kayhan.ir

رمز الخبر: 11348
تأريخ النشر : 2014December05 - 21:27

فيرغسون حاضرة في كل مكان!!

لم يمض على حادثة فيرغسون سوى ايام حتى انفجرت قنبلة عنصرية آخرى في نيويورك اذ آجهز ضابط اميركي على سجين آسود وقضى عليه خنقا، مما اثار هذا الموضوع حفيظه الشعب الاميركي وبصورة غير مترقبة بحيث امتلأت شوارع نيويورك بالمطالبين بالعدالة والسلام رافعين شعارات تندد بالاسلوب العنصري الذي تمارسه الشرطة الاميركية ضد الذين من الاصول الافريقية وبصورة وحشية وغير انسانية ولا تستند الى قانون بل الى قانون البربرية وسياسة الغابة.

وقد ردد المتظاهرون في نيويورك نفس الشعار الذي رفعه المتظاهرون في فيرغسون وهو "لاعدالة ولاسلام" وبنفس الوقت رفعوا لافتات كتب عليها "فيرغسون موجودة في كل مكان" مطالبين بايقاف وحشية الشرطة وجرائم القتل بحق السود.

وتعكس هذه الصورة حالة مأساوية وعنصرية بحتة يعيشها ذووا اللون الاسود في اميركا وقد عبرت بعض الاوساط الاعلامية الاميركية ان الحالة قد خرجت من حالة الغضب بل ان حالة الاحباط وخيبة الامل من اساليب الشرطة ليس فقط في نيويورك بل في مختلف الولايات الاميركية بحيث طرحت هذا السؤال المهم كم رجلا اسود يجب ان يموت قبل ان وضع حل لهذا الواقع المأساوي؟!.

ومن الطبيعي جدا ان الذي حدث في فيرغسون ونيويورك وقد تحدث غدا في ولاية اخرى قد يدفع بآهالي الضحايا وكل المتعاطفين معهم من الاستمرار في التظاهر، وقد اعلن القيادي بحقوق الانسان المدنية ال شاربتون انهم سيتحركون ويطالبون الحكومة الفيدرالية بالتحرك، واشار الى انهم بعد اسبوعين ينظمون تظاهرة مركزية غاضبة في واشنطن العاصمة، مؤكدا "حان الوقت لتظاهرة مركزية على المستوى الوطني تواكب الازمة"، ومن الطبيعي ولابد من الاشارة اليه ان قضية غارنر ضحية نيويورك او فيرغسون وضعها في القضايا العامة بل انها تتعلق بحقوق الانسان والعيش بحياة امنة وكريمة من دون ان يتعرض للتعسف والقهر او القتل من دون سبب يذكر.

ومن الواضح والذي يمكن الاشارة اليه ان اجرام الشرطة الاميركية لم يكن جديدا او حديث عهد خاصة الاسلوب العنصري المقيت الذي تتعامل به وان ما ظهر في الوقت الحاضر لم يكن سوى غيض من فيض. ولذلك فانه وضع حكومة اوباما امام موقف صعب ومحرج خاصة وان واشنطن تدعي وترفع لافتة الدفاع عن حقوق الانسان في العالم. الا ان الانسان لديها مضطهد لا سبب يذكر سوى ان لونه اسود. وهل توجد في العالم عنصرية اكبر من هذه العنصرية المقيتة؟.

واللافت في الامر ان التصعيد الذي سيتم من قبل ناشطي حقوق الانسان وذلك من خلال اعلان الغضب الجماهيري ضد السياسة العنصرية للشرطة الاميركية في العاصمة واشنطن فانه وفي الدرجة الاولى سيلقي بظلاله على السياسة الداخلية الاميركية وبنفس الوقت ستلقى هذه التظاهرات التاييد التام من كل القوى المعارضة والمخالفة للسياسة الاميركية في العالم بحيث ستنطلق الاصوات منددة بهذه السياسة وغيرها من السياسيات التي مارستها واشنطن في بلدان العالم والذي راح ضحيتها الالاف من الابرياء تحت ذرائع واهية لا ترقى الى الواقع بشيء. وقد تكون نهايتها هي اجراء المحاكمة العلنية والدولية لواشنطن على اخطائها المتكررة والقاتلة ضد الشعوب.

ومن الطبيعي جدا ان لم يؤخد على يد القتلة من الشرطة الاميركية ومعاقبتهم على جرائمهم اللاانسانية فان فيرغسون ستكون حاضرة في كل ولاية ومدينة اميركية وان هذا المسلسل الاجرامي لن يتوقف مما يهدد امن وسلام الافراد ويضع علامة استفهام كبيرة عن غياب العدالة في واشنطن.