لاريجاني: يجب توفير الأمن في منطقتنا دون تدخلات القوى الغربية التي تسعى وراء مصالحها
طهران - كيهان العربي:- قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني الدكتور على لاريجاني ان ظاهرة الارهاب والتطرف قد اتسعت في المنطقة وتعيش شعوبها ظروفا صعبة.
وانتقد الدكتور لاريجاني، خلال استقباله مساعد الامين العام للامم المتحدة "يان الياسون" في العاصمة طهران، انتقد بشدة التعامل الانتقائي والشكلي للمنظمة الدولية والدول الكبرى مع ظاهرة الارهاب، وقال: ان هذا الاسلوب لايؤدي الى اقتلاعها.
واكد مرة اخرى استعداد الجمهورية الاسلامية في ايران في التعاون من اجل ارساء الاستقرار والثبات في المنطقة.
واشار الى الازمة في اليمن وقال الدكتور لاريجاني: ان هذه الازمة لا يمكن حلها بالاسلوب العسكري بل يمكن عبر اللجوء الى الحوار اليمني - اليمني فقط دون تدخل اجنبي يؤدي لاعادة الاستقرار الى هذا البلد.
ولفت الى كارثة منى ووصفها بالمؤلمة والمؤسفة للغاية ، مؤكدا ان هذه الكارثة خلقت مشاكل كثيرة لاسر الحجاج وما يزال بعض الحجاج الايرانيين في عداد المفقودين.
من جهته اعرب "يان الياسون" عن ارتياحه لتصويت مجلس الشورى الاسلامي لصالح الخطوط العامة للاتفاق النووي واعتبر انه قد عكس اصداءً ايجابية لدى الامم المتحدة.
واعرب عن اسفه لوقوع كارثة منى ومقتل عدد كبير من الحجاج الايرانيين وعزى القيادة والشعب على وقوعها.
واشار الى المشاكل الاقليمية وقال: ان المنطقة المحيطة بايران تعيش اوضاعا صعبة حيث تركت تأثيراتها على السلام والاستقرار والامن في مختلف البلدان.
واكد على ضرورة تحديد استراتيجية جديدة لاعادة الاستقرار والامن في المنطقة بمشاركة الدول صاحبة النفوذ كالجمهورية الاسلامية في ايران. وشدد على الحاجة الماسة للامم المتحدة في تعاون ومساعدة ايران في هذا المجال.
ووصف يان الياسون ظاهرة الارهاب بانها تحولت الى مصيبة كبرى في المنطقة لاسيما في سوريا والعراق ، مؤكدا على ضرورة مكافحتها واقتلاعها فورا "وان المفاوضات مع الارهابيين في اي مكان لن تفضي الى اي نتائج".
ووصف دور طهران بالمهم في ايجاد حلول للازمات في المنطقة وقال، اننا نريد الاستماع الى صوت مرتفع لايران للمساعدة في ايجاد حلول للنزاعات وارساء الهدوء والاستقرار في المنطقة واداء البرلمانات ادوارا اكثر تأثيرا في عملية صنع الثقة ودفع التوترات والازمات باعتبارها مظهرا لارادة الشعوب.
وخلال استقباله عددا من رؤساء التحرير ومدراء وسائل الاعلام المهمة في العالم العربي، أوضح رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور لاريجاني ان الوضع المتزلزل الاقليمي يفرض علينا الوقوف جنبا الى جنب ومساعدة بعضنا للبعض الاخر وقال: ان أمن المنطقة يجب توفيره من دون تدخلات القوى الغربية التي تسعى وراء مصالحها.
وشدد الدكتور لاريجاني بالقول: ان ايران كانت قبل 16 عاما الماضية حليفة لـ”اسرائيل” وتصدر اليها النفط، الا انها بعد انتصار الثورة الاسلامية، قطعت كل ارتباطاتها معها وبشكل كامل وانها الان حليفة للدول الاسلامية. ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدافع عن فلسطين والشعب الفلسطيني المظلوم، ولهذا السبب فان هاجس "اسرائيل” اليوم هي الجمهورية الإسلامية في ايران.
وحول علاقة إيران مع سوريا والدول العربية، بيّن رئيس مجلس الشورى الاسلامي ان هناك علاقات تاريخية ودينية وسياسية وثقافية حميمة بين ايران والدول العرابية ،مؤكدا بان نظرة الجمهورية الاسلامية في ايران للامة الاسلامية نظرة استراتيجية في مسار تحقيق عزة واقتدار الامة، لافتا الى ان بعض الدول تسعى لاثارة الخلاف بين إيران والدول الاسلامية الاخرى.
