الانتصار اليمني على التحالف العبري
مهدي منصوري
وقع التحالف العبري على اليمن في نفس الاخطاء التي وقع في اسياده من قبل سواء كان الاميركان او الصهاينة لانهم وعندما يخططون لشن عدوان اجرامي على بلد ما فانهم كانوا يعتقدون انهم سيحققون اهدافهم وخلال ساعات من هذا العدوان بناء على معلومات ومعطيات خاطئة وغير واقعية ولكن دائما تأتي النتائج عكس مايتصورون.
والذي يحدث اليوم في اليمن هو نفس السيناريو اذ دخل على عدوان الحاقدين اسبوعه الثاني ولم يستطيعوا ان يحققوا أي هدف كان وضعوه في مخيلتهم لانهم اعتمدوا اسلوبا لا انسانيا ولا اخلاقيا ترفضه جميع الشرائع والقوانين الانسانية والدولية، او اعتمدوا على شن الضربات الجوية لتستهدف الابرياء من النساء والاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، وكذلك تدمير الدور على رؤوسهم وكأنه يتراءى من يتابع هذا الامر ان العدوان لم يكن وكما اعلن عنه بانه على الحوثيين بل هو عدوان على كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم.
وعندما يتم قراءة العدوان الغاشم والاجرامي نجد ان الحوثيين الذين كانوا الهدف الاساس من هذا العدوان كما يدعون لازالوا يمسكون بزمام الامور ولم ينل هذا العدوان من عزيمتهم او يفت في عضدهم، بل وفي الواقع قد وجدوا تلاحما وتعاطفا كبيرا من قبل الشعب ا ليمني بصورة لم تكن متوقعة مما يؤكد فشل المشروع العبري الاميركي الصهيوني بكل تفاصيله.
وبنفس الوقت يشكل انتصارا لإرادة هذا الشعب الذي وقف صامدا وصلبا ومنذ اكثر من ثلاث سنوات على تحقيق اهداف ثورته السلمية بتحقيق الحياة الديمقراطية والحرة التي لا تكون تابعة او مؤتمره باوامر من خارج البلاد.
وقد اكد هذا الانتصار للشعب اليمني بقيادة الحوثيين المطالبات التي اخذت تنطلق من هنا وهناك بان يكف العبريون عن استمرار هجومهم الذي لم يحصد سوى الدمار والقتل، وكذلك فان التظاهرات العارمة الشعبية والمنددة بالعدوان التي خرجت في جميع انحاء العالم والتي طالبت بان تكون لغة الحوار هي الحاكمة في هذا الامر. وقد سجل صمود اليمنيين والتمسك بوحدة ارضهم وشعبهم مثالا رائعا امام كل شعوب العالم وارسل رسالة قوية الى كل المتآمرين والحاقدين الذين يسعون وبكل جهودهم لتقسيم هذا البلد وتمزيق وحدته تنفيذا للمشروع الاميركي الصهيوني الذي يريد اضعاف الدول لكي تفتح الآفاق لهم نحو الهيمنة والسيطرة والتي مفادها ان حلول مشاكل البلدان لايمكن ان تأتي من الخارج او بأسلوب القهر والقمع والقتل، بل ينبغي ان تخرج من رحم هذه الشعوب التي تعرف كيف تدير شؤونها بنفسها من خلال التعايش الأخوي والسلمي. وان أي تدخل خارجي في شؤون الدول والشعوب فانه سيكون اداة لتمزيقها.
اذن فان على السعودية التي قادت هذا العدوان والتي بيضت فيه وجه العدو الصهيوني رغم كل قساوته، سوف لن تحصد من هذا العدوان سوى الذل والهوان والخسران وان الايام القادمة ستثبت ذلك وعندها لا ينفع الندم.