kayhan.ir

رمز الخبر: 8260
تأريخ النشر : 2014October10 - 21:15

انقرة وفقدان بوصلة التوازن!!

مهدي منصوري

تؤكد كل المؤشرات ان تركيا وبعد ان اغلقت الابواب بوجهها نحو اوروبا فانها اتجهت شرقا لعلها ان تجد لها محط قدم لها في هذه المنطقة.

وان يكون لها الدور الريادي والقيادي فيها ولكن وللاسف الشديد وبسبب تذبذب مواقفها وعدم وضوح رؤيتها في كيفية الوصول الى هذا الهدف، قد افقدها صوابها واخذت بوصلتها وبدلا من ان تتجه نحو التوازن في المواقف، الا انها رمت بثقلها ضمن المشروع الاميركي الخطير في المنطقة و اصبحت عاملا اساسيا في تنفيذ هذا المشروع.

ولذلك نجد موقعها لمتطرف من الوضع الجديد في العراق والذي جانب الواقع والحقيقة هناك، بحيث اخذت تقف الى جانب الجماعات الارهابية المتطرفة في هذا البلد، لعلها ان تصل الى هدفها في اسقاط الحكم القائم اليوم وان تكون لها اليد في هذا البلد، من خلال بعض المجموعات السياسية الارهابية، الا ان مشروعها في العراق واجه الفشل بفضل الوعي الذي امتلكه الشعب العراقي بالدرجة الاولى، و المخلصين من السياسين الوطنيين الذين وقفوا وبصلابة امام هذا التدخل السلبي السافر للحكومة التركية في الشأن الداخلي العراقي مما اخذ يقلم اظافرها الواحد بعد الاخر. وبذلك اخذت تفقد اهم رافد اقتصادي في هذا البلد.

اما موقفها من الازمة السورية فانه ومنذ بدايته كان من الوضوح بمكان بحيث لايمكن ان يغطيه او يدفع عنه تصريحات جوفاء تصدر من هذا المسؤول التركي أوذاك. لان تركيا ومنذ بداية الازمة رفعت راية اسقاط النظام السوري وقد فتحت حدودها مشرعة امام الارهابيين لكي يتدفقوا على اراضيها من كل حدب وصوب وفتحت المعسكرات لتدريب هؤلاء الارهابيين تحت اشراف المخابرات الاميركية والسعودية وغيرها واخذت تدفع بهم الى سوريا من اجل تحقيق الهدف المرسوم.

الا ان صمود الشعب السوري ووقوفه الى جانب جيشه وحكومته تمكن وبعد مرور اربع سنوات ونيف ان يسقط هذا المشروع ويضعه في دائرة الفشل، بحيث وجدت واشنطن وحليفاتها ان مصالحهما اصبحت مهددة من الجماعات الارهابية التي صرفت عليهم الاموال الطائلة والجهود الكبيرة ولم تستطع ان تحقق لها أي شيء على الارض بل وفي الواقع انها اخذت تتدهور وتتقهقر وبصورة مذهلة، لذلك بادرت واشنطن ومن خلال فذلكه محاربة داعش الكاذبة ان تجمع عدة دول ولكي لا يسقط مشروعها ويذهب ادراج الرياح ان تدخل وبصورة غير مباشرة ومن خلال الوكلاء لتقوية داعش ولكن بصورة تختلف من سابقائها ولتحقيق الهدف الاساس المرسوم الجماعات الا وهو اسقاط النظام السوري القائم.

لذلك بدأت تظهر يوما بعد آخر تفاصيل هذا المشروع والذي اخذت تنادي به تركيا اليوم الا وهو ايجاد منطقة عازلة على الاراضي السورية لتشكل محط قدم للارهابيين ولتكون نقطة انطلاقهم نحو تنفيذ المشروع الذي قالت عنه المصادر الاميركية انه سيأخذ وقتا طويلا من الزمن قد يمتد الى عشرات السنين لتحقيق الهدف المنشود.

لذلك فان تركيا ومن خلال تصرفاتها الهوجاء هذه ودخولها ضمن هذه المشاريع وبعد ان ادركت عدم جدواها ولايمكن تحقيقها على الارض ستضع نفسها في مواجهة مع شعوب المنطقة قبل حكامها وبذلك فانها حتما ستفقد مصداقيتها عند هذه الشعوب، فضلا من ان الشعب التركي قد ادرك حجم وخطورة تدخل حكومته، لذلك بادر من خلال التظاهرات والاحتجاجات التي اخذت تملأ شوارع العاصمة والمدن الاخرى معلنا استنكاره لهذا التدخل مما يعكس خطأ السياسة التركية القائمة.

ولكن وكما يشاهد ان اردوغان وجوقته في الحكم لا تريد ان تسمع لهذه الأصوات سواء كانت من الخارج او الداخل، وكما هو معلوم ان العصا التي تلوح بها واشنطن وانقرة لفرض هيمنتهما على الشعوب وهي "داعش" قد اخذت تتهشم وتتكسر يوما بعد يوم على يد هذه الشعوب، وبذلك فان يد واشنطن وانقرة ومن تحالف معهما ستفقد هذه العصا الغليظة مما سيعلنون هزيمتهم المنكرة امام العالم اجمع.