ماذا يقول اهل الفوعة الشيعة عن السنة في ادلب؟
خضر عواركة
يقول ضابط علوي بقي في ادلب مع بضعة من جنوده قبل ان ينسحب ملتحقا برفاقه ليلا " ان اهل المدينة من حموه وان في ادلب انصار للارهاب لكن اغلب اهلها لا يساندون احدا الا الدولة”.
مقاتلون من الفوعة وكفريا يشهدون لاهالي بنش التي تعتبر رمزا ومركزا لجبهة النصرة. اهالي من بنش وادلب من اهل السنة يساعدون سرا المدنيين في الفوعة وكفريا ويخترقون الحصار ليزودوهم بالأغذية والادوية واحيانا يخاطرون بحياتهم لينقلوا جريحا او مريضا الى دمشق او الى حلب.
يشهد مقاتلون من الجيش السوري خرجوا متأخرين عن رفاقهم ان اهالي من ادلب استقبلوا الارهابيين لكنهم عشرات من انصار جبهة النصرة في مقابل عشرات الالاف من انصار الجيش.
خطفت النصرة من ادلب المئات من اهل السنة من الوجهاء ولا يزالون في سجونها واعدمت البارزين منهم بحجة انهم موالون. هل اقنع هذا الأمر المتأثرين باعلام عميل بعضه يحمل صورة رموز الدولة السورية ويزعم انه طائفيا علوي او سني موال للدولة لكنه فعلا وعملا من عملاء داعمي داعش والنصرة.
جيش الفتح الاعلامي مشكل من مجموع قنوات فضائية خليجية وسورية ولبنانية ممولة خليجيا. ويضاف الى هؤلاء جيش المرتزقة في الصحافة المكتوبة والالكترونية وفي المواقع الاجتماعية.
جيش الفتح هذا اسرائيلي الهدف.
اميركا مشروعها كان حين احتلت العراق ولا يزال هو الشرق الاوسط الجديد القائم على اساس دويلات صغيرة تمثل المذاهب والامارات المتناحرة. وبدلا عن الدولة الواحدة تولد دويلات بعضها بحجم قبيلة وبعضها بحجم طائفة.
ليحصل ذلك كان غزو الاميركيين للعراق. وكانت صناعة الارهاب في العراق صناعة سعودية اردنية اسرائيلية.
قدم الشيعة العراقيون نموذجا فاشلا في التعامل مع ابناء بلدهم فعمموا مسؤولية جرائم صدام على كل السنة العراقيين. فصار الشيعي بنظر السني عدوا والعكس صحيح.
ثم صار للسعودي ادوات تزعم مقاتلة اميركا لتجذب المقاتلين المتعصبين لكنهم تحولوا في العراق الى قتلة للشيعة.
رد الشيعة بعد سنوات من الصمت والمهادنة. وحين ردوا لم يضربوا الارهاب الذي حمى نفسه بالتخفي. بل ضربوا عامة السنة.
التعميم ليس صحيحا لكنه تشبيه لفهم الواقع العراقي.
الدعاية العربية نقلت الواقع العراقي المأزوم والمصنع اميركيا وسعوديا الى كل بيت في العالم العربي. ولدت قنوات متخصصة في التحريض على الشيعة وفي نشر مشاهد مخيفة لنتائج العنف الطائفي في العراق. وفي المقابل مولت اميركا وبريطانيا ودول خليجية قنوات طائفية شيعية اغلبها ينطلق من القاهرة او من لندن.
صار لدينا طرفان عدوان اعلاميا. شيعي وسني .
ساهم اغتيال الحريري في نقل حمى المرض الطائفي الى نفوس سورية ضعيفة سقطت في بئر الحقد الطائفي بسبب الاعلامي المذهبي الذي مارسه الاعلامي التابع لتيار المستقبل اللبناني.
صار لدينا جهة اعلامية تتحدث عن قتلة الحسين وعن ظلم صدام. وآخرى تتحدث عن افكار وهابية تكفر السني قبل الشيعي لكن الوهابية حيدت السني لتقاتل به.
صار السني غير المتدين اسير دعاية دينية وحيدة هي الاعلام الوهابي.
الاعلام مع الربيع العربي اصبح سلاحا فعالا بيد عرب لكنهم عرب اميركا واسرائيل. فصنعت العربية والجزيرة ورديفاتها تيارا سنيا في سورية صدق ان الشيعة هم العدو لا اسرائيل.
لولا ان سنة صدقوا الدعاية الطائفية وصار كثر منهم وهابيين لما تحولت التظاهرات في سورية الى العنف المسلح ومن ثم الى الارهاب.
