمن

رائد دباب

سمعنا من قبل ان هارون الرشيد کان يخاطب الغيوم قائلا: امطري اينما تمطري خراجك لي. ويبدو ان اوباما اليوم يخاطب الترسانات الحربية ويقول: امطري اينما تمطري فخراج العرب لي.

فامريکا التي مهدت للشرق الاوسط الجديد بعد تفکك الاتحاد السوفيتي، قد فهمت تماما ان محور المقاومة المتمثل بايران ومعها سوريا وحزب الله، هي العائق الوحيد المتبقي الذي سيحول دون ذلک.... ولذلک توجهوا الي السعودية لتحريض صدام في الانقضاض علي الثورة وهي في المهد،، لکنهم فشلوا،، وظنوا انهم علي اقل تقدير تمکنوا من اضعافها وحصرها داخل الحدود وقد فشلوا في هذا ايضا.

ثم جائت الفرصة الذهبية لمجرد خطأ بسيط ل، شاب احرق نفسه لعدم تحمله الضيم في تونس..... اشتعلت المنطقة العربية في اکثر من بلد، وکان الهدف اسقاط الديکتاتوريات الموغلة في مقدرات الشعب العربي ولکن بصخب کبير، علي العکس من الداخل السعودي التي كانت مؤهلة للسقوط منذ اعوام سبقت الربيع العربي... فامريکا تمکنت من خلال تفريغ السعودية من الشباب الذي کانوا علي وشك الثورة ضد ديکاتورية آل سعود واسقاطهم؛ وذلک بتسهيل خروجهم الى افغانستان بمساعدة الرئيس صالح(وکان حليفا للسعودية انذك) ليضربوا عصفورين بحجر کما يقال. انقاذ آل سعود وضرب الروس في افغانستان. وهکذا اسسوا للافغان العرب والقاعدة المناوئة عقائديا لايران.. فإن قُتلوا فهم عرب يقتلون و حليف ينجو. وان تمکنوا من دفع الروس، فسوف يکونون في خاصرة ايران العدوة اللدود لامريکا والكيان الصهيوني..

وهکذا کانت الاستراتيجية التي نجحت الي حد بعيد. ولکن ماذا عن باقي الشعب العربي و کل تلک الديکتاتوريات التي حکمت لعقود وعقود؟ وکيف يمکن استثمارها اذ ما حصلت الثورة؟ فلم يعد هنالک افغانستان لارسالهم..

وهنا وضع السيناريو وتمت التحضيرات مع بعض الخطأ في الاحتمالات.. وحين حصل ماحصل في تونس ومصر وليبيا واليمن.. وضعوا لها العنوان الکبير في الاعلام العربي المشوه: الربيع العربي؛ ليقنعوا الفکر الجماعي في الوطن العربي؛ ان وراء کل ربيع خريف.

تحرکوا في اکثر من جهة.... حرف الثورات وزرع الفتنة الطائفية واظهار الامر کانهم يثورون ضد المد الشيعي مقابل التهميش السني.. حسب تعبيرهم.. وبذلک اصبحت الساحة العربية کلها افغانستانا للشباب العربي... وام الرؤساء فمن خدمهم نجي .... على عبد الله صالح، زين العابدين بن علي، وحسني مبارک... واما الباقي؟ فصدام ذهب الي مزبلة التاريخ ومعمر يجب ان يقتل قبل ان يفضح اسرارهم.

وبهذا يتم ترتيب البيت العربي ليستمر حکامه بخدمة المصالح الامريکية. والاهم من ذلک تنشيط سوق السلاح وانقاذ الاقتصاد الغربي المتهاوي.. وهنا تدعي امامهم امران. الاول ليبيا ومخزونها المالي والنفطي، اذا يجب الابقاء علي الحرب الداخلية فليس هنالک شيعة يتحججون بها.. شبه حکومة لايمدونها بالسلاح الکافي لدحر الاخر؛ وميليشيات؛ منها قبلي يريد الثأر لمعمر والاخر من القاعدة يکفر الجميع وهکذا دواليک. يبقي الليبيون بعد حين من الحروب ممتنين للغرب لانقاذهم؛ ومقروضين لهم لخمسين سنة قادمة. نفط وفير مقابل سلاح قتل به العرب ذويهم العرب. واما تونس فهي تستحق المکافئة.. لانها مهدت الدرب دون ان تعلم؛ ثم ان شمال افريقيا بحاجة الي صمام امان..

