تفجيرات صنعاء وقتلونا ركعاً وسجداً !
* المفكر السعودي الشيخ حسن بن فرحان المالكي
كان شطر بيت من شعر لعمرو بن سالم الخزاعي يخبر عن فعل كفار قريش في مسلمي خزاعة؛ هذا الفعل من كفار قريش - والذي كان سبب غزو النبي صلوات الله عليه وآله لكفار قريش وفتح مكة - أصبح اليوم من دين غلاة المسلمين وأفراحهم الكبرى.
فعل قريش بخزاعة وقتلهم ركعاً وسجداً حصل مرة واحدة فقط؛ وندموا؛ وأرسلوا زعيمهم أبا سفيان لمعالجة الأمر؛ لكن الغلاة اليوم صارت لهم سنة؛ وبفرحة!
الغلاة صار قتل الناس ركعاً وسجداً (فعل كفار قريش) صار عندهم من أفضل ما أمر الله به؛ كذباً على الله (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً)؛ فالغلاة أسوأ فعلاً من كفار قريش؛ يتدينون بهذا؛ مصرون على فعله؛ يفعلونه باستمرار؛ ومن سنوات؛ في العراق وسوريا واليمن وباكستان.. الخ؛ والجمهور يصفق!
لم يجد كفار قريش جمهوراً من القبائل المجاورة؛ بل تخلوا عن قريش؛ وتركوا نصرتهم استبشاعاً لهذه الجريمة؛ لكن الغلاة يزداد جمهورهم مع كل جريمة؛ تفجيرات صنعاء اليوم تذكرنا بأهمية أمور سبق أن كررناها؛ مثل:
إيقاف التحريض.
وإيقاف القنوات المحرضة والمبتهجة بهذه الجرائم.
ونقد التراث الخ
كما يجب على دول مجلس التعاون - وخاصة من فيها قنوات محرضة - أن توقف هذا التحريض على الدماء والطائفية بأساليب ملتوية معروفة؛ ومنع الغلاة؛ وبما أن هذه التفجيرات تسيء إلينا كخليجيين عامة وكسعوديين خاصة؛ لكثرة المبتهجين بها في وسائل التواصل؛ فيجب على السلطات الخليجية إدانتها بقوة؛ لابد أن تقود الحكومات الخليجية حملة إعلامية وفكرية تصحيحية تستهدف إدانة هذه الجرائم حتى يعلم هؤلاء الغلاة أن بهجتهم بهذه الجرائم خط أحمر.
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن؛ لا يكفي أن ندين نحن ككتاب وباحثين هذه الجرائم - على قلة من يجرؤ على هذا - يجب على السلطات فعل شيء؛ وأناشد الملك سلمان خاصة أن يوجه بهذه الحملات الإعلامية محلياً ضد السقف العالي من الغلو (قتل المسلمين ركعاً وسجداً).
أنا كمسلم أولاً؛ وكمواطن سعودي ثانياً؛ أشعر بالخجل عندما أرى هذا الابتهاج الكبير من الغلاة عبر وسائل التواصل وبعض القنوات؛ ليس هذا التوحش مخيفا لي شخصياً؛ وإنما مخيف على المستوى الوطني والإنساني.
لابد من العمل على استعادة العقل والضمير؛ فالغلاة يفتكون فيهما؛ أنا على يقين بأن أغلبية الشعب السعودي والشعوب الخليجية ضد هذه الجرائم؛ إنما الغلاة لهم نشاط مجنون في تسويق البهجة بها؛ ولابد من وقفة حازمة؛ وعلى أكثرية العقلاء - من السعوديين والخليجيين - ألا يخدعهم أقلية الغلاة ويشتتوهم في مسائل هنا وهناك؛ لابد من إدانة هذه الجرائم بوضوح شديد.
لا يخدعونكم الغلاة ويحشرونكم في الدخول في الفتن والخصومات الفكرية؛ ولا بالدخول في تحليلات سياسية لا تنتهي؛ قولوا للغلاة المشتتين:
نحن قد أدنا كل سفك للدماء في هذه الأرض؛ طولاً وعرضاً؛ ومن جميع الأطراف؛ لكن جرائمكم نوعية عالية من الجريمة؛ لها أولوية.