تداعيات العدوان السعودي والهذيان الاماراتي
مهدی منصوري
الظاهر ان العدوان السعودي على اليمن قد فتح شهية وزير خارجية الامارات ليتحدث بما يحلو له، او ان رائحة الدم والدخان التي ترتفع من خلال الصواريخ السعودية والاماراتية وغيرها التي تستهدف المدنيين الابرياء في اليمن قد اراحت اعصاب الوزير بحيث انه اخذ يحلم بالنصر والذي هو بعيد المنال، مما اخذ يرسل الاتهامات غير المسؤولة والدقيقة وعلى عواهنها ضد الجمهورية الاسلامية وبصورة لم يسبق لها مثيل، مما يعكس الحقيقة وهي ان المأزق ا لكبير الذي وقعت فيه دول الخليج الفارسي عندما اوقعت نفسها في ورطة كبيرة لا تستطيع كيف ا لخروج منها خاصة وانها لم تحصل من هذا العدوان الغاشم على ما كانت تتصوره او تريد تحقيقه، بل ان الامر قد اخذ يدخل في حالة تعقيدية كبيرة. لان وكما هو معروف للجميع ان العدوان الجوي ومهما كان حجمه وقدرته لايمكن ان يخضع الشعب المعتدى عليه ليستسلم او يخضع بل تكسبه قدرة كبيرة على المقاومة بل وتدفع به نحو التوجه والتلاحم بحيث يمكن ان يمتص هذا العدوان وهو الحاصل اليوم في اليمن.
ولذلك فان تصريحات وزير خارجية الامارات الاخيرة قد كشفت وبوضوح حالة الهزيمة المنكرة لذلك لم يجد شماعة يمكن ان ينشر عليها هزيمته سوى الهجوم على الجمهورية وسوق الاتهامات الباطلة لها، والا فلو اردنا ان نستعيد التاريخ لوجدنا ان الذي حدث في اليمن سببه هو التدخل الخليجي السلبي من خلال مبادرتهم المشؤومة التي ارادت تقسيم هذا البلد وخلق حالة من التوتر والارباك بالوقوف الى طرف دون آخر. ولايمكن ان نغفل تدخلات الامارات السلبية في احداث المنطقة والتي عمقت الخلافات في البلدان التي كان لها دور كبير فيها وها هي ليبيا اليوم وهي تواجه اشد ازمة في حياتها وها هي مصر لم تذق طعم الاستقرار منذ مجيء العسكر للحكم والذي كان لاموال الامارات السهم الاكبر في ذلك.
لذلك ينبغي ان يوجه الاتهام لسياسته الخاطئة والتي اوجدت الفوضى في البلدان الانفة الذكر لا ان يرفع عقيرته وصوته ليتهم ايران التي سعت وتسعى وفي كل المحافل الدولية من اجل اقرار وتوفير السلام والاستقرار في المنطقة من خلال رفضها القاطع للتدخل السلبي من قبل الدول في شؤون البلدان الاخرى خاصة الاجنبية منها، والسؤال المهم وفيما اذا كانت الامارات تعمل على استقرار المنطقة لما ارسلت طائراتها لضرب المدنيين العزل من ابناء الشعب اليمني بذريعة محاربة الحوثيين وكأنهم مجموعة صغيرة تقطن مساحة صغيرة من هذا البلد بحيث تستطيع القضاء عليها. كذلك وكما قيل فان الذي بيته من زجاج لا ينبغي له ان يرمي الاخرين بحجر لانهم يعرفون كيف ان يعيدوا هذا الحجر الى دائرته لتكسر الزجاج على رؤوسهم قبل غيرهم.
ولذلك فعلى الامارات ان تعرف حجمها اولا وقدرتها ثانيا ومن تم يمكنها ان تتكلم او تتحدث، وان كانت قد الجأت ظهرها للاجانب ان يدافعوا عنها فانها قد وقعت في حالة من الاشتباه الكبير لان واشنطن وكما عرف عنها لا تدافع سوى عن مصالحها ولا علاقة لها بالدول وتجربة تونس ومصر وغيرها من الدول ما ثلة للعيان.
وقد ثبت للجميع ان العدوان السعودي الخليجي قد وصل اليوم الى طريق مسدود خاصة رفض باكستان من الدخول في هذه المهزلة والتي كانت القاصمة للتحالف المشؤوم وجاءت بعدها تركيا ومن ثم السودان ومصر مما جعلهم وحيدين في الميدان لذلك اخذت تصدر التهديدات من مسؤولي الامارات لهذه الدول وبصورة مخجلة ومخزية لغرض الضغط عليها لاعادة نظرها في الموضوع، وقد علقت اوساط اعلامية ان تهديدات الوزير الاماراتي لباكستان قد يتمثل بدفع طالبان للقيام بعمليات ارهابية واقلاق الوضع الداخلي الباكستاني .
وفي نهاية المطاف لابد من التاكيد ان العدوان الاثم على الشعب اليمني ستكون له تبعات كبيرة وارتدادات خطيرة على المنطقة قد لاتحمد عقباها خاصة على دول مجلس التعاون، لذلك فان القلق الذي ينتاب الامارات اليوم من هذه التداعيات، لايمكن ان يخففه او يزيله توجيه الاتهامات الكاذبة والمزيفة لطهران والتي يدرك وزير خارجية الامارات جيدا انها عارية عن الصحة ولا واقع لها على الارض. بل الذي يرفعها هو الرجوع الى لغة العقل والمنطق وهو ايقاف العدوان اولا والرجوع الى لغة الحوار بين الاطراف اليمنية وحدها وهي القادرة على حل مشكلتها وبغير ذلك فان عليهم ان يستعدوا للمجهول الخطير.