kayhan.ir

رمز الخبر: 12131
تأريخ النشر : 2014December23 - 21:45

“اسرائيل “ تواجه ازمة انقسامات وخلافات داخلية

سركيس ابو زيد

اسرائيل القلقة على أمنها الداخلي والخارجي لا تتوانى لحظة ممثلة برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في اتخاذ قرارات صعبة، كإقالة وزير المالية يائير لبيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني من الحكومة لانتقادهما سياسية نتنياهو، حيث يرفض وجود معارضين له في حكومته.

وبهذه الخطوة يرسل نتنياهو رسالة إلى الحكومة الأمريكية بإنه غير خاضع لإملاءات أحد، وليس لكم من تستندون إليه في الحكومة الاسرائيلة بعد اليوم.

على الرغم من أنه عقد اجتماعاً في الحكومة مع خصمه لبيد، لكنه عرض عليه شروطاً تعجيزية رفضها، فسارع نتنياهو لإصدار بيان يبين رفض لبيد لكل محاولات التسوية معه، في المقابل رد عليه لبيد بأن نتنياهو اجتمع معه لإذلاله لا لمحاولة حل نقاط الخلاف. وشن هجوماً على نتنياهو "الذي قرر أن يجر إسرائيل إلى انتخابات لا لزوم لها بعد أن أتمّ صفقة مع الحرديم”. وشدد على أن لا مبرر لانتخابات باكرة، "لكن لنتنياهو مصالح سياسية ضيقة”.

هذا على الصعيد الداخلي لأسرائيل، أما على الصعيد الخارجي فمع تزايد القلق من المشروع النووي الإيراني، نشأ نوع من التوافق بين دول خليجية وإسرائيل للضغط على اميركا والدول الاوربية، لممارسة مزيد من الضغوط على إيران. ولأن هذا التحالف يقدم خدمة لإسرائيل فهو كفيل بتقليص الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية. يدفعها في ذلك خطر "داعش”. ما زاد من شهية القيادات اليمينية في اسرائيل لتأكيد أن مشكلات العرب الداخلية هي الأكثر أساسية بين مشكلات المنطقة وليست المسألة الفلسطينية.

"اسرائيل " تواجه ازمة انقسامات وخلافات داخلية

أزمة انقسامات داخلية في "اسرائيل”

عسكرياً، يأتي تعيين غادي أيزنكوت رئيساً لأركان الجيش الاسرائيلي الذي سيباشر مهامه ابتداء من شباط القادم في ظل تحديات كبيرة سيواجهها حسب المحللين الاسرائيليين، أهمها تغيير عقيدة الجيش القتالية باتجاه عقيدة أكثر هجومية، بالاضافة إلى انه سيكون عليه إيجاد طريق لقمع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية والعمليات الفردية من دون إشعال انتفاضة مسلحة. مع تطوير طرق ووسائل قتال جديدة وفعالة هجومية ودفاعية والمحافظة على "الذراع الاستراتيجية الطويلة” للجيش الاسرائيلي.

اشتعال الجبهة الشمالية

هذه الخطوة تأتي بموازاة اشتعال الجبهة الشمالية لإسرائيل والتي زادت بسبب الازمة السورية، فمعركة جبل الشيخ الأخيرة بين "الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية” ومسلحي "النصرة” أدت دورا في تحريض كبار الضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي على الاعتراض على دعم إسرائيل لـ”النصرة”، ووصل الأمر بعدد من الجنود والضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي، معظمهم خاض معارك غزة الأخيرة ضدّ المقاومة الفلسطينية ضمن ألوية النخبة، إلى التهديد بالدخول إلى القنيطرة وقتال "النصرة”.

فمرحلة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة السياسية الاسرائيلية والتحضير لانتخابات داخلية، استغلها نتنياهو لمصلحته بعدما وجد في التقارب الامريكي – الايراني خطراً مباشراً على مصالح بلاده، ووجد الظروف مؤاتية للمشاغبة امنياً وربما عسكرياً لتعزيز شعبيته مستغلاً تراجع قدرة الضبط الاميركي، والساحة السورية مناسبة لذلك حيث استهدف الطيران الإسرائيلي منطقتين في كل من الديماس شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان، وعلى تخوم مطار دمشق في جنوب شرقي العاصمة، وأن "لا خسائر بشرية” نتيجة القصف. هذا ما أعلنته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

بينما ذكرت مصادر أجنبية أن الهجوم استهدف مستودعا لصواريخ متقدمة من طراز إس - 300 كانت في طريقها من سوريا إلى حزب لله في لبنان.

وأكدت القناة العاشرة الإسرائيلية أن الضربات في الساحة السورية تأتي في سياق الخطوط الحمراء المعلنة، و”الجهة التي قامت بتنفيذ هذه الضربات عرفت جيداً ما تضرب وأين تضرب”.

وتعد هذه الضربة الإسرائيلية خامس ضربات تنفذها الطائرات الإسرائيلية لمنشآت ومراكز عسكرية سورية، منذ بدء الأزمة في 15 آذار 2011. وتأتي الضربات الجوية الإسرائيلية امتداداً للسياسة العملانية التي تعتمدها منذ نحو سنتين إزاء الساحة السورية وترميم صورة قوة الردع التي تضررت في أعقاب رد حزب لله على محاولة إسرائيل فرض معادلة جديدة تستهدف إطلاق يدها على الساحة اللبنانية. بينما أكدت مصادر ديبلوماسية عربية أن الضربة الاسرائيلية داخل سوريا لن تغير في قواعد الاشتباك القائمة، وإن إسرائيل تقصّدَت عدم تأكيد أو نفي الضربة لاستبعاد احتمالات الرد عليها.

اسرائيل اليوم تعيش حالة من التردد والحيرة : فهي تواجه ازمة انقسامات وخلافات داخلية تحاول الهروب منها الى توتير الأجواء مع لبنان وسوريا ، كما تواجه ازمة خارجية نتيجة تنامي قدرات حزب الله ونفوذ ايران في المنطقة وهي في وضع غير قادرة فيه على تغيير موازين القوى. من جهة تستعرض إسرائيل قوتها عبر التهديدات والضربات الجوية ، ومن جهة أخرى تشعر بعمق ازمتها الوجودية ومصيرها امام عجزها في مواجهة قوى المقاومة والممانعة. تظهر إسرائيل انها قوية مقارنة مع النظام الرسمي العربي الذي يتهاوى، بينما هي ضعيفة نتيجة ازماتها الداخلية وفشلها في تعطيل إرادة الصمود والتحرير.