kayhan.ir

رمز الخبر: 18939
تأريخ النشر : 2015May08 - 21:49

وطاطأت الرؤوس لارادة اليمنيين..

مهدي منصوري

كانت الرياض وبدفع من واشنطن وتبعتها ذيول العملاء من مشايخ الخليج الفارسي كل اولئك كانوا يعتقدون ان اعلان الحرب على الشعب اليمني نزهة قد تستغرق ساعات و ينتهي الامر ليعلنوا انتصارهم من اجل ان يذهبوا الى تنفيذ السيناريو الذي عشعش في اذهانهم و هو الاجهاز على بقية الدول لكي يتحقق الهدف الذي كان يراود واشنطن و التي اعلنت عنه من قبل هيلاري كلينتون بتحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يقوم على تقسيم المنطقة الى دويلات صغيره و ضعيفه بحيث يمكن لها التصرف بشؤون ومصير ابنائها من خلال القهر والقوه.

لكن الواقع على الارض كشف مالم يكن في حسبان العدوانيين القتلة لانهم صبوا حمم نيران قنابلهم المتنوعه والمختلفه وحتى المحرمة منها دوليا على رؤوس ابناء اليمن العزل ، وتدمير ماشاء لهم ان يدمروا، ولكن خلال قرابة اربعين يوما من العدوان وجدوا انفسهم انهم لم يتمكنوا ان يوجدوا شرخا في صلابة ووحدة و قدرة ومقاومة الشعب اليمني بل العكس هو الصحيح ، اذ نجد ان ابناء اليمن الاحرار ورغم كل المعاناة وحالة الحصار الظالم التي لاتطاق مع فقر الامكانات التي لديهم تمكنوا ان يضعوا الرياض وواشنطن ومن تحالف معهما في زاوية ضيقة وحرجة خاصة عندما تمكنوا ان يصدوا هجوما للجيش السعودي الذي لاذ بالفرار وترك ساحة المعركة ومافيها من معدات عسكرية للثورا وبصورة مخزية اذ تمكن ابناء اليمن الاحرار ان يحتلوا القاعدة العسكرية ويستولوا على كل ماتحويه القاعدة من اسلحة ومعدات بالاضافة الى اسقاطهم لطائرة الاباجي المروحية الاميركية المتطورة مع اسر العديد من الجنود السعوديين والمرتزقة من بلدان اخرى، مما لم يدخل هذا الامر في مخيلتهم يوما ما ولم يتوقعون ذلك، بحيث وجدوا انفسهم وفي حال استمرار عدوانهم الغاشم فان المدن السعودية المجاورة للحدود اليمنية ستسقط الواحدة بعد الاخرى بيد ابناء الثورة اليمنية مما يشكل انكسارا كبيرا وفشلا ذريعا للرياض ومن تحالف معها، وبنفس الوقت يبرز ان ابناء الثورة اليمنية الذين صمدوا في ساحات الوغى رغم وابل القنابل والصواريخ قد سجلوا انتصارا كبيرا على الغطرسة السعودية الاميركية الصهيونية ولذلك فلم يكن امام هذا الصمود سوى ان يطأطا هؤلاء العتاة المجرمين رؤوسهم وينحنوا امام صخرة الصمود اليمني الثورية وبصورة مخزية ومذلة، وقد بدا ذلك واضحا للعيان من خلال اعلان وزير الخارجية السعودي ونظيره الاميركي وفي مؤتمر صحفي مشترك باستعداد الرياض لاعلان هدنة لمدة خمسة ايام بزعم كاذب وخادع وهو ايصال المساعدات للشعب اليمني ، مما يتراءى لمن سمع هذا التصريح ان الشعب اليمني كان ينتظر منهم ذلك.

وان الشعب اليمني لايمكن ان يثق بمثل هذه الخزعبلات والترهات التي تنطلق من على لسان الذين قتلوا ابناءهم ودمروا بلدهم وبصورة وحشية والتي فاقت وحشية الكيان الصهيوني ، وذلك من خلال تجربة لم تدم طويلا لليمنيين وهو عندما اعلنت الرياض بوقف عاصفة "الحزم" الى اعادة الامل وجدوا ان الثانية ذات الاسم البراق كانت اشد وطأة من سابقتها .

وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه نجد ان الماكنة الاعلامية والسياسية السعودية واليمنية المأجورة والمدفوعة الثمن مقدما تورد التصريحات التي ترفض ان يكون للحوثيين أي دور في الحوارات القادمة ، الا اننا نجد وبعد تصريح وزير الخارجية الانف الذكر انهم جاؤا صاغرين اذلاء ليعترفوا بابناء الثورة ويطالبون منهم ان لايخرقوا اتفاق الهدنة ان حصل ، وهذا الاعتراف وحده يكسب الحوثيين موقفا اشد صلابة من موقف الصمود بوجه العدوان، الا وهو انهم سيفرضون شروطهم ومن أهمها ان لايكون لعبد ربه هادي الهارب وكل الذين باعوا ضمائرهم وتركوا بلدهم واعطوا الضوء الاخضر للسعودية من ان تنال من ابناء جلدتهم وبهذه الوحشية، مما يمكن القول انهم اصبحوا شركاء في اراقة الدماء وازهاق الارواح وتدمير معالم البلد، ودخلوا في دائرة الخيانة العظمى، مما يفرض هذا الامر عدم مشاركتهم في أي حوار او دورمستقبلي في البلاد بل ينبغي احالتهم الى القضاء اليمني العادل ليقتص منهم جراء خيانتهم لوطنهم وابناء شعبهم.

وفي نهاية المطاف لابد لنا من ان نحيي روح الصمود الرائعة لابناء اليمن الغيارى على وطنهم، لانهم تمكنوا ومن خلال هذا الصمود الرائع ان يمرغوا انف الرياض وواشنطن وكل الذيول في التراب وان يلقنونهم درسا بليغا بأن ليس ان لايرتكبوا بل ان يفكروا في ارتكاب أي حماقة مع أي دولة كانت مستقبلا.