هزيمتان مدويتان بامتياز!!
للمرة الثانية وخلال عقد واحد تمنى الولايات المتحدة الاميركية بهزيمة مدوية اخرى الاولى كانت في حرب تموز المجيدة حيث هزم مشروعها المسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير حيث دثرته المقاومة الاسلامية اللبنانية وبنت فوق اطلاله مشروع الشعوب المقاومة الذي يؤتي اليوم اكله ساحة بعد ساحة. لكن هذه المرة على ايدي الشعبين المقاومين العراقي والسوري وهذه تباشيره باتت تلوح في الافق من خلال التصريحات التراجعية للمسؤولين الاميركيين التي جاءت عقب الضربات المهلكة التي تلقتها داعش صنيعتها في المنطقة خاصة في الساحة العراقية للحيلولة دون المزيد من الفضائح والتداعيات الخطيرة املا بتخفيف الخسائر والاضرار الناجمة عن هذه الهزيمة التي باتت تطوي فصولها النهائية.
وربما لم تشهد الولايات المتحدة الاميركية طوال حياتها سنوات عجاف كالتي تشهدها اليوم حيث الفضائح والهزائم تلاحقها في كل مكان وكذلك الاحراج الذي ينخر جسدها اضافة الى ان التخبط والارباك بسبب تبنيها لداعش باتا سمتان لا تنفصلان عنها وهذا ما يثقل كاهلا بشدة وهي في حيرة في امرها. واليوم فان الولايات متيقنة من ان نهاية داعش في العراق اصبحت من الماضي وما هي الا مسألة وقت حتى يعلن دفنها لذلك وفي خطوة استباقية ومفضوحة بادرت الادارة الاميركية وقبل ان تعرى هزيمتها الكاملة على الارض السورية الى مد يدها للمسؤولين السوريين بذريعة انهاء الحرب في هذا البلد.
وان كانت هذه الخطوة متاخرة جدا وتأتي بعد اربع سنوات من التدمير والذبح المتعمد في سوريا على ايدي سماسره التامر والموت الدوليين والاقليميين لكن لايمكن تجاهلها مع انه لم نكن نحسن الظن بها لانها لم تنطلق من دواعي انسانية بل فرضتها ظروف الميدان السوري وصمودها السياسي الذي فوت الفرصة تماما على هذه الاطراف التي لم تترك فرصة او جريمة مهما كانت مهولة للوقيعة بسوريا وشعبها بهدف تدمير دولتها واسقاط نظامها ورئيسها المقاوم الذي اصبح شوكة في عيونهم.
ويالها من مهزلة سخيفة ان يخرج علينا بالامس "جون برتيان" مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لـ "سي ايه أي"وبعد اربع سنوات من الاصرار على الدمار واسقاط النظام السوري بالقول بان بلاده "لا تريد انهيار الحكومة السورية" لان من شأن هذا الامر "ان يخلى الساحة للجماعات المتطرفة كداعش"!!
وبعد اقل من 24 ساعة على تصريح جون برتيان بادر جون كيري وزير الخارجية الاميركي بتصريح يحاكي الموقف ويقر بان على بلاده التحدث مع الرئيس الاسد لانهاء الحرب في سوريا.
الموقف الاميركي التراجعي بامتياز امام سوريا لم يأت من فراع، بل هو حصيلة الصمود السياسي في دمشق والعسكري في الميدان الذي قلب موازين القوى واحرق المشروع الاميركي المتمثل هذه المرة في داعش الارهابي الذي يقاتل بالنيابة.