الصحف الاجنبية: لتعاون أميركي روسي في سوريا وحماية الجيش السوري
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا بعنوان "الولايات المتحدة توافق على بدء المحادثات العسكرية مع روسيا حول سوريا"، و التي تناولت فيه تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول استعداد واشنطن الدخول بمحادثات عسكرية ثنائية مع روسيا حول سوريا، حتى في الوقت الذي تواصل فيه روسيا تعزيز تواجدها العسكري هناك.
واشار التقرير الى تصريح كيري الذي قال فيه ان "الرئيس اوباما يعتقد ان المحادثات العسكرية الثنائية خطوة تالية مهمة"، مضيفاً في الوقت عينه ان هذه المحادثات قد تبدأ في وقت "قريب جداً".
كما تطرق التقرير الى إعلان البنتاغون عن مكالمة هاتفية بين وزير الحرب الاميركي آشتون كارتر ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وذلك عقب التصريحات التي ادلى بها كيري. التقرير لفت الى أن هذه المكالمة تشكل المرة الاولى التي تحدث فيها كارتر مع شويغو منذ ان تولى منصبه قبل سبعة اشهر، والى ان الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات حول آليات تجنب الصدام في سوريا.
كذلك اشار التقرير الى ما قاله المتحدث الاعلامي باسم البنتاغون بيتر كوك، والذي وصف المحادثات بين كارتو وشويغو بالبناءة، كما قال كوك ان الوزيرين "بحثا في مجالات تطابق وتباعد وجهات النظر". هذا وقد نقل التقرير ايضاً عن لسان مسؤولين في البنتاغون بان شويغو اخبر كارتر بان تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا يحمل طابعًا دفاعيًّا.
التقرير سلط الضوء ايضاً على تصريحات اخرى ادلى بها كيري لجهة الهدف المرجو من هذه المحادثات، حيث اشار الى تصريح وزير الخارجية الاميركي بان الهدف الاولي للمحادثات هو المساعدة على "تحديد بعض الخيارات المتاحة لنا بينما ندرس الخطوات المقبلة في سوريا".
التقرير الذي ذكر ان كلام كيري لم يتضمن اي اشارة الى تغيير الاهداف الاساسية في سوريا، مثل هزيمة داعش والتوصل الى حل سياسي في سوريا، رأى أن كلام كيري يحمل اشارة لافتة إلى امكانية بقاء الاسد في السلطة على المدى القصير.
دوره، اعتبر الصحفي الاميركي المعروف روبرت باري ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بات امام خيارين في سوريا: اما ان يتعاون مع روسيا في حملة مشتركة ضد الارهابيين، او ان يخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة من خلال استهداف القوات الروسية سعياً وراء تغيير النظام في دمشق.
وفي مقالة له نشرت على موقع كونسورتيوم نيوز قال الكاتب ان فشل برنامج التدريب، اضافة الى تدفق اللاجئين من دول الشرق الاوسط وغيرها الى اوروبا أدت الى دعوات جديدة في واشنطن تطالب بتغيير النظام في سوريا.
وحذر الكاتب من ان تدمير الجيش السوري على ايدي الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو سيؤدي إلى سيطرة المتطرفين على البلاد، منبها الى ان ذلك قد يعني قطع رؤوس الاقليات من المسيحيين والعلويين والشيعة، في وقت تنشىء القاعدة مقراً جديداً لها من اجل التخطيط لهجمات ارهابية ضد الغرب. كما حذر من انضمام ملايين السوريين الى الهجرة لاوروبا.
وحسب الكاتب، فان الخيار امام اوباما آنذاك سيكون القيام باجتياح واحتلال سوريا، لكنه لفت إلى أنه بدلاً من ذلك، يستطيع اوباما التعاون مع بوتين من اجل تثبيت النظام في سوريا و ممارسة الضغط على من اسماهم حلفاء اميركا السابقين من اجل قطع التمويل والسلاح والمتطوعين عن القاعدة وداعش.
غير ان الكاتب اشار الى ان هذا المسار يواجه عقبات كبيرة في واشنطن رغم انه قد يبدو بوضوح الخيار الافضل المتبقي، لافتاً في هذا الاطار الى الاصوات الصادرة من المحافظين الجدد وغيرهم الذين لن يتخلوا عن اجندة تغيير النظام وعن اعتقادهم بان القوة العسكرية الاميركية يمكن ان تحسم نتيجة كل النزاعات الخارجية.