تل ابيب تحتمي بالرياض
مهدي منصوري
قد لانصدق لو طرق سمعنا ان هناك تعاونا أمنيا وثيقا بين الرياض وتل أبيب وذلك بسبب بعد الشقة بين هذين البلدين اولا وخاصة ان السعودية تعتبر اليوم وكما يشاع او يتصور انها المحامية والمدافعة عن الاسلام مما يجعل مثل هذ1 الموضوع صعب التصور والتصديق.
ولكنها الحقيقة التي مازالت خافية عن الكثيرين والتي افصح عنها مسؤول صهيوني أمني واستخباري كبير من خلال مانقلته عنه صحيفة "هاارتس" العبرية وهو مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق عوزي اراد الذي أكد للصحيفة ذلك بالقول " ان التعاون الذي يربط تل ابيب بالرياض اكثر مما يعلن ويشمل التعاون الامني". وقد جاء تصريحه هذا ايضا خلال كلمة القاها في "مؤتمر الطاقة 2015 الذي نظمته مجلة (اسرائيل دينفس) العبرية بتل ابيب .
واللافت في الامر والذي يثير الاستغراب هو التعليل الذي اورده اراد من سبب هذا التعاون بالقول " ان السعودية لاعب هام جدا في ساحة الطاقة العالمية اضافة الى انها تمثل سدا في وجه ايران وطموحاتها في المنطقة".
وكما قيل " اذا عرف السبب بطل العجب " فان تصريح اراد هذا وبهذا التفصيل قد يزيل كل حالات الاستغراب التي ترتسم على وجوه الذين يسمعون عن التعاون الامني بين الرياض وتل ابيب.
والسؤال المهم هنا هل يمكن ان يصدق ان دولة تدعي انها اسلامية تضع يدها بيد اشد الناس عداوة للذين امنوا وهم اليهود من اجل تحقيق اهداف هذه الدولة المعادية لدولة اسلامية صديقة وجارة؟ ولكن التصور يحكي عن شيء والواقع يعكس صورة اخرى.
ان الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني وعلى مدى ستة عقود ونيف وهو الشعب المسلم والذي من المفروض ان تدافع عنه الرياض والذي وصل به الحد الى ان يعيش اتعس حالات الحياة من الاضطهاد والقتل والتهدير والاسر وغيرها من الممارسات اللاانسانية والتي وصلت الى محاربته حتى في قوت يومه من خلال الحصار الظالم ليس فقط لايسمح بل لايمكن ان يخطر على بال احد ان امكانية التعاون او التودد الى مثل هذا النظام الظالم، ولكن الرياض قد ضربت كل المقاييس الانسانية والاخلاقية عرض الحائط وفتحت ذراعيها مرحبة ومهللة بالتعاون مع الصهاينة.
والذي لابد من الاشارة اليه وهم المهم في الموضوع وهو مااشار اليه اراد من سبب هذا التقارب السعودي الصهيوني هو ان تكون الرياض هي الحامية الاساسية للامن الاسرائيلي والسد المنيع من وصول الاذي اليها وكما يدعي القادم من ايران الاسلام.
ولكن غاب عن ذهن الصهيوني اراد ان جرائم حكومته وجيشه وعصابات الهاغانا وغيرها من المنظمات الصهيونية الحاقدة والعنصرية ضد ابناء الشعب الفلسطيني لاتدع مجالا لان يتمتع الصهاينة بالامن والاستقرار لان ردود الافعال التي تسببها هذه الجرائم لايمكن لاي دولة ان تقف بوجهها او تمنعها لانه حق طبيعي للمظلوم ان ينتقم من ظالمه ولو بعد حين . اذن فان السعودية وفيما اذا ارادت ان تكون شريك هذا الظالم من خلال التنسيق الامني المقيت فلابد ان تنتظر نفس المصير .
والشعب الفلسطيني الذي ال على نفسه ان يحقق الانتصار على العدو الصهيوني من خلال مقاومته الباسلة والتي يعلم المجرم اراد ومن لف لفه من عصاباته الاجرامية كيف لقنتهم المقاومة درسا قاسيا لازالت تداعياته وارتداداته الاهتزازية تعصف بكيانه وفي جميع المجالات من السياسية الى العسكرية والاجتماعية بحيث لايمكن لا للرياض ولا غيرها من تمنع هذا التداعي والانهيار.
واخيرا فان الرياض اليوم تعيش وضعا امنيا ماساويا بحيث اخذ منها مأخذه ولاتستطيع ان تدفعه عنها كيف بها اذن ان تحقق الامن للكيان الغاصب ؟.