آل سعود يتخبطون في وحل الهزائم
بعد ان تيقن النظام السعودي المتهور والطائش انه لم يحقق أيا من اهدافه المعلنة لاعادة اليمن الى الخيمة السعودية رغم شراسة عدوانه الجوي وبربريته الفظيعة في استهداف البشر والحجر في هذا البلد والذي دخل اسبوعه الخامس اضطر ليزج نفسه في مغامرة ثانية لكن هذه المرة عن طريق البحر في الهجوم على عدن عبر عشرات القطع البحرية عسى ان يوجد له موطئ قدم يضعها في خانة انجازاته البائسة لكن تصدي جيش اليمن واللجان الثورية افشل هذا الهجوم المباغت والكبير وانزل به افدح الخسائر اضافة الى سيطرة انصار الله على احدى القطع البحرية السعودية بتجهيزاتها الكاملة واسر طاقمها. وبناء على التقارير الواردة من اليمن ان هذا الهجوم البحري هو الثاني من نوعه خلال الايام الماضية على اليمن.
ان هذه الهزيمة المنكرة على تخوم عدن البحرية ستزلزل اركان النظام السعودي الذي بات يترنح في وحل الهزائم الواحدة تلو الاخرى ولم يتعظ من مغامراته المتوالية.
يبدو ان النظام السعودي الذي فقد الامل بتحقيق أي انجاز على الارض عبر الاعتماد على القاعدة والقوى التكفيرية وانصار منصور هادي، اضطر ان يزج بنفسه مباشرة في المعركة عسى ان يغير من موازين القوى على الارض وبالتالي ينقذ طابوره الخامس في اليمن. المهدد بالانهيار لانه بات هو الاخر مكشوفا امام العالم وعليه ان يعمل المستحيل لانقاذ مصداقيته وسمعته ليتخلص من ورطته القاتلة وهو يلعن نفسه يوميا الف مرة لما قام به من مغامرة محسومة النتائج سلفا لكن مكابرته وصلفه وماهيته المتوحشة وعطشه لسفك الدماء خاصة قتل البراعم من اطفال اليمن الذين تجاوزوا الخمسمائة طفل لحد الآن وكأنه يقتدي بغريمه الكيان الصهيوني قاتل الاطفال في غزة، قد يمنعه من وقف العدوان لانه سينقل المعركة الى الداخل بالتاكيد وهذا ما شهدنا بعض شظاياها تتطاير في الداخل من خلال عاصفة التغييرات التي اطاحت بالذين تحفظوا او عارضوا العدوان على اليمن طبعا ليس حبا به بقدر ما كانوا يخشون تداعياته على انهيار المملكة التي باتت في مهب الريح اليوم.
ان المشهد اليمني المأساوي والكارثي بكل ابعاده واستمرار العدوان السعودي المتوحش بات يحاصر الضمير العالمي ويحاكمه على صمته المريب ويضع المؤسسات الدولية الانسانية منها والحقوقية تحت طائلة عشرات التساؤل ويطعن في مصداقيتها وجدية عملها وكذلك شرعية وجودها. ان الازمة الانسانية واخطارها الكارثية باتت تتفاقم اليوم في اليمن فان لم يوضع حد للعدوان السعودي ومغامراته الطائشة فان المنطقة قد تتدحرج لانزلاق خطير لم يعرف مداه الا الله سبحانه وتعالى ويتحمل الجميع مسؤولية ذلك وبالدرجة الاولى.
الدول الداعمة والمتحالفة مع النظام السعودي الذي يقود هذا العدوان الجائر والسافر لتدمير شعب وبلد باكمله كعقاب له لانه يريد ان يعيش مستقلا حرا سيد نفسه وقراره ولايسمح للاخرين التدخل في شؤونه الداخلية. لكن على كل هذه الاطراف المتحالفة مع العدوان والشيطان ان تعي جيدا انها ومهما غالت في سفك الدم في اليمني فانها لن تجني سوى العار والخذلان والهزيمة وهذا ما وصل اليه جميع الغزاة والطغاة عبر التاريخ، لان الشعوب هي من تصنع التاريخ وترسم حق تقرير المصير لنفسها.