kayhan.ir

رمز الخبر: 19384
تأريخ النشر : 2015May16 - 21:09

اوباما يترنح بين الفضائح والحقائق

لم تكن مصادفة او غفلة ان لا يبادر الرئيس الاميركي اوباما بتبديد مخاوف بعض دول مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي خلال قمة كامب ديفيد من المساعي الاميركية للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران، خاصة وانه يعرف جيدا هواجسها واوهامها ورؤيتها في الاعتماد على واشنطن الا انه اكتفى عن عمد بالتزام امنها امام اية مخاطر تواجهها ليمهد للخطوة التالية وهي الاستيلاء على مقدراتها وثرواتها من خلال عقد المزيد من صفقات الاسلحة وبعشرات المليارات من الدولارات.

المشكلة الاساسية لهذه الدول والتي تتهرب منها باستمرار هي عدم انسجامها مع شعوبها وعدم فسح المجال امامها للمشاركة في القرار لتبقى على طول ا لخط كعبيد تنصاع لاوامرها ولا تخرج عن طاعتها لذلك تحاول خلق عدو وهمي خارج الحدود لاسكات شعوبها وخلق ذريعة للاستقواء بالقوى الاجنبية بحجة حفظ بلدانها لكن الواقع هو حفظ كراسيها.

بعض دول مجلس التعاون التي عولت في رحلتها الى "كامب ديفيد" المنتجع السيىء الصيت والمشبوه الذي حيكت فيه الكثير من المؤامرات سواء على العالم العربي او غيره، على عقد معاهدة دفاعية اسوة بالكيان الصهيوني او من يريد دخول حلف الناتو، عادت خائبة ادراج الرياح لانها لم تكن في المنظار الاميركي سوى البقرة الحلوب التي تستدرجها لمآربها.

غير ان المشكلة الاخرى لبعض دول مجلس التعاون وقادتها انهم لا يرون المتغيرات الدولية ولايريدون ان يسمعوا بها لان ذلك يكلفهم القبول بذلك وترك السلطة وهذا ما لايتحملونه بالمطلق لذلك نراهم يحرقون الاخضر واليابس من اجل البقاء واليمن شاهد حي على اجرامهم وجنونهم الوحشي لابادة هذا البلد بمن فيه. وهذه الرؤية الدموية تخدم مصالح الولايات المتحدة الاميركية التي استغلت جنون العظمة لدى قادة السعودية الجدد كما استغلت من قبل صدام ودفعته الى المهلكة الحتمية.

غير ان اميركا التي تلهث وراء توقيع اتفاقية نوويةمع ايران وان كانت تتظاهر من موقع المكابرة والمزايدة للحفاظ على هيبتها الا انها في النهاية ستضطر القبول بمسلمات القرار الايراني المستقل الذي لايسمح المس بثوابته وحقوقه النووية المشروعة، تلجأ بين فينة واخرى لسرد اتهامات جوفاء ومكررة ضد ايران لتهدئة خواطر بعض دول مجلس التعاون المرتهنة لمخاوفها الزائفة والناتجة عن مخيلتها المريضة للتشبث ببقائها على الكرسي لفترة اطول.

غير ان الرئيس الاميركي اوباما حاول عبر تصريحاته الرخيصة للـ"الشرق الاوسط" وقناة العربية توجيه المزيد من الاتهامات الواهية المكررة ضد ايران عسى ان يخفف من وطأة موقفه الاخير في قمة كامب ديفيد الذي عولت عليه دول مجلس التعاون بالتوقيع على "معاهدة دفاعية"، الا انه اضطر في نفس الوقت ان يصارحها بان "المواجهة الدائمة ليست هدفا ولاتهميش ايران هو الهدف" وهذا ما يفسر نفسه بان اميركا وصلت الى قناعة تامة بانه لا الحظر ولا الضغوط ادت مفعولها بل على العكس اضرت باميركا ومصالحها وهي اليوم تتحرك لالغائها لا لسواد عيون الايرانيين بل لما تقتضيه مصالحها وهذا ما اشارت اليه صحيفة نيويورك تايمز بالامس عندما اعترفت بان: "اكثر نجاحات الايرانيين تحققت في ظل الحظر".

اتهامات اوباما الاخيرة لايران حول الارهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة تكذبه الوقائع على الارض فمن لا يدري في هذه المعمورة والمنطقة خاصة من يغذي الارهاب ويزعزع الاستقرار في سوريا والعراق ولبنان؟ ومن يدعم المجموعات الارهابية التكفيرية جهارا نهارا وعبر الذيول في المنطقة؟ ومن لا يدري ان ايران هي من تقود محور محاربة الارهاب في دول المنطقة وباعتراف المسؤولين فيها. فعلام يضخك الرئيس الاميركي على نفسه او على الدول السائرة في فلكه ام على الشعوب التي باتت تستقرئ الاحداث قبل وقوعها وهي تعلم علم اليقين ان اميركا هي ام الارهاب وصانعته.