الصحف الاجنبية.. نتنياهو يغامر بالعلاقات الاميركية - الاسرائيلية
تحدثت الصحف الاميركية عن لقاء متوتر بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذرة في الوقت نفسه من استغلال بعض المجموعات الاميركية للانقسامات بين واشنطن و"تل ابيب".
من جهة اخرى، كشف موقع اميركي معروف نقلاً عن مسؤولين اميركيين ان الاستراتيجية التي تعتمدها واشنطن حيال التحرك العسكري الروسي في سوريا تقوم على الرهان على فشل هذا الحراك.
زيارة نتنياهو الى واشنطن
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالة كتبها الصحفي "Dana Milibank" حملت عنوان "نتنياهو يلحق المزيد من الضرر بالعلاقات الاميركية الاسرائيلية"، والتي تحدثت عن موافقة نتنياهو على تسلم جائزة من مجموعة من المحافظين الجدد يعملون في معهد "American Enterprise" و الذين يؤيدون مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ضد ادارة اوباما، وذلك في نفس يوم لقاء اوباما مع نتنياهو في البيت الابيض.
اوباما ونتنياهو
الكاتب وصف اجتماع الجانبين "بالمتوتر والسطحي"، لافتاً الى ان الزعيمين كالعادة، لم يعقدا مؤتمراً صحفياً. وقال الكاتب ان اوباما بدا متجهماً وانه بالكاد نظر الى نتنياهو، وذلك في الوقت الذي اعترف فيه عن وجود "خلاف قوي" حول الاتفاق النووي مع ايران رغم حديثه عن تعميق العلاقات العسكرية والاستخبارتية بشكل غير مسبوق.
وتطرق الكاتب الى تأثير الدور الذي يلعبه نتنياهو في السياسات الاميركية على اليهود الاميركيين. فاشار الى استطلاع للرأي اجري في ايلول/ سبتمبر الماضي حول مواقف اليهود الاميركيين تجاه الاتفاق النووي، حيث اعرب نصف الذين شملهم الاستطلاع عن تأييدهم للاتفاق، اي اكثر من ضعف نسبة تأييد الاميركيين عموماً.
كما حذر الكاتب من الانقسام تجاه اسرائيل "الذي اججه نتنياهو"، حيث انه يقوي اليساريين ممن "ليسوا فعلاً اصدقاء لاسرائيل". وفي هذا السياق لفت الى ان ما يزيد عن خمسين بالمئة من هؤلاء (اليساريين) تظاهروا امام البيت الابيض في الوقت الذي كان من المقرر ان يصل فيه نتنياهو. واضاف ان تحالف "Answer" المناهض للحروب كان يقود المتظاهرين الذين حملوا لافتات وصفت نتنياهو بمجرم الحرب وطالبت كذلك بوقف المساعدات لاسرائيل ومقاطعتها.
ونقلت الصحيفة عن منسق تحالف "Answer" قوله ان هناك تغيرا كبيرا يحصل في "المواقف الاميركية تجاه الحكومة الاسرائيلية و سياستها و كذلك تجاه موضوع المساعدات الاميركية لاسرائيل"، و ان "ارهاب" اسرائيل خلال الاعوام الاخيرة جعل الكثيرين، بمن فيهم نسبة كبيرة من اليهود الاميركيين ينتقدون اسرائيل.
على ضوء ذلك حذر الكاتب من ان الجماعات المناهضة لاسرائيل تستغل هذه الفجوة، مشيراً الى مشاركة رجال دين يهود بالمظاهرة المنددة لسياسات اسرائيل.
الاستراتيجية الاميركية حيال الحراك العسكري الروسي في سوريا
من ناحية ثانية، نشر موقع "دايلي بيست" تقريراً نقل عن ستة مسؤولين استخبارتيين وعسكريين اميركيين أملهم بان يؤدي استهداف داعش لمواطنين روس بالرئيس فلاديمير بوتين الى شن حملة عسكرية على التنظيم الذي "تحاول الولايات المتحدة طرده من العراق وسوريا منذ اكثر من عام، دون تحقيق النجاح".
فلادمير بوتين
ونقل التقرير عن احد المسؤولين العسكريين قوله: "ربما سيبدأون الآن بمهاجمة داعش ووقف مساعدتها" (وفق زعمه). كما اشار التقرير الى انه منذ تحطم طائرة الركاب الروسية، قامت موسكو بقصف منطقتين يسيطر عليهما تنظيم داعش، وهما الرقة وتدمر.
هذا وكشف التقرير أن بعض المسؤولين الاميركيين يأملون بأن يؤدي هجوم ارهابي (في اشارة الى امكانية ان تكون داعش مسؤولة عن تحطم الطائرة الروسية) الى دفع بوتين بارسال المزيد من القوات العسكرية الى سوريا، وبالتالي الانجرار اكثر عمقاً الى داخل ما تسميه ادارة اوباما "المستنقع".
كذلك افاد التقرير ان المسؤولين الاميركيين تحدثوا عن امكانية ان تغير تحطم الطائرة الروسية الحسابات في سوريا، بحيث تستفيد منه الولايات المتحدة.
ورأى ان الاستراتيجية الاميركية للتعامل مع ما اسماه "عدوان" بوتين قائمة على الرهان على فشله في سوريا. ونقل عن مسؤول استخبارتي آخر قوله ان حراك بوتين "يخلق مخاطر كبيرة له و لبلاده. فالمسألة ليست فقط ان نظاما تدعمه روسيا في خطر، وانما هيبة الدولة على المسرح الدولي باتت الآن على المحك".
الا ان التقرير نقل عن محللين آخرين مختصين بمجال الارهاب ان تحطم الطائرة الروسية،في حال ثبت انه ناتج عن انفجار قنبلة، سيؤدي على الارجح الى تعزيز التأييد الشعبي لبوتين. ورأى التقرير انه في حال صح ذلك، فان رد الفعل الشعبي على التفجير سيتعارض مع الرغبات الاميركية