الرئيس الأسبق للموساد: “إسرائيل” تواجه التحديات الإستراتيجية بعمى وبجمود فكري وسياسي
تل ابيب - وكالات انباء:- حذر الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الاسرائيلي "شفطاي شفيط" من انهيار الكيان الاسرائيلي بفعل السياسات التي يتبعها قادته، وقال: إن "إسرائيل” تواجه التحديات الإستراتيجية بعمى وبجمود فكري وسياسي، بشكل لا يدفع الى الاطمئنان على مصير مشروع الدولة برمته.
ونقلت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية عن "شفيط" الذي يعد من أشهر رؤساء "الموساد": "كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلقًا بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو" .
وواصل "شفيط" طرح أسئلته الصعبة: "كيف حدث أن أوروبا التي تمثل السوق الكبرى لنا تغلق أبوابها أمامنا وتوشكك على فرض عقوبات علينا"، مستهجنًا من رهانات تل أبيب على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين .
وقال أنه بفعل السياسات الإسرائيلية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أن الدعاية والدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون إنجازات كبيرة ومهمة.
ونوه "شفيط" إلى أن "إسرائيل” تخسر مواطن تأييدها في الاكاديميات الغربية، سيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأمريكيين، الذين باتوا غير مستعدين للدفاع عن السياسات الإسرائيلية الرسمية .
وأشار الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الاسرائيلي الى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على "إسرائيل” واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها. واعتبر أن حرب غزة الأخيرة تدلل على أن "إسرائيل” مصابة بعمى استراتيجي، مشيرًا إلى أن "إسرائيل” استخدمت كل قوتها العسكرية في هذه المواجهة غير المتناسبة مما قلص من قوة ردعها .
وشدد على أن الجدل المحتدم في "إسرائيل” يدلل على تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني "التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا" - على حد تعبيره . مضيفاً: أن أكثر ما يدلل على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني حقيقة أن مزيدًا من الإسرائيليين يتهافتون للحصول على جواز السفر الأجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين .
وأوضح "شفيط" أن ما يفاقم الشعور بالقلق لديه حقيقة أن التيار الديني الصهيوني، الذي بات يهيمن على الكثير من دوائر صنع القرار، معني باندلاع حرب دينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، محذرًا من أن سلوك هذا التيار سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد "إسرائيل” .
واكد على أن المخرج الوحيد الذين يضمن بقاء المشروع الصهيوني هو التعاطي بإيجابية مع المبادرة السعودية، مشددًا على ضرورة فتح قنوات اتصال سرية مع مصر والسعودية لإنهاء الصراع بناءً على ما جاء في المبادرة . مشككا في نوايا وقدرة "نتنياهو" على الاقدام على مثل هذه الخطوة بسبب وقوعه تحت تأثير التيار الديني الصهيوني.