kayhan.ir

رمز الخبر: 16505
تأريخ النشر : 2015March10 - 21:33

اليمن لن تكون محمية سعودية

تقويض الثورة اليمنية ومحاولة افشالها هدف خليجي وبالاحرى سعودي بحت، ولذا جاءت المبادرة الخليجية بعد ان وصلت الثورة الى حافة الانتصار. ومن هنا فان ما نراه اليوم من تدخل خليجي سلبي في اليمن وبصورة مفضوحة والوقوف الى جانب طرف دون آخر يعكس ان هناك مخطط لهذا البلد يريد وضع البلد في منعطف خطير بحيث لايرى الاستقرار وان تبقى روح التنازع والتقاتل بين ابناء البلد الواحد.

ومن متابعة الاحداث الجارية اليوم في اليمن والتي تمثلت بالانقلاب الذي قام به الرئيس المستقيل هادي وبأمر من اسياده بعد ان نقض الاتفاق مع ابناء الثورة من خلال اعلان استقالته وحكومته والذي جاء بمباركة خليجية واميركية من اجل ان لا يحقق الشعب طموحاته في الحفاظ على سيادة بلاده واستقلالها.

ولما تمكن الثوار من الاسراع في سد الفراغ السياسي الذي خلفته مؤامرة استقالة هادي وحكومته والامساك بزمام الامور من خلال الدعوة لتشكيل مجلس رئاسي مؤقت تناط اليه ادارة شؤون البلد من اجل ان لا يقع في الفوضى السياسية والامنية. لم يرق هذا الامر لبعض الدول الخليجية خاصة السعودية لذلك تبنت وبصورة فاضحة لنظريتها التي رسمتها لهذا البلد وهو التقسيم وذلك من خلال تهريب هادي من صنعاء الى عدن وقد تم توقيتها بع بعد مجئ المبعوث الدولي بن عمر من السعودية مباشرة مما يعكس ان هناك مخطط اجرامي قد اعد في الرياض لاجهاض الثورة مرة اخرى.

وقد حذر الحوثيون من مغبة هذا التصرف واعتبروه تدخل سافر في الشأن اليمني الداخلي ومحاولة فرض ارادة خارجية على الارادة اليمينة، ولذلك فانها رفضت وبشكل قاطع الاعتراف بحكومة هادي في عدن خاصة وانه لم يعد رئيسا شرعيا لهذا البلد بعد ان قدم استقالته طوعا.

ولما كان هادي ومنذ اللحظة الاولى مرتهنا للقرار السعودي والذي لا يستطيع الانفكاك منه، لذلك فانه اعلن من مبادرة لعقد اجتماع مااطلق عليه المصالحة الوطنية واختار ان يكون خارج اليمن وان تكون الرياض عاصمة اسياده مقرا لها ليتاح له فرض ارادتهم على ابناء الشعب اليمني.

الا ان ابناء الثورة والحركات السياسية الوطنية اليمنية قد ردت بقوة على هذا المقترح برفضها للحضور ليس فقط في الرياض بل في أي عاصمة اخرى ودعت ان يكون هذا الحوار على الارض اليمنية لانها شأن يمني خالص ويهم اليمنيين قبل غيرهم، وقالت هذه الاوساط السياسية ان الحوار ينبغي ان يكون يمنيا بحتا من دون تدخل أي دولة سواء كانت خليجية او غيرها.

ولذا لابد من الاشارة الى ان سبب الرفض اليمني هذا جاء لكي لا تسلب ارادة ابناء الشعب اليمني ولكي يبقى اليمن بلدا مستقلا ولن يقبلوا ان يكون خاضعا لارادات وامنيات الاخرين الذين يفكرون بمصالحهم قبل مصالح الشعب اليمني.

اذن فان اليمن وبما يمكله من اراضي واسعة يمكن ان يسع ابناء الشعب الواحد على بقعته وان يتداولوا بينهم الحوار الحر والشفاف حول كيف يبنون مستقبلهم السياسي والاقتصادي لان كما قيل "اهل مكة أدرى بشعابها"ومن دون أي مظلة تغلق عليهم الانفس والاجواء. ولكي لايرتكبوا الخطأ الذي وقعت به بعض القيادات السياسية في بعض البلدان الاخرى كالليبيين الذين اصبحوا رهينة لارادات الاخرين ولازالت بلدهم تعيش حالة من الاحتراب الداخلي.

فلذلك فان أي يمني وطني مخلص لبلده لايمكن ان يرضى لنفسه ان يقع في ما وقع فيه الاخرون من اخطاء فرضت عليهم من الخارج.