ولکن ماذا عن سورية الحليفة لايران ومحور المقاومة؛ والواقعة في خاصرة الکيان الصهيوني، وعاجلا ام أجلا تريد اما ان تثورة في الجولان او المطالبة بها والاخطر من ذلک تهريبها للسلاح الي غزة وحماس السنية وتحالفها مع حزب الله الخطر الاکبر للکيان الصهيوني الطفل المدلل لامريکا.

اذن يجب التحرک لاسقاط اخر ما تبقي من امل للعرب ومن هنا قال کيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، في تعليقه حول مآلات الملفّ السوري، خلال ندوة شهدتها نيويورك، ونظمتها ‘مدرسة جيرالد فورد للسياسة العامة’، التابعة لجامعة ميشيغان: "هنالك ثلاث نتائج ممكنة: إنتصار للأسد. إنتصار للسنّة. أو نتيجة تنطوي على قبول مختلف القوميات بالتعايش معاً، ولكن في مناطق مستقلة ذاتياً على نحو أو آخر، بحيث لا تقمع بعضها البعض. هذه هي النتيجة التي أفضّل رؤيتها تتحقق. لكنها وجهة نظر لا تحظى بشعبية". هكذا تكلم هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، في تعليقه الأحدث بصدد مآلات الملفّ السوري، خلال ندوة شهدتها نيويورك مؤخراً، ونظمتها ‘مدرسة جيرالد فورد للسياسة العامة’، التابعة لجامعة ميشيغان.

وبهذا صدق السناتور بلاك عن ولاية فرجينيا حين ارسل اخيرا رسالة يبارك فيه الرئيس الاسد على الدعم الروسي والانتصارات الاخيرة للجيش السوري وتحرير مطار کويرس من دنس الارهاب، مؤکدا أن الحرب السورية لم يكن سببها اضطرابات داخلية بل كانت حربا غير قانونية لعدوان من قبل قوى خارجية صممت على فرض نظام عميل بالقوة. مشيرا إلى أن الجنرال وليسي كلارك القائد السابق الاعلى لقوات الحلفاء في أوروبا كشف أنه في عام 2001 طورت القوى الغربية خططا لقلب نظام الحكم في سوريا (وشهد شاهد من اهلها) وطالما اکد ذلك المسؤلون الايرانيون ولازالوا کذلک.

ولکن مالذي يستفيده الامريکان من الاحتمالات التي وضعها کيسنجر؟

بقاء الاسد: بقاء الاسد بعد حرب کونية طويلة المدى تقودها اربعون دولة حسب تأکيدات بوتين تعني:- قتل کل الشباب العربي الذي انطلت عليه خدعة احياء الدولة الاسلامية؛ بسلاح روسي وبيد مدافعة عن وجود الوطن والمتمثلة بالجيش العربي السوري. وبذلک ستأمن الانظمة العميلة بقائها لاطول مدة قادمة وبلا منازع... وتفريغ مخازن الاسلحة لدي العمالات العربية المتمثلة في السعودية واخواتها واستعاضتها بالسلاح المخزن منذ امد في المذاخر الغربية (الامريکية والاوربية). وهذا ماينعش الاقتصاديات الغربية التي ذکرناها..

والاهم من کل هذا استقطاب کل المتشددين التکفيرين في الغرب وافغانستان والشيشان والهدف الاسمي قتل الشعب السوري باسم المد الايراني الشيعي واسقاط الاسد صرف الاسلحة المدفوعة الثمن مسبقا من قبل السعودية وقطر؛ او الموت علي ارض عربية بيد عربية بعيدة عن بلادهم الام التي هاجروا منها تحت اکذوبة الجهاد.. فأين الضرر في کل هذا؟.. والدم العربي المسلم رخيص لهم الي درجة يشير فيها اوباما الي من سماهم بالايتام السوريين واحداث انقره وباريس ولا يضايق نفسه ان يشير الي جريمة بيروت ولا الي خمسة وعشرين الف جريح وقتيل في اليمن.. ولماذا السکوت عن بيروت واطفال اليمن؟؟ لان نساء بيروت يلدن ابناءا لحزب الله.. واما اليمن فقد دفعت السعودية ثمن دمائهم مليارات الدولارات العربية من قبل. واخرها مليار دولار لعتاد يخترق التحصينات غير فاسد علي غرار ما قدمته امريكا الي الجيش العراقي، حسب مسؤول لجنة الامن في العراق السيد حامد الزاملي...

وفي کلا الحالتين التي اشاراليها کيسنجر ستکون الارباح للغرب هي نفسها مع بعض التغيرات البسيطة.. وکل من يظن ان القصاب يقدم العلف مجانا للخراف.. اما هو غبي او يتغابي.