هل يبحث تنظيم “داعش ” عن خليفة جديد ؟
حسين الديراني
من خلال متابعتنا لتنظيم داعش وخصوصاً متابعة قياداته لاحظنا عدم ظهور لأمير التنظيم او ما يسمونه الخليفة منذ شهر شباط 2015 ولغاية اليوم, نعم التاريخ الذي لم يظهر بعده ابو بكر البغدادي هو 15/2/2015 تحديدا الساعة 15.05 عندما استهدفت طائرات حربية اجتماعا ضم قادة التنظيم في مقر القنصلية التركية ( الواقعة في حي الجوسق ) وخلال هذه الضربة تم تدمير البناية الخلفية للقنصلية بالكامل قتل في هذه الضربة اكثر من 20 قيادي في تنظيم ” داعش”, توجهت سيارات الاسعاف الى هذا المكان يقود السيارات عناصر من العترة ( آمن الخلافة ) في حينها سمع صراخ احد العناصر يصرخ قائلا: ” أستشهد خليفة المؤمنين” ، نقل القتلى والجرحى الى مستشفى الجمهوري وهناك شاهد احد مصادرنا (س ، خالد ) جثث الدواعش قدرها بـــ 20 جثة استدعى التنظيم خيرة الاطباء الى مستشفى الجمهوري ولكن اثنان من هؤلاء الاطباء ذهبوا بهم الى مستشفى ابن سينا وهم كل من الدكتور / مؤيد حسن النعمة (يلقب بمؤيد النعمة ) والدكتورة / زينة احمد العبيدي ( استاذة جامعية في جامعة لندن سنة 1999 علما ان والدها كان معارضاً لنظام صدام ) وهم يعتبرون من خيرة الاطباء في الجراحة بعموم الموصل حينها أصبحت مستشفى ابن سينا في تلك الفترة شبه ثكنة عسكرية حيث انتشر اكثر من 500 عنصر من رجال الامن من ” العترة والحسبة وجند الخلافة ” في بوابات وخارج محيط المستشفيات في يوم 16 / 2 / 2015 أختفى الدكتور مؤيد النعمة, وبعد بحث عنه من قبل أخيه مهند حسن النعمة لم يجد اي خبر عنه حتى مرت 4 أشهر حيث ارسل له التنظيم ورقة يذكر فيها قتل الدكتور مؤيد بحجة الخيانة مع الحكومة والجيش العراقي .
أما الدكتورة زينة احمد العبيدي فلم يجد عنها شقيقها شهاب اي خبر يذكر عنها, بعد هذا الحادث ظهرت انشقاقات في صفوف التنظيم وتحديدا في تاريخ 17/3/2015 وكانت تحديدا في قضاء الحضر واستمرت لمدة شهر تقريبا بين عشيرتي القدو وعشيرة هلا بيك حيث طالبت عشيرة القدو ان يتولى ابو علاء العفري الخلافة والذي هو نائب البغدادي واسمه الفعلي "عبد الرحمن مصطفى القادولي ” بينما طالبت عشيرة هلا بيك ان يتولى محمود هلابيك الخلافة افضى الخلاف الى تولي ابو علاء العفري الخلافة, كانت متابعتنا دقيقة للاحداث التي كانت تجري بسرعة.
قام احد اقرباء ابو علاء العفري بتقديم معلومات لوكالة الاستخبارات الداخلية عن إجتماع للخليفة الجديد ( ابو علاء العفري ) وعدد من قادة التنظيم في تلعفر في ناحية العياضية لقاء مبلغ من المال, تم توجيه ضربة جوية لمقر الاجتماع وقتل فيها ابو علاء العفري وبعض قيادات داعش, قام التنظيم بعدها بتعيين حجي فاضل الحيالي وقتل بتاريخ 21/8/2015 بقصف جوي استهدفت سيارة كانت تنقله في شارع المنصة وسط الموصل, تسلم قيادة التنظيم بعد ذلك ( ابو معتز القرشي ) بعنوان الرجل الثاني في تنظيم ” داعش ” والذي نعاه التنظيم الارهابي بتاريخ 13-10-2015 على لسان المتحدث بإسم التنظيم "ابو محمد العدناني ” متوعدا بهزيمة روسيا في سوريا !!!.
