اردوغان و الجزاء بالمثل!!
مهدي منصوري
تمادى اردوغان في الذهاب بعيدا بدعم الارهاب و الارهابيين ارضاء لواشنطن والرياض بحيث اصبحت بلاده مسرحا لهؤلاء القتلة يجولون في شوارع انقرة جهارا من دون تردد او وجل.
و رغم التحذيرات التي صدرت من بعض الدول وخاصة المعارضة الداخلية لاردوغان لأن يعود الى رشده وعقله ويضع مصلحة بلاده فوق كل اعتبار وقبل ان يفكر بمصلحة واشنطن وغيرها، وأن يعيد حساباته لكي لا يقع المحظور. و من اجل ان لا تكون بلاده مطمعا او مرمى للارهابيين من خلال دعوته الى ايقاف دعمه والحد من تقديم كل مايمكن تقديمه لهؤلاء القتلة،.بحيث اصبحت تركيا مركزا أمنا لكل القتلة و المجرمين من مختلف بلدان العالم لان يتخذوها ممرا للذهاب الى كل من العراق و سوريا لارتكاب جرائمهم بحق هذين الشعبين.
و لكن العنجهية الاردوغانية و الحلم العثماني لم يدعاه لان يعود و حزبه الى لغة العقل و المنطق. رغم انه يرى ان المجموعات الارهابية التي تواجه الموقف الصعب من خلال الضربات المتلاحقة التي تتلقاها من قبل الجيشين العراقي و السوري بحيث اصبحت امام حالتين لاثالث لهما أما الاستسلام للقتل او ان تعود من حيث أتت. و هو ما يعرفه و يفهمه اردوغان جيدا.
و اللاقت في الامران المعارضة التركية التي رأت ان ماوصلت اليه الاوضاع في سوريا هو يسبب سياسة اردوغان و طالبته وفي أكثر من مناسبة ان يوقف دعمه للارهاب والارهابيين محذرين من خطرهم على مستقبل تركيا ووضعها الامني، الا ان الاذن الصماء التي لا تسمع كان هو الرد من اردوغان و حكومته من مطالبات المعارضة، و بنفس الوقت فقد دعت المعارضة اردوغان ايضا ان يسعى لحل المشاكل الداخلية بالتعاون مع كل الاطراف السياسية و ان لاينفرد بالقرارات لانها ستضع تركيا الى حافة الهاوية. ملوحين الى النتائج المخزية التي حصل عليها في الانتخابات والتي أضعفت موقفه و موقف حزبه لانه لم يستطع ان يحصل على الغالبية التي تتيح له الاستمرار في سياسته و قد كانت رسالة واضحة من الشعب التركي توضح معارضته لهذه السياسة الهوجاء.
و بالامس قد جاء الرد السريع والواضح وهو جزاء السياسة الخاطئة لاردوغان من خلال الانفجارين اللذين استهدفا مظاهرةعمالية معارضة لسياسته و التي راح ضحيتها العشرات.من الابرياء والتي القت حالة من الرعب و الارباك في الشارع التركي.
و قد علقت اوساط سياسية واعلامية ان الذي حدث لم يكن سوى رسالة اولية لاردوغان و حكومته مفادها ان دعم الارهابيين وارسالهم لكل من العراق و سورية خلال السنوات الاربع الماضية لا يمكن ينال جزاءه العادل منها لانه كان شريكا في الدماء البريئة التي اريقت وتراق هناك، وكما قيل كما تدين تدان فيمكن القول ان التفجيرات في انقرة ورغم انها دامية ومؤسفة والتي راح ضحيتها الابرياء ظلما هي الرد الواضح على سياسته الهوجاء.
وفي اول رد فعل للمعارضة التركية على هذه المأساة الكبرى التي مني بها الشعب التركي فقد وجهت اصابع الاتهام الى اردوغان وفشل ادارته للبلاد، بحيث اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو "قوى خفية بجر تركيا الى مغامرات خطيرة مرجحا ان يكون التفجيران انتحاريين"..
وقال كليتشدار أوغلو "لا يمكن ادارة البلاد بهذه الطريقة والشعب التركى لا يستحق ما يحل به ولا يمكننا أن نقبل بنقل الإملاءات إلى مستوى الإرهاب” مشيرا إلى أنه حذر مرارا حكومة حزب العدالة والتنمية من جر تركيا إلى مستنقع الشرق الأوسط".
اما رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش أكد "أن القوى التى تقف وراء الانفجارين معروفة ونحن الان أمام مفهوم دولة تحولت الى مافيا يقودها سفاح يرتكب جرائم قتل متسلسلة".
بحيث حملت قوى وأحزاب المعارضة نظام أردوغان مسؤولية التفجيرين الإرهابيين مؤكدة أنه يسعى لجر تركيا إلى مغامرات خطيرة وإلى مستنقع الشرق الأوسط.
وفي نهاية المطاف لابد لنا من القول ان الشرارة التي اوقدها اردوغان في سوريا فان نيرانها اخذت تطرق ابواب تركية و بصورة قد تهدد الامن الداخلي التركي لان الاعداد الكبيرةمن الارهابيين والمتواجدة على الاراضي التركية والتي يقدر عددها بالالاف ستكون الحاضنة لمثل هذه الاعمال الاجرامية.
مما يدعو اردوغان لان يفهم الرسالة جيدا، وان يعود لرشده كي يدفع عن ابناء الشعب التركي شرارة الارهاب التي اوقدها و لم يدر كيف يطفئها.