ظريف: الجميع بات يتفهم أن انجازاتنا النووية لا يمكن تجاهلها وان الموضوع قابل للحل
طهران - كيهان العربي:- انهت المباحثات الثلاثية بين وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي "جون كيري" ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "كاثرين اشتون"، أمس الاربعاء في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك في اليوم الثاني من الجولة الثامنة للمفاوضات النووية الشاملة بين الجمهورية الاسلامية في ايران ودول مجموعة "5+1" من اجل التوصل الى اتفاق نووي شامل، دون الافصاح عن فحوى المباحثات .
وكان وزير الخارجية الدكتور ظريف والمنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "كاترين اشتون" قد بحثا قبل ذلك القضايا الخلافية في المفاوضات النووية بين طهران ودول مجموعة 5"+1" خلال عشاء عمل في مقر البعثة الايرانية في فيينا.
كما تدارسا سير المفاوضات التي تمت خلال هذه المدة وآخر المستجدات بشان المفاوضات التي جرت بين مساعدي وزيري خارجية ايران واميركا ومساعدة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء.
ويتالف الوفد الايراني النووي المفاوض الذي يرافق ظريف من مساعدي وزير الخارجية سيد عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، ومدير عام الدائرة السياسية والامنية الدولية في وزارة الخارجية حميد بعيدي نجاد و بجمان رحيميان، ومحمد اميري وداود محمدنيا.
وقال وزير الخارجية الدكتور ظريف للصحفيين: ان التكنولوجيا النووية للجمهورية الاسلامية في ايران سلمية، وقد تم تطويرها من قبل العلماء الايرانيين، واكد ان الجميع بات يتفهم اليوم ان هذا الانجاز لا يمكن تجاهله ، كما ان موضوع ايران النووي قابل للحل .
واكد وزير الخارجية ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الحلول التي تحمل رؤى جديدة في مجال حل الخلافات، لافتا في الوقت نفسه الى ان هذه العملية ستأخذ وقتا طويلا وتحتاج الى جولات عديدة من المفاوضات .
وجدد تاكيده على ان ذلك لا يعني بأن الاطراف لم تصل حتى الان الى حلول متفق عليها ، كما انه لا يعني ان الوصول الى الحل النهائي غير ممكن، بل الجميع يعتقد ان الخلافات العالقة ، قابلة للحل حيث ان البرنامج النووي الايراني سلمي و يستوجب القبول به ، وان التقنية النووية التي حصلت عليها طهران ايرانية مئة بالمئة، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها او تجاهلها او المطالبة بالغائها . واضاف الدكتور ظريف ان دراسة الحلول والمقترحات المقدمة في هذا الجانب ضرورية ، وقد تداولنا خلال الاجتماع هذه الحلول التي تقدمت بها اطراف المفاوضات ، ورغم عدم وجود راي مشترك حتى الان ، لكن بلوغ ذلك ، ممكن ، شرط ان تتوفر الرغبة السياسية لدى الجميع.
كما قال وزير الخارجية: ان جميع الاطراف يجب ان يتعرفوا على النتيجة التي سيخرج بها الاجتماع الثلاثي ، لتمهيد الارضية المناسبة بغية الحصول على اوجه نظر مشتركة بين اطراف المفاوضات النووية الايرانية جميعا .
واضاف: ان الجمهورية الاسلامية في ايران طلبت عقد اجتماع مع جميع اعضاء مجموعة السداسية اليوم الخميس ، فضلا عن المحادثات مع السيدة "اشتون" والوفد الاميركي ، ما يؤكد توفر الارادة السياسية لدى جميع الاطراف.
واكد الوزير ظريف ان الجمهورية الاسلامية في ايران اعلنت ومنذ البداية حرمة اسلحة الدمار الشامل ، وعدم حاجتها للاسلحة النووية ، نظرا للخطوط العريضة لسياسات الدولة ورأي سماحة قائد الثورة الاسلامية، ومن هذا المنطلق تشعر بفائدة التوصل الى حل . مؤكداً ، انه لا يمكن الاتفاق على أي موضوع بمفرده مادام لم يتم الاتفاق على جميع المواضيع.
وشدد وزير الخارجية ان الجمهورية الاسلامية في ايران لا تحتاج الى السلاح النووي ، و بذلك فإن الاتفاق على حل مشترك من الضروريات التي تشدد عليها طهران .
واعتبر ان الوقت متوفر للوصول الى الاتفاق، واضاف: امامنا فرصة اكثر من 40 يوما ومثلما قلت فقد تم طرح حلول مختلفة من قبل جميع الاطراف حول جميع المواضيع ولكن يكفي فقط ان نصل الى حصيلة حول سبل الحل هذه وان نتعامل معها كمجموعة وحزمة واحدة.
وفي بكين اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "هونغ لي" امس الاربعاء ،عن امله ان تكون المحادثات المقرر انعقادها اليوم الخميس في فيينا بين الجمهورية الاسلامية في ايران ودول مجموعة "5+1" (اميركا، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، المانيا) على مستوى المدراء السياسيين بناءة .
واضاف "هونغ لي"، ان مسيرة المحادثات بخصوص البرنامج النووي الايراني دخلت مرحلتها الرئيسية، وعلى الرغم من ان هناك تحديات تواجه كافة الاطراف المشاركة فيها، الا انه يجب عدم الاستخفاف بالنتائج الحاصلة حتى الان .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، نامل ان تكون اللقاءات بين الوفود المجتمعة بناءة، وتهدف الى حل هذه القضية ، وازالة كافة مظاهر القلق الموجودة .
واشار الى ان الوفد الصيني في المحادثات يتراسه "وانغ كان" مسؤول قسم مراقبة التسلح ونزع السلاح في وزارة الخارجية الصينية .
هذا واجرت وزيرة خارجية ايطاليا "فيدريكا موغيريني" امس الاربعاء اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الدكتور ظريف وهو في فيينا، واطلعت على آخر مستجدات المفاوضات النووية بين الجمهورية الاسلامية في ايران ودول مجموعة "5+1".
وتم تعيين "فدريكا موغريني" وزيرة خارجية ايطاليا وعضوة الحزب الديمقراطي الايطالي بمنصب المنسقة العليا للسياسة الخارجية والشؤون الامنية للاتحاد الاوروبي خلفا لكاثرين اشتون في 30 اب الماضي.
ورغم انتخاب "موغيريني" مسؤولة للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، الا ان الاتحاد الاوروبي قرر الابقاء على "كاثرين اشتون" مسؤولة لمجموعة 5+1 الى نهاية دورة تمديد المفاوضات النووية.