kayhan.ir

رمز الخبر: 18742
تأريخ النشر : 2015May04 - 21:55

عدوى العنصرية من واشنطن الى تل ابيب!!

مهدي منصوري

الاحتجاجات التي تجتاح بعض المدن الاميركية اليوم بسبب السلوك العنصري المشين للشرطة الاميركية تجاه السود هناك اخذت مداها الكبير خاصة وان المعالجات التي تتم لا تشكل حلا لهذه المشكلة بل تزيدها تعقيدا خاصة باستخدام اساليب القمع والقهر من قبل القوات الامنية الاميركية بحيث تجعل من ردود فعل السود يكون عكسيا ومما خلق حالة من القلق والارباك لدى الادارة الاميركية.

والملاحظ ان هذه العدوى العنصرية لم تبق حبيسة في الولايات المتحدة بل عبرت الحدود بحيث وصلت وبالامس القريب وخلال اليومين الماضيين الى تل ابيب وبصورة لم يكن يتوقعها احد اذ خرج اليهود الاثيوبيين بتظاهرة كبيرة احتجاجا على الاسلوب العنصري من قبل البيض ضدهم ومن خلال قتل عددا منهم على يد الشرطة الاسرائيلية وقد اخذت هذه التظاهرات والاحتجاجات مداها في القدس المحتلة مما حدا بحكومة نتنياهو الى اصدار الامر بمعالجتها عسكريا وذلك من خلال المواجهات التي جرت بين الشرطة الصهيونية التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي من اجل اخماد هذه الثورة الداخلية اليهودية اليهودية والتي راح ضحيتها العديد من المتظاهرين .

وقد علقت بعض الاوساط الاعلامية على ما يجري في القدس المحتلة ان الربيع العربي قد ارتد وأصبح بين عشية وضحاها يهوديا أي ان الكيان الصهيوني الذي كان له يد الطولى في اثارة حالة القلق والارباك في البلدان العربية من اجل ان يضمن امنة واستقراره فانه اليوم لم يسلم من ذلك وان النيران قد اخذت تتناوشه ليس من الخارج بل من الداخل.

ومن هنا فان الكيان الصهيوني الغاصب للقدس يعيش اليوم في ظل نارين مشتعلتين احداهما الاحداث التي تطورت الى حد المواجهة مع القوات الامنية من قبل اليهود الاثيوبيين الذين يرون انفسهم قد مورست بحقهم حالة من التبعيض بحيث اصبحوا من الدرجة الثانية. والاخرى هي المواجهات اليومية التي تجري على الارض الفلسطينية وفي مختلف مناطق فلسطين بين الشباب الفلسطيني الرافض لوجود الاحتلال وقوات الشرطة الصهيونية والتي اصبحت كابوسا يضيق انفاس الصهاينة وهو ما عبرت عنه اوساط عسكرية وسياسية صهيونية بالامس القريب.

اذن فان التحذيرات التي كانت تنطلق من بعض الخبراء والسياسيين الصهاينة من انطلاق انتفاضة ثالثة قد اخذت تبدو في الافق وبصورة جلية وواضحة. ولذلك فعلى الشعب الفلسطيني ان يستغل الظرف الصعب الذي يعيشه نتنياهو وحكومته اليوم من خلال توسيع المواجهات مع هذا الكيان الغاصب ليتلقى درسا بليغا قد يجعله ان يكف او يوقف جرائمه التي لا تعد ولا تحصى.