kayhan.ir

رمز الخبر: 28667
تأريخ النشر : 2015November02 - 20:36

الإرهاب والصهيونية.. وحدة الهدف والمصير

محمد مجدي

تعرضت الأمة العربية والإسلامية للعديد من الضربات والهزات من الداخل والخارج، لكنها في كل مرة كانت تقاوم وتعود لتقف على قدميها من جديد بعد كسر العدو، لكن هذا في كل مرة للأسف كان يحدث "بعد خراب مالطة”، فقد اعتدنا أن العرب لا يتحدون إلا بعد وقوع الكوارث المدمرة، وقبل ذلك لا يقبلون الاتحاد وتظهر الانقسامات والاختلافات، حتى يتبين للجميع أن الخطر سينال منهم جميعًا ولن يقف عند حد معين.

وفي السنوات الأخيرة، ظهر الإرهاب ليضرب في مختلف البلدان العربية تحت العديد من المسميات، فتارة نرى جماعة تسمي نفسها "القاعدة” وتارة نرى "داعش” و"جبهة النصرة” و"بوكو حرام” وغيرها من الجماعات الإرهابية، والتي حملت على عاتقها مسئولية تدمير الأمة الإسلامية وتشويه الإسلام أمام الجميع، وقد اتضح في الآونة الأخيرة ومن خلال تكرار السيناريوهات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، ارتباط تلك الجماعات المرتزقة بالفكر الصهيوني والماسونية العالمية، والتي ترمي إلى تفكيك الأمة وزعزعة استقرارها وتقطيع أوصالها.

وهذا هو حال تنظيم "داعش” الذي يعد أخطر التنظيمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، وقد خرج علينا منذ أيام قليلة، أحد عناصر تنظيم "داعش” الإرهابي، في مقطع فيديو تمثيلي باللغة العبرية للمرة الأولى منذ ظهور التنظيم، الذي قتل على يديه آلاف المسلمين والمسيحيين في سوريا والعراق، وظهر ذلك الداعشي ليهدد الكيان الصهيوني بالقتل، وهي رسالة وجهها التنظيم بعد تزايد اتهامات المسلمين له في كافة الأقطار الإسلامية، بأنه تنظيم صهيوني تأسس وفق مخطط غربي صهيوني بهدف تدمير الأمة الإسلامية.

وبإلقاء نظرة سريعة على ما نجح في تحقيقه تنظيم "داعش” خلال العامين الماضين في سوريا والعراق، يمكننا أن نتيقن وبشكل قاطع، أن هذا التنظيم الإرهابي يعمل وفق خطة صهيونية مخطط لها وبدقة، وأن هذه الخطة لا تنتهي إلا بانتصار "الصهاينة” وهيمنتهم على المنطقة، ودمار الدول العربية والإسلامية، فقد نجح التنظيم الإرهابي في إشغال العرب والمسلمين بفتن طائفية لا تنتهي، وخلق عداوات وهمية بين المسلمين، بهدف التغطية على جرائم الكيان الصهيوني بحق العرب والمسلمين، كما نجح التنظيم في إخراج القضية الفلسطينية من دائرة اهتمام الأمة.

كما استهدف التنظيم الإرهابي ضرب النسيج الاجتماعي للأمة، بهدف تمزيق وتشتيت المجتمعات العربية وتحويلها لأشلاء شعوب، كما استهدف تدمير البنية التحتية للدول العربية والإسلامية، وتدمير التراث الحضاري وهذا ما رأيناه في تدمير الإرهابيين للتماثيل والمعابد والآثار العربية في سوريا والعراق، ولم يقف عند هذا الحد بل استهدف ضرب جيوش الأمة التي كانت تعتبر مصدرًا كبيرًا لتهديد الكيان الصهيوني، وهو ما يضع علامات ربط كبيرة بين التنظيمات الإرهابية والكيان الصهيوني، المستفيد الوحيد مما يجري في المنطقة من أحداث.

وقامت الجماعات الإرهابية أيضًا بالكثير من الجرائم التي حاولت إلصاقها بالدين الإسلامي، حتى ينفر منه العالم وتسوء صورته في وجه العالم أجمع، ليتحول المسلمون إلى شخصيات منبوذة في العالم، لكنهم لن ينجحوا في هذا الأمر، فالكثيرون يعلمون أن الإرهاب لا دين له، لكن أيضا هناك أناس لا يعرفون عن الإسلام والمسلمون إلا ما يرونه في الإعلام الغربي من أشخاص يقتلون الرجال ويأسرون النساء ليتلذذون بهن، ويهدمون ويحرقون كل شيء، وهي جرائم لم يفعلها في المسلمون سوى الكيانات المحتلة عبر العصور.

وقد نجح الإرهاب في وقت قصير في تنفيذ ما فشل فيه الغرب والاميركان طيلة سنوات، لتركيع الأمة وإبعادها عن القضية الفلسطينية، بما يتيح للكيان الصهيوني المجرم بأن يحيا على أرضنا المحتلة في أمن وأمان، وهو الواقع الذي نحياه الآن بالفعل، ففي الوقت الذي تتساقط فيه دماء المسلمين في كل مكان، يهنأ الصهاينة بالعيش الآمن على الأرض العربية، وليس هناك من يقف في وجههم أو حتى ينتبه لما يفعلونه، فمتى يفيق العرب ويواجهون ذلك المخطط، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة، وإنا لمنظرون.