الحسم في سوريا تكوي المتآمرين
ما اثار دهشة وحيرة المراقبين والمتابعين لشؤون المنطقة وكذلك الراي العام الاقليمي والدولي هو المواقف النفاقية والمتذبذبة لاميركا وبعض الدول الغربية والعربية وكذلك الرئيس التركي وحكومته برئاسة اوغلو حيال المواجهة الجدية لروسيا بالتعاون مع محور المقاومة للقضاء على داعش، في حين كانوا حتى الامس يتظاهرون بانهم ضد داعش الارهابي اضطروا للنزول الى الساحة بعوراتهم المفضوحة للدفاع عنها بشكل غير مباشر للحفاظ على ما تبقى عندهم من ماء وجه. فاميركا التي تملأ الدنيا صراخا بانها تعادي داعش وشكلت من اجل ذلك منذ اكثر من عام تحالفا دوليا لمحاربتها دون ان نشهد منها شئ عملي على الارض، اخذت تنسج الذرائع وتتهرب من التعاون مع روسيا بعد ان دعتها الاخيرة وقبلت حتى النظر في مقترحاتها.
لكن على ما يبدو ان قرار الادارة الاميركية الذي خلقت داعش لتامين مصالحها وهذا غير خاف على احد وقد اعترف به اكثر من مسؤول اميركي ومنها هيلاري كلينتون وزيرة خارجية اميركا الاسبق، هو ان يبقى هذا التنظيم تحت السقف حتى ترتيب هذه الادارة اوراقها في المنطقة، لكن القرار الروسي مع محور المقاومة فوت الفرصة عليهم وانهم سيخرجون خاسرين من هذه المعركة باذن الله. وما اثار دهشة المراقبين بشكل اكبر هو التصريح الذي ادلى به بترايوس رئيس وكالة المخابرات المركزية الاميركي السابق عشية العملية الروسية في سوريا: بان تحالفنا مع القوى التي تحارب في سوريا يعني داعش وامثالها لضرب الروس والصين امر طبيعي. يالها من فضائح تزكم الانوف ليذهبوا بها الى حد التحالف مع القوى الارهابية.
اما فيما يخص السعودية التي كانت تصور للعالم بانها ضد داعش وان داعش تحاربها قد استنفرت علماءها من وعاظ السلاطين واصحاب الفتاوي الجاهزة لدعم هذا التنظيم الجهنمي في سوريا ودعوة الشباب الى الجهاد على الطريقة الافغانية للحيلولة عبثا دون هزيمتها في هذه الساحة فيما لحق بها التنظيم الاخواني في سوريا ليعلن الجهاد في وقت ان اميركا التي شكلت تحالفا قبل اكثر من عام في هذا المجال لم يعلن احدا الجهاد عليها والعاقل يفهم!!
اما تركيا التي ضاعت في اوهامها والاكثر تضررا في الهزيمة بسوريا لازالت تسرح في اوهامها حيث استشاظ الرئيس اردوغان غضبا مما يجري اليوم على الساحة السورية للقضاء على هذا التنظيم الارهابي فيما ذهب رئيس وزرائه احمد اغلو ليكشف الغازا في مخيلته ويعلن للعالم بان روسيا غير جادة في القضاء على داعش وان حصيلة ضربة للمقاتلات الروسية على مواقع المعارضة في سوريا كانت اثنين فقط من نصيب داعش. وربما لايلام القادة الاتراك مما يحصل اليوم في الساحة السورية من مواجهة حقيقية للقضاء على داعش لان تبعات ذلك سينعكس على تركيا تماما لانها ستتحمل العبء الاكبر في هذا المجال وهذا ما بدأ فعلا حيث هروب الاف المقاتلين وفي مقدمتهم الضباط الى اراضيها ناهيك عن موجة اللاجئين التي ستعقبها.
اما الكيان الصهيوني فانه بات يشعر بالموت البطيء لان حسم المعركة في سوريا هي بداية النهاية له وهذا ما دفع بجميع الاطراف الدولية والاقليمية ان ترفع من عقيرتها بهذا الشكل الجنوني وتجند كافة قواها للحيلولة دون حسم المعركة في سوريا، لكن قرار الحسم فرض نفسه على الواقع وان موقف شعوب المنطقة التي يتقدمها محور المقاومة اقوى من ارادة الطغاة وداعمي الارهاب.