زوال آل سعود قدر سماوي
بعد ان احست المملكة بانكفائها التام عن القضايا الاقليمية وهزيمتها في اكثر من موقع في المنطقة جراء سياساتها الحمقاء والفاشلة اصبحت تبحث عن مخرج لاستعادة دورها الاقليمي الضائع فما كان منها وبعد استشارة وضوء اخضر اميركي الا ان ترتكب حماقة اكبر في شن العدوان على اليمن بهدف ارجاع هذا البلد الى بيت الطاعة السعودي واثبات وجود لكن ذلك انعكس سلبا عليها واولها كان من داخل العائلة المالكة حيث كان الاميران مقرن ولي العهد ومتعب رئيس الحرس الوطني وغيرهم من الجيل الثاني متحفظين على قرار الحرب ليس حبا باليمن بقدر ما كان خوفا على انهيار المملكة نتيجة لانزلاقها في مستنقع اليمن الذي لم يخرج احد منه سالما على مر التاريخ. وما كان مفاجئا ايضا في قرار الحرب ان هؤلاء الامراء ومعهم سعود الفيصل لم يعلموا بذلك حتى لحظة وقوعه ما شكل لهم صدمة على انهم خارج القرار وهو كان ايذان بالرحيل.
ومن المستبعد جدا ان يكون الملك سلمان الذي يعاني من حالات صحية خاصة هو صاحب قرارات الاقصاء لاهم رموز النظام السعودي كالامير مقرن وسعود الفيصل خاصة وان اعفاء الاول هو خروج واضح على وصية الملك المؤسس عبدالعزيز بعدم تسليم السلطة الى الجيل الاخر مع وجود احد الابناء على قيد الحياة وهذه اول سابقة تسجل في النظام السعودي ينتقص من حيثية الملك المؤسس فيما اقترف الملك سلمان الاخطر منها بتعيين ابنه محمد سلمان الذي يفتقد لابسط مقومات الرجل السياسي والعسكري وليا لولي العهد.
الملك سلمان الذي كان يحمل في نفسه هاجس خطر الامير متعب ووجود قوات الحرس الوطني في الرياض استبق قرارات الاعضاء بقرار ابعاد الحرس الوطني الى الحدود مع اليمن في حين يعلم الجميع ان هذه القوة ووفقا لتدريباتها منوط بها حماية العرش من الاخطار وليس حدود المملكة والاكثر استغرابا انه لم يكن هناك ما يدعو لمثل هذا القرار في وقت لم يلح في الافق عن قيام السعودية باية حرب برية او حتى التفكير بها لانها خاسرة مسبقا، وفقا لتجاربها الماضية مع انصار الله التي كانت يومها سلطتهم محدودة بمحافظة صعدة وكيف بهم اليوم وهم يسيطرون على معظم المدن اليمنية ومعهم الجيش اليمني.
يبدو ان الملك سلمان ومن ورائه من يمسك بمقاليد المملكة كواشنطن وبعض الامراء المقربين منها جدا بدأوا يتحسسون بالتداعيات الخطيرة والمستقبلية لعدوانهم على اليمن وانكشاف حقيقتهم واجرامهم غير المحدود فكان لابد منهم ان يلملموا اولا قرار العائلة الحاكمة ويوحوا للعالم بانه نظام موحد ومتماسك يمكن الاعتماد عليه خاصة بعد ظهور الخلافات داخل العائلة المالكة الى العلن وخشيتهم من امتداداتها.
اما الامر الاخر والذي كان لافتا في قرارات الا عفاء والتعيين هو انتخاب عادل الجبير سفير المملكة في واشنطن خلفا لسعود الفيصل في قيادة الجهاز الدبلوماسي وهو ما يحدث لاول مرة في تاريخ المملكة حيث تسلم حقيبة الخارجية لشخص من خارج العائلة المالكة مما يستدعي التأمل في هذا القرار وملامسة الاصابع الاميركية في كل ما جرى في هذه التغييرات المفاجئة التي استفاق عليها شعب الجزيرة العربية بالامس. ولا ننسى ان عادل الجبير "الدبلوماسي الاعلامي" الذي اعلن انطلاقة العدوان "عاصفة الحزم" عى اليمن ومن واشنطن بالذات والذي يقال عنه بانه كان منسقا لهذه الحرب مع الاميركان قبل شهرين من وقوعها يثير الكثير من التساؤلات.
فالسؤال المطروح هل ان حقيبة الخارجية هي مكافأة مشتركة من واشنطن والرياض له لقربه اولا من الاميركان الذين ربوه في احضانهم لهذه المهمة وثانيا لقربه من الملك سلمان الذي كان يزوده بالتقارير مباشرة دون المرور على سعود الفيصل.
وعلى اية حال فالمملكة المتورطة اليوم في الرمال اليمنية المتحركة والحارقة لم تستطع انقاذ نفسها من الهلاك القادم والحتمي حتى وان اصدرت آلاف القرارات في الاعفاء والتعيين ودفعت عشرات الرشاوي لقواتها المسلحة والامنية لحفظ تماسكها، فان قدرها رسم في السماء قبل الارض لشدة ما قامت به من جرائم ومجازر وحشية ضد الشعب اليمني المسالم والاعزل وتدمير ما يمتلكه من امكانات متواضعة.