كما ان الضربة الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية العراقية مؤخرا بتاريخ 11-10-2015 على موكب يضم قادة تنظيم ” داعش ” في منطقة الكرابلة بالقرب من الحدود السورية اودت الى مقتل عدد كبير من كبار القادة منهم 1-ابو عزام العراقي, مسؤول اللجنة الامنية بالعراق والشام, 2-ابو مروة الانصاري , القائد العسكري, 3-الحاج ابو عمار مستشار عسكري , 4-ابو سعيد الانباري قائد الشرطة للانبار,5-وليد احمد صالح الكربولي المسؤول الامني,6-ابو عبد الله السعودي موفد الخليفة من الرقة,7-ابو بنان الجزراوي مسؤول العرب بسوريا والعراق سعودي الجنسية, 8-ابو قتادة الشيباني مسؤول الاعلام,9-ابو احمد الشامي المسؤول العسكري لدير الزور, ومقتل العديد من افراد حراسة الموكب, ونشير هنا ان جميع وسائل الاعلام المحلية العراقية والعالمية تحدثت عن ان الموكب إستهدف ” البغدادي ” وقيل انه اصيب اصابة بالغة وتم نقله الى داخل سوريا للعلاج, بعد ذلك ذكر امنيون عراقيون ” إن البغدادي لم يكن ضمن الموكب المستهدف ".
نلاحظ من السرد الموجز اعلاه ان ابو بكر البغدادي وتحديدا من تاريخ 16/2/2015 ولغاية اليوم لم يظهر في اي تسجيل صوتي او مرئي, كما نعتقد ان الاطباء الاثنان اللذان اشرفا على علاجه قتلهم التنظيم ليخفوا سر موته.
وتجدر الاشارة ان الجماعات الناشطة على المواقع الاجتماعية التابعة لتنظيم ” داعش ” باتت تشير الى مقتل ” البغدادي ” من خلال الاشارة الى مدوناتهم التي تقول : ” ان الدولة باقية بعد إستشهاد البغدادي ” حسب تعبيرهم وهناك تواتر وإجماع على ترديد مدونات مماثلة.
فحجة عدم ظهور ” خليفة الدواعش ” لدواعي امنية تثير الاستغراب والدهشة, فكيف لخليفة لا يظهر على رعيته بصورة او بصوت لاكثر من 8 أشهر؟ وكيف ظهر في شهر اب 2014 وخطب خطبة الجمعة لمدة 20 دقيقة من على منبر الجامع الكبير في الموصل بعد الاستيلاء على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية, فهل كان ظهوره آنذاك لا يشكل خطراً على امنه ؟ أم جاء بتنسيق مع القوات الامريكية؟ التي تدعي انها تراقب كل حركة لتنظيم ” داعش ” في العراق وتحارب الارهاب.
التنظيم اليوم أصبح من دون خليفة, ونعتقد ان منصب الخلافة شاغراً, او ان هناك صراع كبير بين الامراء على خلافة التنظيم الارهابي الدموي, وكذلك نرجح ان يكون الخليفة الان هو ” ابو محمد العدناني ” واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة من مدينة سراقب السورية, وهناك خلاف بينه وبين المقاتلين الشيشان واميرهم ابو عمر الشيشاني, وسوف نشهد قريباً صراعاً دموياً داخل هذا التنظيم الارهابي المتعطش لسفك الدماء.
بعد الضربات الجوية الروسية المدمرة على معاقل وتحصينات تنظيم ” داعش ” في سوريا, والضربات الجوية العراقية بالتنسيق مع التحالف الروسي الايراني السوري العراقي الجديد ضد مواقع تنظيم ” داعش ” داخل العراق, والتقدم البري من جهة العراق وسوريا بات تنظيم ” داعش ” يبحث ليس عن خليفة جديد بل مكان جديد يفر اليه, ولن يجد مفراً الا باطن الارض ليأوي اليه جثة هامدة, لأن حتى الذي صنعه تبرا منه, فالسعودية راعية ” داعش ” عقائدياً ومالياً وعسكرياً وبشرياً باتت مستهدفة من هذا التنظيم الذي شب وعق والديه السعودية وامريكا.