إخوان ليبيا بين السيسي والسبسي
ميلاد عمر المزوغي
عندما اسقط الشعب المصري حكم الإخوان الذي لم يستمر أكثر من سنة,شعر إخوان ليبيا بدنو اجلهم,وبدأ العد العكسي لحياتهم السياسية,كانوا يتمنون بقاء مرسي في السلطة,حولوا له الأموال الطائلة من خزينة الشعب الليبي الذي هو في أمس الحاجة إليها,قضى السيسي على أحلامهم فلم تعد وردية بل أصبح السيسي كابوسا يتمنون زواله في أي لحظة وعلى استعداد لدفع أي ثمن لذلك.عندما بعث رئيس الحكومة الليبية آنذاك مهنئا السيسي بالفوز صب الإخوان عليه جام غضبهم وناصبوه العداء ومنذ ذلك التاريخ سعوا إلى إقالته بكل السبل فكان لهم ذلك في عملية هزلية.
إخوان تونس لم يفلحوا في الحفاظ على مركزهم,وقفوا إلى جانب رئيس كان دمية يلهون بها على مدى حكمهم مواقفه كانت تنم عن سوء التصرف واللا مسؤولية,سقط تشريعيا ورئاسيا,فكان عليه أن يغادر والى غير رجعه القصر الرئاسي الذي ما كان له ليدخله لولا النهضة التي قضت به مصالحها,اسقط الجمهور التونسي ثالوث الشر الذي حكم البلاد عقب الثورة البنفسجية,أصبحت تونس ملاذا للإرهابيين ومقرا لتفريخ الإرهاب واكبر مصدّر للإرهابيين إلى سوريا والعراق.
استولى إخوان ليبيا على السلاح وأموال الدولة ولم يعد أمامهم إلا السيطرة على مقاليد الأمور ويحققوا الثلاثية الذهبية,السلطة والثروة والسلاح,فمن يظفر بهن لن يخذل أبدا,فلا قيمة للإنسان وان حرية الرأي والتعبير مجرد شعارات ترفع عند الضرورة,فالعالم اكبر همه استمرار تدفق النفط.
إخوان ليبيا يعتبرون جد محظوظين لأنهم الورقة الأخيرة”المتبقية” التي يلوح الغرب باستعمالها, يسعون جاهدين إلى إيجاد موطئ قدم لهم في العملية السياسية رغم خسرانهم الانتخابات,والحديث عن حكومة وحدة وطنية والمشاركة في الحكم إلى أن يتم صياغة الدستور الذي طال انتظاره وكان السبب الرئيس الظاهر لإسقاط النظام,أربع سنوات من العنف المستمر ولا يزال المواطن يتلمس طريقه المحفوف بالألغام حيث لم تعد الأشواك مؤذية,ربيع ليبيا أزهر قنابل محرمة دولية وصواريخ غراد وكافة أدوات القتل,السريع منها والبطيء,ربما يكون للمواطن حرية اختيار الأداة التي تنهي حياته,أو تجعله مقعدا ليشاهد بأم عينه,الخير والنماء والأمان وحرية الرأي والتعبير والديمقراطية التي كان يفتقدها,انه ولا شك شعب جد محظوظ بفعل إخوانه الذين لم يقصروا تجاهه,وعلى الذين فروا إلى دول الجوار العودة إلى ارض الوطن حيث ديمقراطية الإخوان الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الشعب وأبوا إلا الاستمرار في السلطة وتحمل مسؤولياتهم تجاه شعبهم, ويؤكدون بان نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة مشكوك فيها وأنهم أكثر قربا إلى الشعب من سواهم وأدرى بمصالحه.
يبقى القول بان إخواننا محاصرون بين السيسي والسبسي وهما من ألد أعداء الاخوانجية,حيث ذاق الشعبين الشقيقين أصنافا من العذاب لكنها لا ترتقي إلى مستوى عذابات الشعب الليبي التي لا تزال مستمرة,الأمل الوحيد للإخوان هو أن تفرض الأمم المتحدة شروطها على مجلس النواب للقبول بهم شركاء في الحكم وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم مجبرين على الرضوخ لإرادة الشعب أو الرجوع من حيث أتوا, حيث أسيادهم الذين خططوا لتدمير البلد, مكتفين بما نهبوه من أموال لا تحصى ولا تعد,ولا اعتقد أن المؤسسات الحقوقية الدولية قادرة على محاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم, ويكون الإخوان حينها قد كتبوا تاريخهم الأسود,مداده دماء آلاف البشر.هنيئا للشعبين التونسي والمصري بتحررهم السريع من ربقة الإخوان,وليدع لنا هؤلاء بالتحرر من العبودية الجديدة "حكم الاخوان” وهي اعتى أنواع الديكتاتورية.