طهران وبغداد في مواجهة المشروع الاميركي
مهدي منصوري
أصبح اليوم الشغل الشاغل لواشنطن وتل ابيب كيفية الوصول الى هدفهما الاستراتيجي في ايجاد دويلات ضعيفة في المنطقة ومن خلال تقسيم هذه الدول تطبيقا للمشروع الاميركي السئ الصيت الشرق الاوسط الكبير.
ولذلك عمدت ومن خلال استخدام وسائل متعددة لتحقيق هذا الهدف وكان من اهمها ارسال المجاميع الارهابية الى هذه البلدان وعلى الخصوص العراق وسوريا للضرب على الوتر الطائفي والعرقي من اجل تمزيق وحدة هذين البلدين.
وقد ظهرت تصريحات لبعض المسؤولين في الاستخبارات الاميركية تؤكد بل تصرعلى ان يتم العمل على ان سوريا و العراق واليمن ذاهبة لامحالة الى التقسيم وانه امر لابد من حصوله ولو بعد حين مما يعكس وبوضوح انهم قد خططوا لهذا الامر في دوائرهم المظلمة، واستندوا في ارائهم على عدم كفاية الحكومات القائمة في ابقاء بلدانها موحدة مستندين على عدم قدرتهما على هزيمة المجموعات الارهابية والتي تبسط سيطرتها على الكثير من الاراضي في هذين البلدين. ولكنها استدركت وبنفس الوقت بقولها ان هذا الامر قد يصعب تحقيقه لان ايران قد رمت بثقلها في كل من العراق وسوريا من اجل ان لا يصلا الى حالة التقسيم.
ومن هنا يمكن القول وليس استنادا الى ما ذهب اليه خبراء المخابرات الاميركية، بل ان الواقع يعكس سياسة ايران الواضحة والشفافة والتي تؤكد هذا المفهوم، ولذلك فانها لن تألوا جهدا في تقديم الدعم لكل من العرا ق وسوريا من اجل دحر الارهاب ومن يقف وراءه سواء كانت دول او جماعات سياسية مرتبطة بهذا التنظيم والتي تعمل ليل نهار لتحقيق الهدف الاميركي الصهيوني.
ومن هنا فان طهران وخلال اللقاءات التي تتم مع مسؤولي المنطقة تؤكد على وحدة دول المنطقة ارضا وشعبا وانها تقف وبقوة تجاه أي خارطة طريق او مشروع ايا كان مصدره الذي يحاول الاعتداء أو يسنهدف سيادة هذه الدول واستقلالها.
لذلك فان زيارة رئيس مجلس النواب العراقي وفي هذا الظرف بالذات والذي تسعى فيه الادارة الاميركية وبدعمها للمجموعات الارهابية وكذلك السياسيين الداعشيين الذين حملوا على عاتقهم تنفيذ خطة يايدن في تقسيم العراق من خلال ذرائع واهية لاترقى الى الواقع بشيء كمظلومية السنة في العراق والذي برزت عن وجهها البشع. بالامس القريب في مؤتمر الدوحة من خلال المؤتمر الذي جمع قادة حزب البعث ايتام المقبور صدام وبعض السياسيين من اعضاء مجلس النواب وغيرهم من الهاربين عن وجه العدالة لدعمهم الارهاب من اجل وضع خطة استراتيجية كما افصحت عنها وسائل الاعلام لتقسيم العراق الى دويلات صغيرة.
لذلك فان طهران اليوم وعلى لسان رئيس مجلس الشورى الاسلامي لاريجاني وبعد استقباله لرئيس مجلس النواب العراقي اكدت موقفها الواضح والصريح من انها تعمل على مساعدة الدول التي تواجه الارهاب وبكل ما نستطيع وكذلك فانها تسعى الى عرقلة او بالاحرى الى مواجهة أي مشروع اميركي كان او صهيوني يعمل على تفتيت وحدة البلدان ويخل بسيادتها واستقلالها.
اذن فان طهران ومن خلال التنسيق المستمر مع كل من الدول التي استهدفها مشروع التقسيم الصهيو – أميركي من اجل ان تقف هذه الدول على قدميها وان تبقى موحدة وتبذل قصارى جهدها في تمتين سيادتها واستقلالها مما كلفها ذلك من ثمن وهذا ما يعرفه كل الذين عايشوا استراتيجية ايران التي تعمل عليها في المنطقة والعالم. كما دعت وعلى لسان وزير خارجيتها لتشكيل منظومة اقليمية لدحر الارهاب والمجاميع الارهابية.