"البنيان المرصوص" بمواجهة "الصخرة الصلبة": المقاومة ضربت وأوجعت
نورس الأسدي
قوى شاخت تحصد خيباتها خيبات.. ومن سوريا تتحقق معادلة:" رابح.. رابح"..الجيش سيستعيد حلب "بماء الذهب".. كل الأخبار انتصارات: حان للشعب أن ينتصرعلى نار المصالحة الشعبية.. طبخة في حرستا ويلدا جاهزةربع نهائي كأس الجمهورية بسوريا لكرة القدم يشهد تأهل الكرامة وحطين1234ثلاثة وعشرون شهيداً وأكثر من 140 مصاباً وتدمير أكثر من 10 منازل واستهداف للمساجد في قطاع غزة، 117 صاروخاً أطلقتها المقاومة الفلسطينية تجاه المستوطنات وأهداف صهيونية مهمة حققت من خلالها مفاجآت لحكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، وجيش العدو يعلن إسقاط 29 صاروخاً منهم، واستهداف 273 موقعاً بمناطق متفرقة من القطاع .
أرقام هي حصيلة عملية "الصخرة الصلبة" التي أعلنتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة بحجة الصواريخ التي أُطلقت عليها من القطاع، ولم تكن تعرف حينها حكومة الاحتلال أن الأمر سيرتد عليها وعلى أمنها الداخلي، وأن المقاومة الفلسطينية ستمطر أكثر المدن التي تظنها "إسرائيل" منيعة على صواريخ المقاومة برشقات من الصواريخ المتطورة التي أرهبت المستوطنين وأدخلت الرعب في قلوبهم، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الغرف المحصنة.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أطلقت بالمقابل عملية أسمتها "البنيان المرصوص"، وقد شملت إطلاق الصواريخ بكثافة على المستوطنات "الإسرائيلية"، الأمر الذي أدى إلى دمار كبير فيها، ناهيك عن إصابة عدد من الجنود والمستوطنين "الإسرائيليين"، ولكن الإعلام "الإسرائيلي" يكابر على نفسه ويعتّم على الأضرار والقتلى والجرحى في صفوفه لعدم خسارة الحرب من اليوم الأول للعدوان على القطاع، وللحفاظ على المعنويات التي أصبحت لاتقوى حتى على الوقوف على الأرض من شدة قوة الانفجارات التي تحدثها صواريخ المقاومة الفلسطينية.
مقابل كل غارة كانت تقوم بها طائرات الاحتلال الحربية على مدن القطاع شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، والتي شاركت فيها البوارج الحربية "الإسرائيلية"، كانت المقاومة الفلسطينية تدك المستوطنات بعشرات الصواريخ.
عملية "الصخرة الصلبة" حملت الكثير من المفاجآت لجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بداية، قامت عناصر الكوماندوز في كتائب عز الدين القسام تنجح بالتسلل لقاعدة زيكيم العسكرية "الإسرائيلية" بغزة، كما تمكنت المقاومة من قتل 7 جنود "إسرائيليين" قرب ساحل عسقلان، الأمر الذي دفع قوات الاحتلال إلى قصف همجي خوفاً من عمليات تسلل أخرى إلى المواقع العسكرية "الإسرائيلية".
وثاني مفاجآت المقاومة تمثلت في قصف أهم 5 مدن ظن الاحتلال أنها بعيدة عن صواريخ المقاومة وهي القدس، تل أبيب، حيفا، الخضيرة، وكفار سابا شمال فلسطين المحتلة، في دليل على تطور صواريخ المقاومة، كما أنها دوّت صفارات الإنذار لأول مرة في حيفا حيث وصلت صواريخ المقاومة إلى أكثر من 100 كم، وأصابت هرتسليا ، نتانيا، قيسارية.
والمفاجأة الثالثة أن صواريخ المقاومة ضربت مطار بن غوريون الاستراتيجي، الأمر الذي أثار الرعب الحقيقي في قلوب جيش الاحتلال، لأهمية مكانته وما يمثله لدى "الإسرائيليين"، حيث ذكرت القناة العاشرة العبرية أن سلطات الاحتلال أعلنت عن تحويل مسار إقلاع الطائرات في مطار بن غريون الدولي، وتعطيل الدراسة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة خوفاً من صواريخ المقاومة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على موقعها الالكتروني: "إن الاحتلال ولأول مرة في تاريخه يقدم على تحويل المسار للطيران في مطار بن غوريون الدولي، تخوفاً من قصفه من قبل فصائل المقاومة في غزة"، كما وأعلنت المصادر العبرية إغلاق مطار إيلات.
في السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال أصدرت تعليمات لبلدية تل أبيب وديمونا، بضرورة الشروع بفتح وتجهيز الملاجئ، كما أمرت بإخلاء شواطئ "ريشون ليتسيون" في تل أبيب خوفاً من تعرضها للقصف، مشيرة إلى أن أكثر من 4 ملايين صهيوني باتوا معرضين لصواريخ المقاومة الفلسطينية، في مختلف المناطق ومنها تل أبيب والقدس، إضافة إلى جميع مناطق محيط غزة.
هذه التطورات الميدانية المتسارعة دفعت المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغّر إلى المصادقة على تجنيد 40 ألف جندي احتياط، في محاولة لمواجهة عمليات فدائية متوقعة وتسلل لمجموعات المقاومة الفلسطينية في محيط قطاع غزة، في حين خرج رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو غاضباً إلى الإعلام ليعيد شيئاً من الغرور "الإسرائيلي" المهدور، قائلاً: لن نقبل أن تتعرض مدننا لضرب الصواريخ وقد أمرتُ بتوسيع العملية ضد "حماس".
من جهته، الرئيس الفلسطيني محمود عباس سارع إلى الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبحث معه الوضع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان غاشم، وهو حلقة في سياسة نتنياهو التي واصلت الاستيطان في الضفة والقدس العربية.
وأضاف عباس أن القيادة الفلسطينية ستتجه لكافة المنظمات الدولية من أجل وقف العدوان، مضيفاً أن الحكومة ستقدم كل ما تستطيع لتقديم المساعدة لشعبنا في القدس وقطاع غزة.
وبالمقابل، وعد الرئيس السيسي بالعمل المتواصل لوقف العدوان "الإسرائيلي" على القطاع بشكل فوري، مؤكداً حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في القطاع.
التصعيد الصهيوني في القطاع قابله اشتعال مدن الضفة غضباً على العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، حيث خرجت التظاهرات في مدينة رام الله إسناداً لأهالي القطاع، فيما اندلعت مواجهات عند مستوطنة "بيت أيل" شمال رام الله، وقام الشبان بحرق برج المراقبة، في حين ردت قوات الاحتلال بإطلاق النار.
مواجهات رام الله، امتدت لتطال باقي مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب قبة راحيل في بيت لحم، وامتدت إلى مخيمي عايدة والعزة القريبين.
وبموازاة ذلك، جرت اشتباكات عنيفة في سخنين بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وقد لجأت قوات الاحتلال إلى قطع الكهرباء عن الشارع الرئيسي وإطلاق قنابل الغاز والصوت بكثافة باتجاه الشبان، ما أسفر عن وقوع العديد من حالات الاختناق في صفوف الفلسطينيين.