السعودية و امعانها في تركيع المسلمين
قد لايستغرب المرء من الدور السلبي الذي تعتمده عائلة آل سعود حاليا في سياستها النفطية المشبوهة والتي ادت إلى هبوط اسعار النفط بشكل يضر باقتصاديات شعوب المنطقة والمسلمين لحساب دول أخرى، اذا ما نظر إلى تاريخ هذه العائلة المنغمسة في الخيانة والتآمر والفساد لأن بقاءها على الكرسي رهن بالاستمرار في هذه السجل المخزي واذا ارادت يوما ان تتخلى عن هذا الدور فتعلم انها توقع على سجل وفاتها.
ونشأت هذه العائلة واستيلائها على الجزيرة العربية كان بتنسيق قام مع بريطانيا العجوز الاستعمار القذر والقديم في منطقتنا و ان وثيقة بيع فلسطين التي وقعها المك عبد العزيز بن سعود الوزير المفوض البريطاني برسي كوكس سند تاريخي دامغ لايمكن انكاره وهذا السند سيبقى وصمة عار ابدية في تاريخ هذه العائلة التي استمرت في مواقفها الخيانية المعروفه للجميع تجاه كل قضية تحرر وخاصة فلسطين والمقاومة الاسلامية في لبنان خدمة للاسياد الاميركيين والبريطانيين الذين تعهدوا لهم بحفظ الكرسي مقابل ادائهم الدور الخياني وضرب وحدة المسلمين.
وللعلم والتاريخ ان الاميركان وقعوا اتفاقية سرية عام 1973 م مع النظام السعودي كان اهم بنودها ان يتعهد الاميركان بحفظ سلطة هذه العائلة ازاء اخضاع السياسية النفظية السعودية للاميركان وهذا مانشهد تطبيقه بحذافيره حيث لا خيار لعائلة آل سعود في هذا المجال وبات البلد وسائر دول مجلس التعاون هي من تتضرر أولا من جراء هبوط أسعار النفط واذا ما استمر هذا الوضع فان ايرادات هذه الدول ستهبط إلى 220 ميليار دولارا في العام القادم وفقا للتقارير الاقتصادية الدولية. وهذا ما يؤكد ان هذه الدول لاحول لها ولاقوة انما تنفذ ما يملى عليها من قبل واشنطن التي هي الاخرى اغرقت السوق النفطية ايذانا بمعاقبة ايران وروسيا والدول الأخرى التي لاتخضع لارادتها.
اذن لم يبق هناك مجال للشك بأن تراجع أسعار النفط مؤامرة سياسية بامتياز تشارك فيها دول المنطقة وعلى رأسها السعودية بتصور خاطئ وأرعن بأنها ستضغط على الاطراف الاخرى وتدفعها إلى التنازل لأنها لم تعد تمتلك ورقة للضغط سوى التلاعب باسعار النفط الذي سيترك تداعياته على الجميع خدمة للاسياد الذين لايستطيعون الخروج على طاعتهم وبهذا يكون الموضوع قد خرج عن اطاره الاقتصادي وأخذ طابعا آخر لذلك يجب التعامل معه بجدية وحسم ووقف المتأمرين عند حدهم لأن هذا الاستهداف يضر أولا بمصالح المسلمين وشعوب المنطقة وهذا لا يمكن السكوت عليه.
لقد ثبت على أرض الواقع ومن خلال التجارب والممارسات ان النظام السعودي على خطى سيده الاميركي الذي لايلتزم بالعادة بأي عهد او وثيقة لذلك لايمكن الاعتماد عليه وفي كل مرة تحاول فيه طهران ترويض هذا النظام واقناعه بالعمل على حفظ مصالح المسلمين وشعوب المنطقة وابعاد القوة التدخلية العالمية الظالمة عنها، سرعان ما يخرج هذا النظام عن طوره ويفجر الموقف من جديد وما يؤكد هذا المنحى حاليا هو التعامل العدائي في الاوبك تجاه الطهران في وقت هناك اتصالات دبلوماسية جارية بين البلدين لرأب الصدع.
ولتعلم الرياض هذه الحقيقة التي تحاول عبثا ان تسقطها من ذهنها بأنها اليوم قي دائرة الغضب والكراهية الشديدتين من قبل المسلمين وشعوب المنطقه بعد اميركا والكيان الصهيوني لما تؤديه من دور خياني ولا مسؤول تجاه المسلمين ومصالحهم ومنها شعب الجزيرة العربية المغلوب على أمره. لذلك عليها ان تنتظر ردة الفعل القوية والمناسبة تجاه خيانتها.