لتلتهب الارض الفلسطينية
العمليات البطولية التي يمارسها ابناء القدس والخليل والتي اصبحت مسلسلا يوميا وضعت قادة الكيان الصهيوني امام موقف صعب للغاية بحيث ورغم كل المحاولات الاجرامية القاسية التي يمارسها جنود العدو الا ان الاصرار الفلسطيني المقاوم والذي يرفع رايته اليوم اولئك الشباب اليافعين الذين هم في مقتبل العمر والذين لا يقر لهم قرار الا وان يطعنوا بسكين او يواجهوا بالحجارة قطيع المستوطنين او الشرطة الصهيوني مما دعا بعض القادة العسكريين الى الاعتراف بان هذا الامر مستمرا ولن يتوقف. وكما عبر بالامس زعيم المعارضة الاسرائيلية هرتزوغ ان الذي يحدث هو انتفاضة حقيقية وليست موجة ارهاب كما يدعي نتنياهو.
اذن ولما كان ابناء القدس والخليل قد بدأوا باشعال شرارة الانتفاضة الثالثة والتي ما نشاهده اليوم هو بادرة أولية قوية يتطلب الامر من كل ابناء الشعب الفلسطيني وفي أي مكان سواء كان في الداخل الفلسطيني او في الشتات اواي مكان ان يسندوا هذا التحرك المبارك، وبكل الطرق المتاحة لكي يوفروا لها ارضية الاستمرار، ولكي لاتخبوا بعد ان اثبتت هشاشه حكومة نتنياهو وضعفها وعدم قدرتها على المواجهة.
والاهم في الامر هو ان على ابناء المقاومة الباسلة في غزة على الخصوص ان يتحركوا وبصورة عاجلة من اجل اشغال العدو وذلك بفتح جبهة جديدة لكي يخفف على مقاومي القدس والخليل الضغط الذي يمارسه الكيان الغاصب.
ولابد ان تستثمر هذه الفرصة الذهبية التي هي عليها الفلسطينيون اليوم وذلك بادامة زخم الرفض والاحتجاج ومطالبة الرأي العام العالمي والاقليمي للوقوف معهم حتى تحقيق النصر المؤزر انشاء الله.
ان التفرج على ما يجرى خاصة من قبل بعض ابناء فلسطين قد يخسرهم مستقبلهم ويفقدهم الامل في التحرير لان استمرار هذه الانتفاضة وديمومتها قد تفتح الابواب نحو قطع دابر العدوان الصهيوني، وكذلك تفرض عليه ان يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه من خلال وقف العمليات الاجرامية التي يمارسها هذا الكيان من استلاب الارض والاعتقال العشوائي وتعذيب الاسرى وغيرها والتي عانوا منها وعلى مدى ستة عقود من الزمان.
واللافت ان ما يحدث اليوم في القدس قد وضع الكيان الصهيوني في حالة الانذار القصوي بحيث استنفد كل طاقاته العسكرية ودعاها لليقظة والحذر وبنفس الوقت وكما ذكرت اوساط اعلامية صهيونية ان حكومة نتنياهو قد طالبت العسكريين المتواجدين على الحدود مع غزة على ضبط النفس وعدم الانجرار للاستفزازات الفلسطينية مما يعكس ان حالة الخوف والهلع قد سيطرت على عقول الصهاينة.
ومن هنا فان على ابناء غزة ان يعلنوا مساندتهم لاخوانهم في الضفة وبصورة يمكن ان تلتهب الارض الفلسطينية تحت اقدام الصهاينة المجرمين لكي لا يروا الامن والسلام والاستقرار جزاء لجرائمهم ليس فقط في فلسطين المحتلة بل الجرائم الاخرى التي تعاني منها شعوب المنطقة كسوريا والعراق وغيرها من خلال الدعم الذي يقدمه هذا الكيان الغاصب للارهاب والارهابيين.