ولولا ان نسبة اكبر من السنة تمسكوا من السنة بمشروع الدولة ما بقي في سورية دولة ولا بقيت سورية الموحدة ولو بالشكل الرسمي والدستوري.
السنة الذين بقوا مع الدولة هم الدولة وهم من حموا الدولة. لو انقلب هؤلاء مع من انقلبوا ما بقي جيش ولا كان العنصر غير السني في سورية كافيا ليحميها من سيطرة الارهاب.
يدرس الاعداء الاوضاع الداخلية السورية ويقررون الانسب ويعدلون خططهم.
خطتهم حاليا الترويج عبر جيش الفتح الاعلامي لمقولات مثل:
- السنة لا يقاتلون مع الجيش
- العلويون هم الجيش
- العلويون مستهدفون والسنة يستقبلون الغزاة الارهابيين
– لو قاتل اهل المدن ما سقطت
هذه مقولات وزعها مكتب الدعاية الاميركية المسؤول عن ادارة غرف العمليات التي تمولها السعودية وقطر وتلتزم بها وسائل الاعلام التابعة لاعداء سورية من داعمي الاهاب.
انتم ايها السوريون سقطتم في فخ هذه الدعاية..
في الوقائع:
٤٠٠ سني ذبحتهم داعش في تدمر.
السنة في تدمر قاتلوا مع الجيش وفي صفوفه ومع الدفاع الوطني لكن الشعب المقاتل لم يقاتل لان احدا لم يجهزه ليقاتل. الدولة لم تعلن التعبئة العامة ولا وزعت السلاح على كل بيت في المدن.
من يسأل لماذا لم يقاتل اهل ادلب وجسر الشغور وتدمر مع الجيش فليسأل لماذا لم يقاتل الجيش وانسحب؟؟
ولماذا لم يسلح الشعب ولم يقاتل كما قاتل الجنود الابطال في سجن حلب؟
لماذا لم تكن الخطة الدفاعية من بيت الى بيت؟ ولماذا لم يشرك الجيش المواطنين في دفاعاته ولم يسلحهم ولم يلغم الطرق والابنية ولم يحفر الانفاق ليبقى في المدن؟
الخلل العسكري وارد لكن سببه عسكري وليس سنيا ودليلي سؤال .....عدرا التي سقطت بيد قوات علوش الزعران يوما فيها علويون بعشرات الاف السكان...لماذا سقطت ولماذا لم يقاتلوا مع الجيش ولو قاتلوا ما كانت سقطت...
الجواب واضح.. الجيش يقاتل مع الدفاع الشعبي ولم يشرك المدنيين في اي معركة خاضها.
وفي الوقائع ايضا:
هناك عملاء روجوا لمقولة لاقت صدى في نفوس الطائفيين
قالوا "اهالي ادلب رموا المرطبانات والمزهريات على رؤوس جنود الجيش واستقبلوا الارهابيين بالافراح”.
ادلب فيها نفوذ للوهابية منذ تركت الدولة السورية للوهابية سبيل الانتشار بضغط سعودي لعقدين سابقين من الزمن. لكن في ادلب عدد اكبر من اهل السنة الذين حموا المدينة من السقوط بيد الارهاب " سلميا وبسهولة”
ما اسقط ادلب هو قرار بالانسحاب بعد سقوط الحواجز الامنية وتحييد العقل الابداعي الدفاعي. السنة في ادلب منهم من يدعم الارهاب ومنهم من وقف مع الدولة ولا يزال وهم الاغلبية.
داعش او النصرة حين يدخلون يذبحون الموالين من اهل السنة ليرعبوا الباقين فيبدون تعاونا وطاعة ...وافراحا مصطنعة...حماكم الله وحمى سورية ولبنان والعراق واليمن وكل بلاد العرب.
ان بقي السنة بقينا وان سقطوا بيد الارهاب انتهينا...ساعدوا انفسكم بالتمسك بشركاء البطولة من اهل السنة. فلو كان في السنة نصف نسبتهم من الارهابيين لاجتاح الارهاب السوري كل شبر من سورية في اسبوعين.
السنة هم املنا في النصر وفي دحر الارهاب، فلا يفل الحديد الوهابي الا المبرد السني الوطني.
خففوا من تأثركم بالدعاية الوهابية الاسرائيلية الذكية وخيبوا لمرة امال الصهاينة والسعوديين وكونوا اوفياء لانفسكم ولمصالحكم التي تتطلب منكم تبجيل اهل السنة لا التشكيك بهم.