لتكن كربلاء المقدسة خطا احمر!!
مهدي منصوري
المتابع لادبيات وبيانات القاعدة و وليدها "داعش" كانت تركز على كربلاء المقدسة، وقد حدد المجرم الارهابي القاتل البغدادي وفي احدى بياناته ان لا يقر لهم قرار ولن يهدأ لهم بال ان لم يهدموا مراقد الائمة الاطهار وخاصة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة التي عبر عنها بأقذع العبارات التي لايمكن ان نذكرها هنا.
اذن فان هدف داعش واضح ومعلن لا لبس فيه ولا غموض، وبناء على ذلك فان الداعشيين يبذلون اقصى ما لديهم من طاقات وجهود من اجل الوصول الى هذا الهدف، ولامانع لديهم ان يلبسوا قناع التشيع كأحدى الوسائل التي يمكن ان توصلهم وتجعل لهم موطأ قدم لتحقيق ماربهم الاجرامية.
وواضح جدا انه وفي كل من محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف لا توجد حواضن للارهاب والارهابيين، ولكن يمكن القول ان الاعمال الارهابية الفاشية التي طالت أهالي الفلوجة والانبار والتي دفعت بهم الى اللجوء الى أماكن امنة وقد كانت كربلاء المقدسة سباقة في فتح ابوابها لهؤلاء النازحين قد تكون احدى الخطط التي عمد اليها الداعشيون لان يتغلغلوا بين النازحين لايجاد موطأ قدم لهم في كل من المدينتين المقدستين.
ومن الملاحظ ان هاتين المدينتين وقبل احداث الفلوجة تعيش حالة من الامن النسبي حيث لم نشهد خروقات امنية داخل المدينة بحيث اصبحت من المدن الامنة، ولكن وبعد النزوح وجدنا ان تهديدا مباشر أخذ يطالهما وحدثت الكثير من الخروقات الامنية، والتي كانت ينبغي ان تدق ناقوس الخطر عند الجهات الامنية سواء كانت في المحافظة اوالاتحادية من اجل يضعوا في حساباتهم الحواضن الجديدة، لاسيما في محافظتي الحلة والناصرية عندما تمكنت القوات الامنية هناك من القاء القبض على عدد من الدواعش الذين استغلوا النازحين واندسوا بينهم. مما يتطلب ان يكون هذا الامر كذلك مدعاة لمزيد من الحيطة والحذر.
ولذلك فان التفجير الذي طال كربلاء المقدسة وفي منطقة لا تبعد عن الحرم الحسيني سوى عدة كيلومترات وفي هذه الفترة الزمنية الحساسة والتي تستعد فيها المحافظة لاستقبال الملايين من ابناء العراق ومختلف انحاء العالم لاحياء ذكرى عاشوراء قد تعطي رسالتين مهمتين جدا الاولى وهي ان كربلاء المقدسة غير آمنة لان الدواعش الارهابيين تمكنوا ان يخترقوا الحواجز الامنية مما يحقق الهدف الثاني والمهم والذي يعمل عليه الارهابيون وهو ايجاد حالة من الرعب والخوف بحيث لا تقام الشعائر الحسينية وخلال عشرة عاشوراء كما كانت وينبغي لها.
لذا فان المسؤولية اليوم تكون كبيرة ومهمة على القوات الامنية سواء كانت في كربلاء المقدسة أو المحافظات المجاورة، وكذلك الاتحادية من ان تقطع دابر مثل هذه التحركات والقيام بعمليات استباقية للسيطرة على الاوضاع وبصورة ترسل رسائل التطمين للزائرين من ان كربلاء خط احمر ولايمكن لاي ارهابي حاقد ان ينال منها.
وكذلك والذي لابد من الاشارة اليه وقد يحظى بالاهمية بمكان ان تنظيم داعش الارهابي الذي كانت نشاطاته محدودة عندما كانت القوات الامنية العراقية تمسك زمام المبادرة في دحره وطرده من المناطق التي يتواجد فيها.
ومن اللافت والذي لابد من تأكيده نجد ان وبعد تدخل الاميركان المجرمين في هذا المجال قد وجد هذا التنظيم متنفسا بحيث اخذ يتمدد مما يعكس ان واشنطن وبعملياتها الكاذبة والخادعة قد تكون هي التي مهدت الطريق لهؤلاء للوصول الى كربلاء، وخاصة نجد ان الطائرات الاميركية وفي الاونة الاخيرة قد اخذت تستهدف القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي التي تطارد الارهابيين بدلا من مجرمي داعش وهو ما يجب ان يدفع بالحكومة العراقية ان تنظر للامر بالاهمية القصوى وان تعطيه الاولوية في اصدار رسائل التحذير لواشنطن من مغبة هذه الاعمال الاجرامية المقصودة حتى ولو يتطلب الامر الغاء الاتفاقية الامنية والغاء كل تعاون مع هذه القوات، وهو ما ينسجم مع متطلبات ورغبات الشعب العراقي الذي طرد الجنود الاميركان من قبل غير مأسوف عليهم.
ان تمادى الحكومة العراقية وعدم ايقاف القوات الاميركية عند حدها او تحديد مهمتها سيجعل الباب مفتوحا امام وليدها "داعش" ان يأخذ بزمام الامور لكي تحقق الاهداف التي فشلت في تحقيقها ابان الاحتلال.