واستطرد الدكتور لاريجاني: بان البعض اثاروا التفرقة بين الشيعة والسنة وحينما دعمت الجمهورية الاسلامية في ايران حزب الله لبنان قالوا انها تدعمه لانه حزب شيعي وحتى ان اولئك كانوا يزودون الكيان الصهيوني بالمعلومات، في حين ان القضية ليست شيعة وسنة لانه لو كان الامر كذلك فلماذا تدعم طهران حماس؟.
وصرح بان بعض القوى سعت لاثارة التخويف من إيران بين الدول العربية وانها ذات قدرات عسكرية كبيرة تهدد حدود هذه الدول إلا ان السؤال هو انه اي دولة هاجمتها الجمهورية الإسلامية في ايران خلال الاعوام الماضية؟.
وفي اشارته الى الحرب التي فرضها نظام صدام المعدوم على ايران قال: لقد تم اثارة العراق في زمن المقبور صدام بمهاجمة إيران، وتحالفت اكثر الدول العربية مع العراق ولم تقف الى جانب ايران سوى عددا قليلا من الدول مثل سوريا، ولكن ايران لم تنتقم منهم بعد نهاية الحرب بل ساعدت الكويت ابان الهجوم الصدامي عليها.
وتطرق الدكتور لاريجاني الى موضوع الاختلافات بين الدول الاسلامية منوها ان الصراع بين الشيعة والسنة ليس اختلاف داخلي، لانهم في العراق عاشوا سنوات طويلة حياة سلمية وان الجميع يعلم ماهية الجذور الرئيسية لهذه الاختلافات الراهنة. ورأى ان المعادلات الدولية والاقليمية في حالة تغيير مستمر مشيرا الى ان المهم في وقت الازمات هو ان ندرك حقيقة الظروف الموجودة ونتمكن في ظل هذه الظروف المتزلزلة ان نقف جبنا الى جنب ونساعد بعضنا البعض الاخر.
ولفت الى دعم إيران للعراق وسوريا وافغانستان وسائر الدول في مسار مكافحة الإرهاب وارساء الأمن والاستقرار المستديم وصون وحدة الأراضي وسيادة الدول ،وقال، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى بان طريق الحل للكثير من مشاكل المنطقة مثل سوريا واليمن هو الحوار الداخلي وان تدخلات الدول الاخرى في شؤونها الداخلية لا تساعدها ابدا. وأكد بان أمن المنطقة انما يتم توفيره عبر التعاون والصداقة بين دول المنطقة من دون تدخلات القوى الغربية التي تسعى وراء مصالحها.
وفي الرد على سؤال حول العلاقات الإيرانية - السعودية شدد على ان الخلاف ليس حول الجزر لان وثائقها التاريخية موجودة إلا ان قصف دولة ضعيفة كاليمن لا نراه مبررا، لماذا تقوم دولة اسلامية بقصف دولة اسلامية اخرى بالصواريخ؟.
ونوه بان مشاكل الدول المتصارعة لايمكن حلها بالتدخل العسكري او السياسي للدول الاخرى. وتطرق في جانب اخر من كلمته الى نشاط الاحزاب السياسية في البلاد موضحا بان الاحزاب المختلفة في ايران تمارس فعالياتها ويحق لجميعها انتخاب مرشحيها وليس هناك اية عقبات لمشاركتهم.
ولدى اجابته على سؤال حول نص حصيلة المفاوضات النووية، قال: ان هناك مناقشات حادة ووجهات نظر مختلفة جادة حول الاتفاق النووي في مجلس الشورى الاسلامي ولذا تقرر تشكيل لجنة لهذا الهدف وتقديم تقريره الى مجلس الشورى الاسلامي، وقد تمت المصادقة على الخطوط العريضة للإتفاق النووي في مجلس الشورى الاسلامي.يذكر ان عددا من رؤساء التحرير ومديري وسائل الاعلام الرئيسية والمهمة في العالم العربي شاركوا في هذا اللقاء بما في ذلك صحف ، الاهرام والديار والنحار والثورة والرأي والوفاق بالاضافة الى الصحفي العربي البارز سركيس نعوم .