واشنطن واللعب على الحبلين!!
وكذلك والذي لابد من التاكيد عليه وهو ما عرفه الجميع ان واشنطن هي التي صاغت وشكلت الجماعات الارهابية ابتداء بالقاعدة وانتهاء بداعش ، ولذلك لتحقيق اهداف وغايات في المنطقة والتي عجزت الحرب عن تحقيقها، فلذلك فهي لا تملك اي جدية في محاربة الارهاب والقضاء عليه، وذلك من خلال عدة معطيات سنذكرها في تفاصيل المقالة.
والسؤال المطروح والذي نريد الاجابة عليه، ان لم يكن واشنطن داعمة للارهاب فكيف يمكن لهذا الارهاب ان يتمدد ويتوسع ويتطور في الدول التي تتواجد فيها اميركا مباشرة كافغانستان التي تملك اكبر قاعدة اميركية تضم في طياتها الالاف من الجنود الاميركان، بالاضافة الى المعدات والاسلحة المتطورة ولكننا لم نجد انها قامت بعملية جريئة وشجاعة ضد طالبان الارهابية رغم ما تقوم به هذه المجموعة بين الفينة والاخرى من عمليات انتحارية تستهدف الشرطة والجيش الافغاني ولم تمارس دورا مهما ضد الاميركان؟
كذلك نجد ان الموقف الاميركي قد اتضح اكثر من دعمه للارهاب وذلك في الازمة السورية بحيث ولهذا اللحظة لم يدن اعمالها الاجرامية بل انه اطلق عليه مسمى بالمعارضة المعتدلة واخذ يبادر بتقديم المساعدات وكان اخيرها طلب اوباما بتقديم 500 مليون دولار لهذه المجموعات الارهابية.
واليوم وفي العراق وهو يواجه الهجمة الارهابية البشعة وبعد ان تنادت القوات المسلحة مدعومة بابناء الشعب العراقي الذي استجابوا لنداء المرجعية العليا بالانخراط في القوات العسكرية لدحر هذا الارهاب الاعمى وقد وصلت فيه مراحل متقدمة بحيث تمكنت ان تبعدهم عن المناطق التي تواجدوا فيها واخذت تطاردهم في كل مكان مما ظهرت بوادر انهزامهم الذريع، لذلك نجد ان واشنطن التي اتخذت موقفا مخزيا تجاه العراق والعراقيين عندما تلكأت في تقديم الدعم اللوجستي اللازم ومنذ الوهلة الاولى، مما يعكس خرقها للاتفاقية الامنية مع العراق، بحيث اصبح من الواضح لدى العراقيين ان واشنطن وبموقفها المخزي هذا قد قدمت دعما غير مباشر للارهاب ان يتمدد في العراق لتحقيق بعض المآرب من الحكومة العراقية.
والملفت اليوم ان واشنطن وبعد ان وجدت ان العراقيين قادرون على مواجهة هذا الارهاب ودحره، فلذلك جاءت وبدلا من ان تقف الى جانب الشعب العراقي في دعمه بجهوده هذه نجد ان بعض القادة العسكريين الامريكان اخذوا يصدرون التصريحات التي تريد اضعاف هذا الجهد الكبير للقوات العراقية وذلك من خلال ما قاله بالامس ديمبسي قائد القوات الاميركية ان القوات العراقية غير قادرة على دحر الارهاب وانها تحتاج الى المساعدة مما اثار استغراب الوسط الاعلامي السياسي العراقي بحيث اشار الى ان هذا التصريح قد يخفي وراءه، ما يخفي الا وهو لفتح باب تدخل اميركي جديد من خلال ذريعة تقديم الدعم للقوات العراقية.
اذن وفي هذه الحالة يمكن التاكيد ان اميركا تريد ان تلعب اليوم لعبتها القذرة في العراق من اجل تغيير العملية السياسية وبالصورة التي ترغب وتريد لها وبالاتفاق مع بعض دول المنطقة المعادية للشعب العراقي.
ولكن الشعب العراقي وبوعيه وادراكه الواسع ووقوفه الى جانب مرجعيته الرشيدة و حكومة المنتخبة لايمكن ان يقع في فخ الاحابيل الاميركية وغيرها. وانه هو القادر ان يدير شؤونه بنفسه معتمدا على قدرات شعبه ودعم الدول الصديقة التي يهمها امن واستقرار العراق. والذي بدا واضحا من خلال الدعم السياسي والاعلامي واللوجستي اللامحدود وغير المشروط وهو الذي اخاف واشنطن وحلفاءها الداعمين للارهاب والارهابيين.