kayhan.ir

رمز الخبر: 8717
تأريخ النشر : 2014October19 - 21:08

ما بعد الانتفاضة الأوروبية؟

مازن حماد

يبدو أن كرة الثلج الأوروبية بدأت بالتدحرج على رؤوس نتانياهو ووزرائه الذين تتلخص سياستهم بسرقة أكبر قدر ممكن من الأرض الفلسطينية، مهما كلف الأمر من عزل دولي وانتقاد.

لا نذهب إلى حد القول إن هناك صحوة أوروبية للتحرر من الكابوس الإسرائيلي، بعد قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين، وتحديد مجلس العموم البريطاني يوم الاثنين الماضي موعداً للتصويت على الإقرار بتلك الدولة، ذلك أن الصحوة الحقيقية تتطلب عقوبات سياسية واقتصادية وأمنية تصل إلى حد قطع العلاقات. غير أن الظهور المفاجئ لشعار "كفى كذباً” الذي يغزو دوائر القرار في أوروبا، يبرهن أن القارة الأهم في العالم، شعرت بعد عقود من الإجراءات الإسرائيلية القاتلة لعملية السلام، أن الدولة العبرية لا تعبأ بأحد من حلفائها الذين صنعوها، ولا تحترم أحداً من أصدقائها ومانحيها الذين شاهدوها وهي تمد أرجلها على أرض فلسطين من جهة، وتمد لسانها إلى أولئك الحلفاء والأصدقاء والمانحين من جهة أخرى.

ولا بدّ من التذكير بأن القارة الأوروبية أقرت قبل خمس عشرة سنة، حق تقرير المصير للفلسطينيين، وأن بريطانيا والسويد كانتا من الدول الموقعة على هذا القرار. لكن السياسة الإسرائيلية القائمة رسمياً على أساس حل الدولتين من خلال اتفاق سلام متفاوض عليه، أثبتت كذبها الفاضح، في الوقت الذي واصلت فيه قيادة رام الله اتباع سياسة اللاعنف واستمرار التعاون الأمني مع السلطات المحتلة.

نقول إن كرة ثلج أوروبية بدأت بالتدحرج، لكن ذلك لا يكفي بالتأكيد، فثمن هذه الكرة باهظ جداً إذا قورن بعشرين سنة من المفاوضات العبثية مع "إسرائيل"، قادت في الواقع إلى التغطية على استقرار أكثر من ستمائة ألف يهودي في القدس الشرقية والضفة الغربية.. فهل نحن بحاجة، مثلاً، إلى عشرين سنة أخرى، لنرى غضبة أوروبية عرمرمية تسحب الاعتراف من تحت أقدام الإسرائيليين؟ وماذا سيبقى أصلاً بعد الأعوام العشرين القادمة، من أرض يمكن المساومة عليها؟

دعونا لا نفرح كثيراً بكرة الثلج الأوروبية حتى لو وصلت إلى درجة الانتفاضة، لأن بتر أقدام الغزاة الصهاينة من القدس ومستوطناتها في الضفة، يتطلب أكثر بكثير من الانتفاض ومن قرارات الاعتراف، التي لن تعطي النتائج الإيجابية المطلوبة إلا إذا ترافقت بقطع العلاقات وسحب السفراء ووقف الاتفاقيات.

لا نحلم عندما نطالب بذلك، فهذا هو المنهج الوحيد الذي يمكن أن يقنع قادة "إسرائيل" بجدية أوروبا، ومن بعدها الولايات المتحدة نفسها، في إعادة أرض فلسطين.