لا لتعكير العلاقات الكويتية الايرانية!!
مهدي منصوري
تعيش الكويت ولسنوات مضت حالة من القلق السياسي خاصة بعد الحراك المعارض الذي تقوم به بعض الجهات في الكويت والمرتبطة بدول اخرى بحيث خلقت حالة جديدة لم يألفها الكويتيون منذ قيام الدولة ولهذا اليوم.
ولقد تسالم الكويتيون فيما بينهم ومن مختلف مذاهبهم على النظام الديمقراطي القائم والذي يضمن حقوق الجميع من دون تمييز او حيف من جانب على جانب آخر. الا ان الحراك الاخير قد جاء ضد هذا التوجه العام بحيث خلقت حالة من الشد المذهبي مما وصلت فيه الامور الى تفجير مسجد للشيعة هناك من اجل تاجيج الحقد الطائفي واثارة الفتنة في هذا البلد الصغير لتمزيق وحدته التي تسالم عليها.
وقد اتضح للجميع ان وراء تفجير مسجد الامام الصادق(ع) ايادي كويتية وسعودية كما اثبته تحقيقات وزارة الداخلية وان الامر قد خطط له في السعودية وتم تنفيذه بمساعدة احد اعضاء مجلس الامة الكويتي المدعو الطباطبائي وغيره والذي عرف بعدائه وحقده على الشيعة.
ولذلك ومن اجل ان تدفع هذه المجموعة عن نفسها العقوبة التي ستتلقاها على الجريمة النكراء التي ارتكبتها، فانها خططت ومن اجل ان تضع ايران في مظان الاتهام امام الرأي العام الكويتي لان صورة السعودية قد تشوهت لديهم من خلال تفجير مسجد الامام الصادق (ع)، لذلك استاجرت بعض العملاء ووضعتهم في احدى المزارع القريبة من الاراضي العراقية بمنطقة العبدلي وجهزتهم بالسلاح بحيث تقوم السلطات الامنية الكويتبة بالقاء القبض عليهم ومن ثم اصدارالاتهام لايران بانها تريد ان تقلق الوضع الكويتي الداخلي. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان المتنفذين من السلفيين والمعروفين لدى الرأي العام الكويتي بحقدهم على ايران والشيعة قد فبركوا موضوع اتهام الدبلوماسيين الايرانيين بالاشتراك مع هذه المجموعة.
ومن نافلة القول ان هذا الامر ليس مستغربا بل اننا وجدنا نفس الموضوع قد طرح من قبل في الامارات والبحرين وغيرها من الدول من اجل ان تعكير صفو العلاقات.
والذي لابد الاشارة اليه في هذا المجال ان ايران الاسلامية سعت وفي الاونة الاخيرة خاصة بعد الاتفاق النووي مع الدول الغربية لترطيب اجواء العلاقات وازالة الحالات الشاذة التي كانت مفروضة على دول الخليج الفارسي من قبل اميركا، وذلك من خلال زيارة وزير الخارجية الايراني ظريف الى بعض هذه الدول والتي اذابت بعض الشيء حالة الجليد القائمة انذاك. الا ان الايادي الخبيثة والحاقدة والممولة من بعض الدول لا تريد لهذه العلاقات ان تاخذ مجراها الطبيعي، لذلك عهدت الى افتعال بعض القضايا التي لا واقع لها ولايمكن لطهران ان تفكر بالقيام بها لانها ليست بحاجة الى مثل هذه القضايا، وكذلك وكما اكدت الكويت وعمان والدوحة وبعد زيارة وزير الخارجية من ان ايران لن تتدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج الفارسي وانها تعمل على استتباب الامن والاستقرار في هذه الدول.
ولذا فاننا نطالب الحكومة الكويتية التي تعرف توجهات ايران الطيبة تجاهها ان لا تتخدع بمثل هذه الاساليب والمؤامرات التي تحاك في الظلام من اجل تعكير جو العلاقات والعودة بالمنطقة الى حالة الصراع والتي لاتخدم في هذا الظرف الحساس سوى الكيان الصهيوني والارهابيين.