kayhan.ir

رمز الخبر: 3817
تأريخ النشر : 2014July15 - 20:20
اميركا والارهاب صنوان.. توأمان لا ينفصلان

النازية والصهيونية والداعشية ادوات السياسة الاميركية لتفتيت اوروبا والشرق

اميركا والارهاب صنوان، توأمان لا ينفصلان، الصهيونية والقاعدة والزمر الارهابية، كلها صنيعة الاستخبارات المركزية الاميركية.

علي عوباني


اميركا تدعم التطرف أينما حل، لا يمكن لاحد أن يتعامى عن حقيقة هذا الامر، تحالفت مع "القاعدة” و”طالبان” بمواجهة الاتحاد السوفياتي السابق في ثمانينات القرن الماضي، دعمت وسلّحت وموّلت نظام صدام الاجرامي في العراق وزمرة "خلق” الارهابية بمواجهة ايران الصاعدة، استخدمت النازيين والفاشيين الجدد الذين حاربتهم في الحرب العالمية الثانية في مشروعها لتقسيم اوروبا وابعادها عن المحور السوفياتي، وها هي تعاود استخدامهم اليوم في تقسيم اوكرانيا، كما استخدمت الصهيونية كقاعدة عسكرية متقدمة لحماية مصالحها في الشرق الاوسط. وها هي تتحالف اليوم مع أكلة الاكباد والصدور و”الارهاب القاعدي” المتمثل بـ”النصرة”و”داعش”، لتقسيم سوريا والعراق واليمن ومصر وغيرها..

*النازية حجر اساس للاستخبارات الاميركية

في ايار من كل عام تحتفل اميركا ومعها حلفاؤها الاوروبيون بيوم النصر على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، لكن هذا "الكرنفال” الاحتفالي لا يخفي حقيقة الامر وهي ان هنالك علاقة سرية تاريخية بين اميركا والنازية، وان بقايا آلة الحرب النازية، كانت حجر الأساس لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـCIA، حيث جندت الولايات المتحدة بعد الحرب آلاف النازيين للعمل في صفوف استخباراتها، ولعل ابرزهم أستاذ التجسس لدى هتلر خلال الحرب النازية الألمانية على الاتحاد السوفييتي اللواء رينهارد غيهلين، الذي كان مكلفا بتحريك العملاء وفرق الموت وجمع المعلومات حول البنية التحتية للسوفييت والجيش الأحمر، والذي استفادت منه اميركا لاحقاً شر استفادة حيث ضمته للعمل مع استخباراتها العسكرية بهدف تأسيس جيش سري معاد للسوفييت يعمل عبر أوروبا الشرقية والبلطيق وداخل الأراضي الروسية. ‏

بقايا الى الحرب النازية شكلت حجر اساس لوكالة الاستخبارات الاميركية

لم تكن المرة الاولى والاخيرة التي تستخدم فيها اميركا النازيين لتحقيق مآربها، فقد عاودت الكرة مجدداً واستخدمتهم للقتال ضد روسيا الى جانب التكفيريين إبان محاولة إنشاء الإمارة الإسلامية في ايتشكيري (حرب الشيشان الثانية 1999-2000).

وفي عام 2007، أسست الاستخبارات المركزية الأميركية "الجبهة المناهضة للامبريالية”، غرب أوكرانيا والمكونة من مجموعات من النازيين، إضافة إلى جهاديين أوكرانيين وروس.

اما اليوم (2014)، فقد شكلت واشنطن جيشاً من المرتزقة في اوكرانيا، جندت فيه النازيين الجدد القادمين من أوروبا الغربية ودعمته بجهاديين يتمتعون مسبقاً بتجربة عسكرية، وعناصر "بلاك ووتر” للقتال ضد الفدراليين، المتهمين بأنهم موالون لروسيا.

*دبلوماسي روسي : واشنطن اوصلت الزمرة الفاشية الى الحكم في كييف

الدبلوماسي الروسي السابق ميتشيسلاف ماتوزوف يؤكد ان الادارة الاميركية تعتمد على القوة الفاشية والنازية في اوكرانيا لتحقيق اهدافها السياسية، ويشير الى ان واشنطن كانت خلف ايصال الزمرة الفاشية الى الحكم في كييف، لافتاً الى ان الاميركيين اسقطوا النظام الشرعي واوصلوا الجناح اليميني الى السلطة.

