عربان الخليج الفارسي…..تكريس العبودية
ميلاد عمر المزوغي
الاتفاق المبدئي الاميركي مع إيران بشان برنامجها النووي اغضب ممالك وإمارات الخليج الفارسي واخذوا يتحسسون قرب نهايتهم ,لم يقيموا أي نوع من الصناعات الهندسية الإستراتيجية التي من شانها إنتاج ما يمكنها من الاعتماد على نفسها,فهؤلاء العربان غير قادرين بالدفاع عن أنفسهم في وجه أي عدوان خارجي,الجارة إيران التي يخشون تصدير ثورتها إليهم,كانت قبل الثورة تعتمد اعتمادا كليا على الغرب واميركا على وجه الخصوص لحمايتها ضد المد الشيوعي,وبعد أربعة عقود استطاع الإيرانيون أو ما يحلوا للعربان بتسميتهم بالفرس استطاعوا أن يبنوا بلدهم في مختلف المجالات بما فيها الصناعات العسكرية المختلفة رغم الحصار المفروض عليهم منذ انطلاق ثورتهم الشعبية,فأصبحت وباعتراف الجميع دولة إقليمية وما يترتب على ذلك من إشراكها في كل ما يحدث بالمنطقة,وذلك ما نلاحظه جليا في كل من العراق وسوريا ولبنان وأخيرا اليمن.وعلى رأي اوباما فان إيران دولة تستحق الكثير من الاهتمام .
لقد اشترت دول الخليج الفارسي على مدى عقود أسلحة مختلفة بمليارات الدولارات كان مصيرها الصدأ والتخريد,واليوم يخلق لها الغرب أماكن صراع جديدة في سبيل صرف المزيد من الأموال وإزهاق أرواح شعوب آمنة وتدمير ممتلكاتها,وتشريد الملايين في سبيل إقامة أنظمة موالية تأخذ على عاتقها إنتاج شرق أوسط جديد متشرذم تكون تبعيته للغرب الاستعماري.
لم يشأ البيت الأبيض في أن يستمر حرد”زعل” أذنابه بشان الاتفاق الاميركي مع إيران حول برنامجها النووي خاصة وان أموال الخليج الفارسي (مستثمرة) في اميركا وبالتالي ساهم إلى حد كبير في خفض نسبة البطالة وإنعاش بعض الشركات والمؤسسات المالية الآيلة للإفلاس,قام الرئيس اوباما بدعوة عربان الخليج الفارسي إلى منتجع كامب ديفيد سيء الصيت,ليعلن لهم بأنه يضمن لهم أمنهم واستقرارهم ويقف معهم قلبا وقالبا ضد أي تدخل خارجي من شانه زعزعة ملكهم الذي طال أمده ما جعل شعوبهم المغلوبة على أمرها تعاني العسف والجور وتدني مستوى الخدمات رغم الثروات الطائلة التي وهبها الرب لشعوب المنطقة.
خرج الجمع من عنده فرحين مستبشرين,إنهم يدركون أن القوة تكسب صاحبها الاحترام وسيادته على أرضه ويحسب له ألف حساب,أما من يسعون إلى تحقيق رغباتهم الدنيوية بان يكونوا ملوكا وأمراء وسلاطين مدى الحياة فلن يستطيعوا بناء دولهم بل يبذرون الأموال الطائلة فيما لا يعني.
ربما الشيء الايجابي الذي خرجوا به من عند سيدهم هو حديثه عن سوريا بدون الأسد,الذي يعتبرونه انجازا ضخما لهم,وبالتالي فعليهم تقديم المزيد من الأموال لدعم المعارضة السورية من حيث التدريب وجلب الأسلحة,سعيا منهم لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه على مدى أربع سنوات.
مرة أخرى يثبت الخليجيون أنهم ليسوا أهلا لتحمل أعباء شعوبهم وتقرير مصيرها وجعلها في مصاف الدول المستقلة المتحررة,بل نجدهم يضيقون الخناق على شعوبهم فلا مجالس نيابية منتخبة ,مجالس شورى معينة من قبل الملوك والسلاطين,أما الديمقراطية وحرية التعبير فهي مصطلحات غير موجودة في موسوعة نظمهم الوراثية.
إنهم يضعون أنفسهم وشعوبهم مجددا تحت الوصاية فالعبيد لا يستحقون الحرية والعيش الكريم لأنهم خلقوا هكذا أذلاء,لقد ابتليت شعوبهم بهم ,فقد يثور عرب الخليج الفارسي ويلقون بهؤلاء على قارعة الطريق.