ماتوزوف : اميركا تعتمد على النازية في اوكرانيا لتحقيق اهدافها

ويوضح ماتوزوف ان الجناح اليميني في اوكرانيا تعود جذوره الى فرقة "اليتشيا” في جيش هتلر التي كانت تكافح الجيش الروسي ايام الحرب العالمية الثانية، وهي موجودة في اوكرانيا الغربية.

وفيما يؤكد ماتوزوف ان الاميركيين يستغلون هؤلاء ويستخدمونهم للتمرد وافتعال المشاكل في ميدان كييف، يلفت الى ان هذه المجموعات هي المسؤولة عن المذابح التي حصلت في الميدان بين رجال البوليس والمتظاهرين واسفرت عن مقتل 100 شخص، مشدداً على ان اطلاق النار حصل من البنايات التي يسيطر عليها اليميني المتطرف اندريه بورودي الذي يرأس اليوم ادارة الرئاسة في كييف.

ويلفت ماتوزوف الى ان هناك معلومات مؤكدة حول وجود المرتزقة الاميركيين من "بلاك ووتر” في اوكرانيا، مستشهداً بما ذكرته مجلة "بيلد” الالمانية نقلاً عن استخبارات بلادها حول وصول 400 عنصر من مرتزقة "بلاك ووتر” الذين كانوا يعملون في العراق الى كييف للاشراف على تدريب الجناح اليميني الخاضع لاوامر اميركية مطلقة.

ويشير ماتوزوف الى ان الامر نفسه ينطبق على العالم العربي، مؤكداً ان اميركا تقف خلف تخريب البلاد العربية في سوريا والعراق ومصر وغيرها من خلال تحالفها مع الارهاب كالـ”القاعدة” وادواتها.

ماتوزوف : اميركا تقف خلف تخريب سوريا والعراق ومصر

وفيما يخلص ماتوزوف الى أن السياسة الاميركية على الصعيد العالمي تعتمد على أكثر قوى متطرفة في الشرق وفي اوروبا وفي اي مكان، يشير الى ان المؤامرة في اوكرانيا هي ضد مصالح الاتحاد الاوروبي وغايتها تخريب اوروبا ومنع دولها من ان تصبح منافساً لواشنطن على الصعيد الدولي، معرباً عن اسفه الشديد لكون القادة الاوروبيين كهولاند وميركل وغيرهما ليس لديهم موقف مستقل عن النفوذ الاميركي، لافتاً الى ان اميركا تحاول من خلال سلاح العقوبات على روسيا تخريب العلاقات الروسية الاوروبية وعلى حساب المصالح الاوروبية.

ويلفت ماتوزوف الى ان الادارة الاميركية تستخدم العناصر المتطرفة والارهابية في كل مكان من العالم، مشيراً الى ان بن لادن وحركة طالبان في افغانستان هما صنيعة الاستخبارات المركزية الاميركية، مؤكداً ايضاً ان الاميركيين يشجعون الصراع المسلح ويحرضون السلطة الاوكرانية ضد شعبها، لافتاً الى ان الجيش الاوكراني يتجنب هذا الصراع لذلك اوجدوا بديلا عنه واستحدثوا الحرس القومي الذي ينفذ الآن الاوامر لمكافحة الشعب.

ويوضح ماتوزوف أن الحرس القومي يتشكل من المجموعات الفاشية والنازية التي اتوا بها من مناطق غرب اوكرانيا وارسلوها الى جنوب البلاد وشرقها لمواجهة الشعب، لافتاً الى ان تلك المجموعات كانت خلف إحراق 201 شخص في بيت النقابة في "اوديسا” وخلف حادثة اطلاق النار في مدينة مريوبل التي أودت بحياة 20 من رجال البوليس الاوكراني الذين رفضوا الانصياع للاوامر بمكافحة الشعب.

ويخلص ماتوزوف الى ان الاميركيين اصطدموا رغم ذلك مع الارادة الشعبية في كل المناطق الجنوبية والشرقية لاوكرانيا، لذلك فهم اليوم غير قادرين على فرض ارادتهم وتحقيق اطماعهم في هذا البلد.